أسبوع الجحيم
هو أقسى فترة في مدة التدريب بالكامل حيث يستيقظ المتدربون في منتصف الليل
وهم نيام على أوعية المياه الباردة تلقى عليهم ثم يقوموا بعمل زحف على
الرمال تحت وابل ناري (مع العلم بسماحية 15% خسائر بشرية). ويتم التدريب
في منتصف الليل حيث يتم حرمان المتدريين من النوم قدر المستطاع , كما
يستخدم المتدربون النخل أو جذوع الشجر ، حيث يستخدم الجنود هذه الجذوع عن طريق حملها والقيام بتمرينات بدنية (ضغط ، بطن ، عقلة)
ومعظم هذه التمارين أثناءالليل ، مع رش المتدربين بمياه باردة ، أحضرت
خصيصا من أجل هذا الغرض ، أما بعد ذلك فيتم إرسال أشخاص يحملون أسلحة بيضاء للهجوم على المتدربين في أوقات عشوائية وعلى المتدرب التصدي لهم ، بعدها 24 ساعة راحة.
بعد الراحة يتم التدريب على استخدام المتفجرات بكافة أنواعها في البر وفي البحر واستخدام متفجرات حية ، أيضا اللتدريب على اقتحام المبانى والأهداف السكنية في القرية التكتيكية وبعد ذلك التدريب على القفز الحر والنزول على الأهداف السكنية وتطهيرها بعد ذللك العودة للتدريبات تحت الماء بما فيها تلغيم الأهداف البحرية بأكثر من طريقة.
وتنتهي فترة الجحيم في بحيرة قارون وجزء خلف السد العالي والجزء الثالث في الفيوم وهذا الجزء يتم تعليم المتدرب فية النوم والمعيشة داخل البرك والسباحة
في البرك والهجوم والانسحاب من البرك المائية ، تتميز هذه البرك أيضا
بنسبة ملوحة عالية جدا , ثم مرحلة التدريب على الإقامة 24 ساعة نهارا
وليلا في البركة في وضع استعداد ووضع هجوم ، ويتم تحذير المتدربين من التبول لأن بهذه البرك طبقا للعسكريين جراثيم
تسبح في مجرى البول وتقضي على الشخص في ربع ساعة. وفي النهاية ينتهي أسبوع
الجحيم وتتم التهيئة للجزء الأخير وفيه التدريب الفعلي والحقيقي على العمليات الخاصة في البحر وفي الجو وفي البر.
المتابعة
تنتهى فرقة القوات الخاصة مع الحرص على بعض التدريبات الخفيفة نسبيا ، الملاحة الجوية والملاحة البحرية وطوابير السير الطويلة من أنشاص وحتى البحر الأحمر ذهابا وإيابا ثم ذهابا مرة أخرى. وهذا ما يفسر شعارهم في وقت السلم العرق في التدريب يعوض الدماء في المعارك.
من عمليات الصاعقة المصرية
أهم العمليات التى قام بها الإسرائيليون في شهر يناير 1970 ، هي معركة شدوان. وشدوان عبارة عن جزيرة صخرية منعزلة مساحتها تقريبا 70 كيلو متر وتقع بالقرب من مدخل خليج السويس وخليج العقبة بالبحر الأحمر ، وعليها فنار لإرشاد السفن وتبعد عن الغردقة 35 كيلو متر وعن السويس 325 كيلو متر ، وتؤمنها سرية من الصاعقة المصرية ، ورادار بحري.
قامت القوات الإسرائيلية بهجوم ضخم على الجزيرة ليلة الخميس 21/22 يناير شملت الإبرار الجوي والبحري والقصف الجوي
الذي استمر لعدة ساعات على الجزيرة وضد بعض موانئ البحر الأحمر التى يحتمل
أن تقدم المعونة لقواتنا وقد استمر القتال لمدة 6 ساعات كاملة بين كتيبة المظلات الإسرائيلية وسرية الصاعقة المصرية.
وقد تمكن الإسرائيليون بواسطة قواتهم الجوية من إصابة أحد القوارب المصرية
في الجزيرة واعترف الإسرائيليون بوقوع عشرة من جنودهم بين قتلى وجرحى
بينما يدعي المصريون بأن خسائر الإسرائيليين كانت أكبر من المعلن عنها.
وقالت وكالات الأنباء
وقتها أن من بين القتلى الإسرائيليين ضابطين هما الملازم إسحاق كوهين (24
عام) ، والملازم إسرائيل بارليف ، وقالت وكالات الأنباء في حينها أن بقية
أسماء القتلى لم تعرف.
وفي الثامنة والربع من صباح 33 يناير صدر بيان عسكري مصري أذيع فيه: "العدو
بدأ في الساعة الخامسة صباحا هجوما جويا مركزا على جزيرة شدوان .. وقد
تصدت وسائل دفاعنا الجوي لطائراته وأسقطت طائرة منها شوهد قائدها يهبط
بالمظلة في البحر ومازال الإشتباك مستمرا حتى ساعة صدور هذا البيان".
وقد استخدم الإسرائيليون قواتهم الجوية المكونة من طائرات الفانتوم و سكاي هوك الأمريكية الصنع للهجوم على بعض القوارب المصرية التى كانت تتصدى له في المنطقة وأصاب واحدا منها إلا أن وسائل الدفاع الجوي
المصري اسقطت له طائرة أخرى ، وقد أنزلت القوات المصرية بالقوات
الإسرائيلية خسائر جسيمة في الأفراد لا تقل عن ثلاثين بين قتيل وجريح
(طبقا للمصادر العسكرية المصرية) وتمكنت وسائل الدفاع الجوي المصرية من
إسقاط طائرتين للإسرائيليين إحداهما من طراز ميراج والأخرى من طراز سكاي هوك.
وبعد قتال عنيف ومرير استمر 36 ساعة كاملة خاضته قوة مصرية صغيرة اضطرت القوات الإسرائيلية التى تقدر بكتيبة كاملة من المظليين للانسحاب من الأجزاء التى احتلتها في الجزيرة.
وكان الإسرائيليون قد أعلنوا مساء ليلة القتال الأولى أن قواتهم "لا تجد مقاومة على الجزيرة" إلا أنهم عادوا واعترفوا في الثالثة من بعد ظهر اليوم التالي أن القتال لا يزال مستمرا على الجزيرة.
وفي اليوم التالي للقتال (الجمعة) اشتركت القوات الجوية في المعركة وقصفت
المواقع التى تمكن الإسرائيليون من النزول عليها في شدوان وألقت فوقها 10
أطنان من المتفجرات في الوقت الذى قامت فيه القوات البحرية بتعزيز القوة
المصرية على الجزيرة.
وقال رئيس الأركان
الإسرائيلي حاييم بارليف ، أن الجنود المصريين يتصدون بقوة للقوات
الإسرائيلية ويقاتلون بضراوة شبرا شبرا للاحتفاظ بالجزيرة بأي ثمن.
وشهدت المعركة بطولات من العسير حصرها، وبلغ من عنف المقاومة المصرية أن
القوات الإسرائيلية لم تتمكن طوال 36 ساعة من الاقتراب من القطاع الذي
يتركز فيه الرادار البحري على الجزيرة.