Admin Admin
عدد الرسائل : 6019 العمر : 124 الموقع : ساحات الطيران العربى الحربى نقاط : 10224 تاريخ التسجيل : 05/10/2007
| موضوع: محمد غانم (86)عام أحد أشهر ضباط المخابرات المصرية الأربعاء ديسمبر 15, 2010 12:44 pm | |
| محمد غانم (86)عام أحد أشهر ضباط المخابرات المصرية والذى كان معروفا لكل أجهزة المخابرات العالمية.. حتى أنها كانت ترصد تحركاته حينما يحل بأى من الأقطار.. هذا الرجل الذى حاز على ثقة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر
محمد غانم ليس مجرد ضابط عادى فى الجيش المصرى بل هو واحد من الذين ساهموا بشكل كبير فى كتابة تاريخ مصر المعاصر.. فقد كان رمز للفدائية فى حرب فلسطين عام 48 وكان واحد ممن شكلوا جهاز المخابرات المصرية فى بدايات عهد الثورة وكان رأس الحربة فى العمليات الفدائية ضد الإنجليز فى معسكراتهم مما عجل بالجلاء الإنجليزى عن أرض مصر ثم تحول محمد غانم إلى خدمة بلده عن طريق رئاسته لأول مجلس إدارة لشركة النصر للتصدير والإستيراد والتى كانت تعمل كغطاء شرعى للمخابرات المصرية..وقد غزت شركة النصر للتصدير والإستيراد إفريقيا والعالم من خلال 35 فرع وكانت الشركة مسئولة عن الحجم الأكبر من صادرات مصر ووارداتها عدا القطن والبترول . فدائى لا يهاب الموت [right] <blockquote class="postcontent restore"> فى أثناء حرب فلسطين 1948 ذهب إلى رئاسة المدفعية فى غزة البكباشى محمود رياض المسئول عن مخابرات الحملة المصرية فى فلسطين(أصبح بعد ذلك سفير ووزير خارجية وأمين عام الجامعة العربية) وإلتقى باللواء الجارحى مدير مدفعية الحملة المصرية فى فلسطين وطلب منه تكليف ضابط نقطة ملاحظة من ضباط المدفعية يكون مدرب تدريب عالى..بحيث يخترق الضابط الحدود الفاصلة بين لقوات المصرية والقوات الصهيونية أمام غزة فى منطقة تسمى((بين النهدين)) وهى مسافة لا تتجاوز 300 متر تفصل بين سلاسل الجبال الموازية للبحر الأبيض المتوسط فى مواجهة غزة ويسيطر عليها الصهاينة.. بحيث يقبع الضابط فى تلك المنطقة ثم يوجه نيران مدفعية الجيش المصرى بواسطة اللاسلكى إلى منطقة القوات الصهيونية.. يمكننا أن نتخيل ما هو مصير الضابط الذى سيكلف بتلك المهمة حيث سيكون فى مجال النيران المتبادل بين القوات المصرية والقوات الصهيونية طبعا عودة هذا الضابط ستكون شبه مستحيلة..لذلك إعترض اللواء الجارحى بشدة على هذه المهمة ورفض تكليف أحد ضباطه بها حيث أن ضباطه بالفعل معدودين كان الملازم محمد غانم وهو الضابط الفنى فى أحد تروبى بطاريتى المدفعية حاضرا هذا اللقاء.. وقد أثاره كلام محمود رياض وشرحه لخطة الصهاينة التى تنصب فى تطويق الجيش المصرى فى غزة بين شقى رحى..فهم يجمعون بعض قواتهم فى محاولة للوصول إلى مدينة العريش بسيرهم بمحاذاة سلسلة الجبال الموازية للبحر مختفين فى حماها ..ولابد من قصفهم فى منطقة بين النهدين حتى يتم إفشال خطة التطويق يقول محمد غانم: قدمت نفسى للواء الجارحى مستعدا للقيام بهذه التضحية لكنه أسكتنى بحزم اللواء القديم للملازم الحديث هل إكتفى محمد غانم بهذا القدر وقال:خلاص أنا عملت اللى عليا؟ تقدم محمد غانم إلى البكباشى أحمد حسن الفقى أركان حرب مدفعية الحملة المصرية فى ذلك الوقت(وسفير ووكيل أول وزارة الخارجية فيما بعد)وأخبره بما تم بين اللواء الجارحى ومحمود رياض وما تم بين اللواء الجارحى وبينه فما كان من الفقى إلا أنه إستطاع إقناع اللواء الجارحى بتكليف محمد غانم بهذه المهمة وعندما تم تقديمه إلى اللواء أركان حرب فؤاد صادق_ القائد العام لحملة الجيش المصرى فى فلسطين فى ذلك الوقت_ كأحد أحسن متدربى المدفعية ومتطوع لتنفيذ فكرة المخابرات الحربية بالتواجد وسط القوات الصهيونية لتوجيه شبكة نيران المدفعية المصرية باللاسلكى ضد القوات الصهيونية فى الوقت المناسب وبالتركيز المطلوب اللواء فؤاد صادق:إنت مقدر خطورة اللى إنت ها تقوم بيه؟ محمد غانم: أيوة يا فندم اللواء فؤاد:الأمانة تفرض على أن أقول لك أن إحتمال رجوعك تكاد تكون شبه مستحيلة..ها تكون وسطهم ولا بد يكتشفوك ويقتلوك إن ما قتلتش نفسك بنفسك بنيران مدفعيتك اللى ها توجها للمكان الموجود إنت فيه وموجود فيه القوات الإسرائيلية محمد غانم: سيادة القائد أنا شاب ماليش إلتزامات(لم يكن قد تزوج)ولا أستطيع أن أواجه أهلى وأصدقائى لو حط العدو رجله على متر واحد من أرضنا فما بال وصولهم للعريش وتطويق الجزء الكبير من الجيش المصرى فى فلسطين؟ اللواء فؤاد:أحييك وأحيى روحك العالية ولكن الأمانة أيضا تفرض على أنى أقدر إحتمالات نجاح العملية دى بما لا يزيد عن 30% محمد غانم:حتى لو كانت 3%
كلف غانم بالمهمة وأمر بتنفيذها فى نفس الليلة..وأعطيت تعليمات بأن توضع جميع مدفعية الميدان تحت إدارة محمد غانم وطلب منه إعداد شبكة نيران مكثفة بحيث تنطلق جميع المدافع فى كل المواقع وفى نفس الوقت فى دفعات مركزة ومتلاحقة بإشارة من محمد غانم وفى الوقت الذى يراه مناسبا على منطقة بين النهدين مارس عدد من ضباط صف وجنود الوحدة الضغط على محمد غانم من أجل إصطحابهم معه فى رحلة الموت.. لكنه لم يختر إلا عامل لاسلكى واحد كى يشاركه هذه المهمة بالإضافة إلى دليل عربى إجتاز محمد غانم ورفاقه خطوط الألغام المصرية والتى كان يحمل خريطتها كما إجتاز خطوط الألغام الصهيونية بتوفيق الله ورعايته وإستجابته لدعاء محمد غانم بأن ينجيه الله من الألغام حتى ينفذ مهمته بنجاح أربعة كيلومترات من الأرض الوعرة ذات التضاريس الغير ممهدة والألغام المزروعة فى كل مكان يقول محمد غانم: وفى حمى شجرة من شجرات الطريق قبعت أنا ومعى زميلاى بلا نطق ونكاد نكون بلا نفس..نسمع حديثهم(الصهاينة)وصراخهم وضحكاتهم ..والتعليمات ألا يفتح الجهاز اللاسلكى إلا فى الوقت المناسب وبأقل عدد من الكلمات يشملها كود متفق عليه مع زملائى ضباط المدفعية خلف مدافعهم على الجانب الآخر من الجبهة.. وبعد حوالى الساعة مرت كما لو كانت دهرا ونحن قابعون فى مكمننا جاءت اللحظة التى عملنا لها ألف حساب وصدرت التعليمات للصهاينة بالتحرك متخطية مضيق بين النهدين..ومع أزير المحركات وزمجرة أصوات المجنزرات فتحت اللاسلكى وأصدرت التعليمات لأول طلقتين من أحد المدافع أختبر بهما صدق تصورى لخط النار.. وكان الله معى فلم أجد أن هناك من حاجة لأكثر منهما بعدما إستنفدت بعد ظهر ذلك اليوم من جهد فى حساب دقيق لتصور خط النار وصادف أن كانت سرعة الرياح على معدلها المحسوب عليه الحسابات رغم أننا كنا فى الشتاء وما يثار فى مثل ليالى الشتاء من تقلبات فى الجو.. كان الله معنا وفى أعقاب الطلقتين إختبار تأكدت من صدق حساباتى ونطقت بالكود الثانى الذى يعنى جحيم من القذائف فى وقت واحد من عشرات المدافع المجهزة لهذا الأمر.. نجحت العملية الفدائية التى قام بها محمد غانم..ودكت المدفعية المصرية القوات الصهيونية المتواجدة فى منطقة ما بين النهدين.. ولرعاية الله وتوفيقة لم يستطع الصهاينة الإنتباه إلى محمد غانم ورفاقه رغم أن من كانت آليته تتحطم يفر من فوقه ولا يرونه.. كما أن الله نجاهم من القذائف المصرية التى كادت أن تصيبه ورفاقه وبعد تأكد محمد غانم من تمام نجاح المهمة أصدر أمره بإيقاف الضرب قبل أن تصيب اللاسلكى شظيه تجعل اللاسلكى يتعطل ويسكت تماما..وكانت رحلة العودة أسهل كثيرا بعد تحررهم من اللاسلكى ذو الوزن الكبير بعد أن أصابه التلف..وقد غمرت محمد غانم مشاعر السعادة لا سيما وأنه رأى بنفسه نجاح العملية بنسبة 100% ورأى بنفسه الأعداد الكبيرة من عربات الإسعاف والأوناش الخاصة بالصهاينة و التى هرعت إلى منطقة ما بين النهدين لرفع مخلفات الضرب المصرى المركز على الصهاينة وكانت القوات المصرية قد تصورت إستشهاد غانم ورفاقه بعد إنقطاع الإرسال اللاسلكى ووزعوا نشرة تمجد بطولتهم..لذلك فإن عودتهم كانت مفاجأة سارة للجميع خير محمد غانم بين الحصول على ترقية إستثنائية كيوزباشى وبين حصوله على نيشان نجمة فؤاد العسكرية فإختار النيشان وتم ترقية الجندى الذى كان يحمل اللاسلكى ترقية إستثنائية وتم منح الدليل العربى مكافأة مالية مجزية وطلب اللواء أركان حرب فؤاد صادق من محمد غانم إختيار عشرة مقاتلين بمعرفته ليشكل بهم وحدة فدائية يوجهها بنفسه فوافق على الفور
| |
|