لعنةالفراعنة للمرة الأولى بعد اكتشاف الأثري الانجليزي هوارد كارتر ومعه فرقةتنقيب من 21 شخصا، مقبرة الفرعون الصغير توت عنخ أمون في الأقصر بجنوب مصرعام 1922 حيث وجد قطعة من الخزف في احدى الغرف مكتوبا عليها عبارة "إنالموت سوف يقضي بجناحيه على كل من يحاول أن يزعج هذا الفرعون أو يعبثبقبره.
بعدها بأيام أصيب ممول العملية اللورد كارنرفون بحرارة عالية ونوباتقشعريرة وتوفي في في اليوم التالي، ثم شكا أرثر ميس عالم الأثار الأمريكيالذي ساعد في فتح المقبرة من اعياء متزايد وتوفي في فندق (الكونتننتال)بالقاهرة وهو الفندق نفسه الذي مات فيه كارنرفون.
كما أصيب جورج جولد وهو ابن أحد الممولين للتنقيب عن الأثار المصرية بحمىعالية مات على أثرها في المساء، وكان قد رافق فريق التنقيب دخول المقبرة،ولم يأت عام 1929 حتى كان فريق التنقيب بكامله وعددهم 22 شخصا قد رحلوا عنالحياة.
ثم تعددت بعد ذلك حالات الموت الفجائي أو بسبب الحوادث بين علماء الأثارالذين شاركوا في الاكتشافات الأثرية، وقد أرجعت جميعها إلى "لعنةالفراعنة" لكن البرديات التي عثر عليها ضمن الأثار الفرعونية بينت أنالمصريين القدماء كانوا يستخدمون مواد مشعة وسموما لحماية مقابرهم مناللصوص.
واكتشف د. عزالدين طه الاستاذ بجامعة القاهرة فطريات على أوراق البردياتالمدفونة مع المومياء مصابة بفطريات تسبب مرضا مميتا في الجهاز التنفسيوتنتج عن غلق المقابر باحكام فترات طويلة.
لكن هناك عالم ألماني فتح ملفهذه الظاهرة التي شغلت الكثيرين ليفسر لنا بالعقل والطب والكيمياء كيف أنأربعين عالما وباحثا ماتوا قبل فوات الأوان والسبب هو ذلك الملك الشاب..توت عنخ آمون..
ورغم أن هذا الملك ليست له أي قيمة تاريخية وربما كان حاكما لم يفعلالكثير.. وربما كان في عصر ثورة مضادة علي الملك إخناتون أول من ناديبالتوحيد.. لكن من المؤكد أن هذا الملك الشاب قد استمد أهميته الكبرى منأن مقبرته لم يمسها أحد من اللصوص.. فوصلت ألينا بعد ثلاثة وخمسين قرناسالمة كاملة وأن هذا الملك أيضا هو مصدر اللعنة الفرعونية فكل الذين مسوهأو لمسوه طاردهم الموت واحدا بعد الآخر مسجلا بذلك أعجب وأغرب ما عرفالإنسان من أنواع العقاب.. الشيء الواضح هو أن هؤلاء الأربعين ماتوا.. لكنالشيء الغامض هو أن الموت لأسباب تافهة جدا وفي ظروف غير مفهومة.
وتوت عنخ آمون صاحب المقبرة والتابوت واللعنات حكم مصر تسع سنوات من عام1358 إلي 1349 قبل الميلاد. وقد اكتشف مقبرته اثنان من الإنجليز هما هواردكارتر واللورد كارنار فون وبدأت سنوات من العذاب والعرق واليأس.. ويوم 6نوفمبر عام 1922 ذهب كارتر إلي اللورد يقول له أخيرا اكتشفت شيئا رائعا فيوادي الملوك وقد أسدلت الغطاء علي الأبواب والسرداب حتى تجيء أنت بنفسكلتري وجاء اللورد إلي الأقصر يوم 23 نوفمبر وكانت ترافقه ابنته.. وتقدمكارتر وحطم الأختام والأبواب.. الواحد بعد الآخر.. حتى كان علي مسافةقصيرة من غرفة دفن الملك توت عنخ آمون.
وبدأت حكاية اللعنة بعصفور الكناري الذهبي الذي حمله كارتر معه عند حضورهإلي الأقصر.. وعندما اكتشفت المقبرة أطلقوا عليها أول الأمر اسم "مقبرةالعصفور الذهبي".. وجاء في كتابه 'سرقة الملك' للكاتب محسن محمد.. بأنهعندما سافر كارتر إلي القاهرة ليستقبل اللورد كارنار فون، فوضع مساعدهكالندر العصفور في الشرفة ليحظي بنسمات الهواء.. ويوم افتتاح المقبرة سمعكالندر استغاثة ضعيفة كأنها صرخة إشارة فأسرع ليجد ثعبان كوبرا يمد لسانهإلي العصفور داخل القفص.. وقتل كالندر الثعبان ولكن العصفور كان قدمات..وعلي الفور قيل أن 'اللعنة' بدأت مع فتح المقبرة حيث أن ثعبانالكوبرا يوجد علي التاج الذي يوضع فوق رأس تماثيل ملوك مصر.. وهذه كانتبداية انتقام الملك من الذين أزعجوه في مرقده..
ومن جانب آخر أعتقد عالم الآثار هنري يرشد أن شيئا رهيبا في الطريق سوفيحدث..ولكن ما حدث بعد ذلك كان أمرا غريبا تحول مع مرور الوقت إلي ظاهرةخارقة للطبيعة وواحدة من الأمور الغامضة التي أثارت الكثير من الجدل والتيلم يجد العلم تفسيرا لها إلي يومنا هذا.. ففي الاحتفال الرسمي بافتتاحالمقبرة أصيب اللورد كارنارفون.. بحمي غامضة لم يجد لها أحد من الأطباءتفسيرا.. وفي منتصف الليل تماما توفي اللورد في القاهرة.. والأغرب من ذلكأن التيار الكهربائي قد انقطع في القاهرة دون أي سبب واضح في نفس لحظةالوفاة وقد أبرزت صحف العالم نبأ وفاة اللورد.. وربطت صحف القاهرة بينوفاة اللورد وإطفاء الأنوار وزعمت أن ذلك تم بأمر الملك توت ، وقالت بعضالصحف بأن إصبع اللورد قد جرح من آلة أو حربة مسمومة داخل المقبرة وأنالسم قوي بدليل أنه أحتفظ بتأثيره ثلاثة آلاف عام.. وقالت إن نوعا منالبكتيريا نما داخل المقبرة يحمل المرض والموت، وفي باريس قال الفلكيلانسيلان.. لقد انتقم توت عنخ آمون.
وبعد ذلك توالت المصائب وبدأ الموت يحصد الغالبية العظمي إن لم نقل الجميعالذين شاركوا في الاحتفال ، ومعظم حالات الوفاة كانت بسبب تلك الحميالغامضة مع هذيان ورجفة تؤدي إلي الوفاة.. بل إن الأمر كان يتعدي الإصابةبالحمى في الكثير من الأحيان.. فقد توفي سكرتير هوارد كارتر دون أي سببومن ثم انتحر والده حزنا عليه.. وفي أثناء تشييع جنازة السكرتير داسالحصان الذي كان يجر عربة التابوت طفلا صغيرا فقتله.. وأصيب الكثيرون منالذين ساهموا بشكل أو بآخر في اكتشاف المقبرة بالجنون وبعضهم انتحر دون أيسبب الأمر الذي حير علماء الآثار الذين وجدوا أنفسهم أمام لغز لا يوجد لهأي تفسير ، والجدير بالذكر أن العديد من علماء الآثار صرحوا بأن لعنةالفراعنة هذه مجرد خرافة وحالات الوفاة التي حدثت لا يمكن أن تتعدى الصدفةوالدليل على ذلك هو " هاورد كارتر " نفسه صاحب الكشف عن مقبرة الفرعون "توت عنخ آمون " والذي لم يحدث له أي مكروه، وبالرغم من ذلك إلا أنالكثيرين منهم لا يجرؤون على اكتشاف قبور فرعونية أخرى..ولا حتى زيارةالآثار الفرعونية..كما قام معظم الأثرياء الذين يقتنون بعض الآثاروالتماثيل الفرعونية الباهظة الثمن بالتخلص منها خوفا من تلك اللعنةالمزعومة
وفسر بعض العلماء "لعنة الفراعنة" بأنها تحدث نتيجة لتعرض الأشخاص الذينيفتحون المقابر الفرعونية لجرعة مكثفة من غاز الرادون هو أحد الغازاتالمشعة. وهنا يجب أن نتوقف عند عدة اسأله تهم القارئ ما هو الرادون ؟ مناين يأتي الرادون ؟ كيف تنبعث تلك الغازات المشعة؟ وما هي الأخطار التيتنتج عن تسربها؟
الرادون هو عنصر غازي مشع موجود في الطبيعة. وهو غاز عديم اللون، شديدالسمية، وإذا تكثف فإنه يتحول إلى سائل شفاف، ثم إلى مادة صلبة معتمةومتلألئة. والرادون هو أحد نواتج تحلل عنصر اليوارنيوم المشع الذي يوجدأيضًا في الأرض بصورة طبيعية، ولذلك يشبهه العلماء بالوالد بينما يطلقونعلى نواتج تحلله التي من بينها الراديوم والرادون بالأبناء ، يوجد ثلاثةنظائر مشعة لليورانيوم في التربة والصخور، تتفق جميعها في العدد الذري،ولكنها تختلف في العدد الكتلي ، ولقد وجد أن كل العناصر ذات النشاطالإشعاعي تتحلل بمعدل زمني معين ، وبالرغم من أن غاز الرادون غاز خاملكيمائيًا وغير مشحون بشحنة كهربائية فإنه ذو نشاط إشعاعي؛ أي أنه يتحللتلقائيًا منتجًا ذرات الغبار من عناصر مشعة أخرى، وتكون هذه العناصرمشحونة بشحنة كهربية، ويمكنها أن تلتصق بذرات الغبار الموجودة في الجو،وعندما يتنفس الإنسان فإنها تلتصق بجدار الرئتين، وتقوم بدورها بالتحللإلى عناصر أخرى، وأثناء هذا التحلل تشع نوعا من الإشعاع يطلق عليه أشعةألفا التي تسبب تأين الخلايا الحية، وهو ما يؤدي إلى إتلافها نتيجة تدميرالحامض النووي لهذه الخلايا ويكون الخطوة الأولى التي تؤدي إلى سرطانالرئة.
ولكن لحسن الحظ فإن مثل هذا النوع من الأشعة "أشعة ألفا" عبارة عن جسيماتثقيلة نسبياً، وبالتالي تستطيع أن تعبر مسافات قصيرة في جسم الإنسان، أيأنها لا تستطيع أن تصل إلى خلايا الأعضاء الأخرى لتدميرها؛ وبالتالي يكونسرطان الرئة هو الخطر المهم والمعروف حتى الآن الذي يصاحب غاز الرادون ،وتعتمد خطورة غاز الرادون على كمية ونسبة تركيزه في الهواء المحيطبالإنسان، وأيضًا على الفترة الزمنية التي يتعرض لها الإنسان لمثل هذاالإشعاع، وحيث إن هذا الغاز من نواتج تحلل اليورانيوم؛ لذا فهو موجود فيالتربة والصخور، بالذات الصخور الجرانيتية والفوسفاتية، وتكون نسبة تركيزهعالية جدًا في الأماكن الصخرية أو الحجرية المغلقة، مثل أقبية المنازلوالمناجم وما شابه ذلك مثل قبور الفراعنة المبنية في وسط الأحجار والصخور،وهذا بالفعل ما وجد عند قياس نسبة تركيز هذا الغاز في هذه الأماكن.
وهكذا يؤدي مكوث الإنسان فترة زمنية طويلة بها إلى استنشاقه كمية كبيرة منهذا الغاز الذي يتلف الرئتين، ويسبب الموت بعد ذلك ، وهل بلغ العلم بهؤلاءالفراعنة ما جعلهم يعرفون ذلك، ويبنون مقابرهم بهذه الطريقة في هذهالأماكن؟ أم أن بناءهم المقابر بتلك الطريقة كان صدفة؟ أم أنه السحر كمافسره البعض؟ وأخيرا أهي لعنة الفراعنة أم لعنة الرادون؟