ارتياح جزائري لتكذيب مصر الأنباء عن القائمة السوداء المزعومة
كتب فتحي مجدي (المصريون): |
16-11-2010 01:12 كذّب سفير مصر في الجزائر ما أوردته صحيفة "روز اليوسف" من مزاعم بشأن إدراج الجزائريين ورعايا أربع دول أخرى ضمن "قوائم سوداء"، يتم إخضاعهم للمراقبة الأمنية والتفتيش الصارم عند دخولهم الأراضي المصرية، وهو الأمر الذي تأكدت الخارجية الجزائرية أيضًا من عدم صحته، ما أثار حالة من الارتياح في الأوساط الجزائرية، بعد أن كادت تؤدي تلك الأنباء إلى الدخول في معترك أزمة جديدة بين البلدين، اللذين توترت العلاقة بينهما بشدة خلال الشهور الماضية.
وجاء في بيان أصدره السفير عبد العزيز سيف النصر ونشرته صحيفة "الشروق اليومي" الجزائرية أمس الاثنين، أن "الأنباء التي ترددت مؤخرا بشأن قيام السلطات المصرية باتخاذ إجراءات أمنية مشددة على المواطنين الجزائريين المقيمين في مصر، أو الجزائريين القادمين من الجزائر إلى القاهرة، عارية تمامًا عن الصحة".
ونقلت الصحيفة ذاتها عن مصادر بوزارة الخارجية الجزائرية، إن التحريات التي فتحتها الجزائر بشأن "القائمة السوداء" المزعومة، انتهت بنفي مساعد وزير الخارجية المصري لإدراج الجزائر ضمن هذه القائمة، التي أعلنت عنها في وقت سابق صحيفة "روز اليوسف" المصرية.
واعتبرت الصحيفة أن تكذيب الحكومة المصرية القاضي لما أوردته "روز اليوسف" من شأنه أن يطفئ نار الفتنة التي تداعت إلى الاشتعال هذه الأيام، بعد أن اعتقد الجميع بأن صفحة الخلاف الذي صاحب المباراة الحاسمة بين منتخبي مصر والجزائر في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم طويت وإلى الأبد.
وكانت صحيفة "روز اليوسف" أثارت جدلاً واسعًا بعد أن نشرت تقريرًا قالت فيه إنه تم إدراج الجزائريين على "قائمة سوداء" باعتبارهم يشكلون خطرًا على الأمن القومي المصري، بما يفرض إجراءات أمنية مشددة عليهم عند دخولهم الأراضي المصرية، إلى جانب رعايا أربع دول أخرى، هي: العراق واليمن والصومال وموريتانيا، وهو الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة خصوصًا في الصحافة الجزائرية أعادت معها إلى الأذهان الأجواء التي صاحبت "المعركة الكروية" بين البلدين.
واتسم الموقف الرسمي الجزائري بالتروي، وعلقت مصادر بوزارة الخارجية الجزائرية قائلة "لحدّ الآن لا يُمكن اتخاذ موقف رسمي علني طالما أن السلطات المصرية تلتزم الصمت"، وأجرت الخارجية الجزائرية اتصالات مع نظيرتها المصرية، للتأكد من صحة ما ورد في التقرير المثير للجدل، وهو ما نفته مصر جملة تفصيلا، على ما أكدت مصادر دبلوماسية جزائرية بالقاهرة.
على الرغم من ذلك سارع ن الناطق الرسمي باسم "حركة مجتمع السلم"، (حمس) (الفرع الجزائري للإخوان المسلمين) إلى التنديد بالتقرير واعتبر المتحدث باسمه، الأمر "تجاوزا للخطوط الحمراء في تعاملها مع الجزائر"، وتابع "نحن لم نقبل مثل هذا الأمر من أمريكا وفرنسا، فكيف نقبله من مصر، وهم يعلمون أن العلاقات الجزائرية - الفرنسية قد بلغت حدود القطيعة بسبب تطاول فرنسا علينا".
غير أن سفير الجزائر بمصر وممثلها بالجامعة العربية، عبد القادر حجار نفى تلقي سفارته مراسلة من السلطات المصرية بخصوص القائمة المفترضة، لافتا إلى أن رعايا الجزائر لم يقدموا شكاوى حول تعرضهم لإجراءات غير عادية في المطارات المصرية، كما ذكرت التقارير الصحفية.
وكانت أجواء إيجابية خيمت على العلاقات المصرية- الجزائرية خلال الشهور الماضية، بعد لقاء بين الرئيسين المصري حسني مبارك والجزائري عبد العزيز بوتفليقة خلال قمة فرنسا ـ إفريقيا بمدينة نيس الفرنسية في أواخر مايو وأوائل يونيو الماضيين، تلتها زيارة مفاجئة للرئيس المصري في يوليو الماضي لتعزية بوتفليقة في وفاة شقيقه، وهو ما أسهم بشكل كبير في تلطيف الأجواء المشحونة بين البلدين.
يذكر أن العلاقات توترت بشدة في أعقاب مباراة مصر والجزائر الحاسمة في أم درمان بالسودان في نوفمبر من العام الماضي، بعد اتهامات من الجماهير المصرية التي رافقت المنتخب للجمهور الجزائري بالاعتداء عليها بالضرب في الشوارع وداخل الحافلات عقب المباراة التي انتهت لصالح "الخضر" بهدف مقابل لا شيء وتأهل الجزائر إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010.