أعلنت النيابة العامة في مصر إحالة ثلاثة أعضاء في شبكة تجسس إسرائيلية هم مصري موقوف وإسرائيليان في حا
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
عدد الرسائل : 6019 العمر : 124 الموقع : ساحات الطيران العربى الحربى نقاط : 10224 تاريخ التسجيل : 05/10/2007
موضوع: أعلنت النيابة العامة في مصر إحالة ثلاثة أعضاء في شبكة تجسس إسرائيلية هم مصري موقوف وإسرائيليان في حا السبت ديسمبر 25, 2010 1:52 pm
أعلنت النيابة العامة في مصر إحالة ثلاثة أعضاء في شبكة تجسس إسرائيلية هم مصري موقوف وإسرائيليان في حالة فرار إلى محكمة أمن الدولة العليا بتهمة التجسس لصالح تل أبيب، وكانت السلطات المصرية قد كشفت النقاب عن هذه الشبكة التي قيل إنها كانت تتخابر مع المخابرات الإسرائيلية وتعمل على تجنيد عملاء سوريين ولبنانيين لصالحها لنقل معلومات منهم إلى إسرائيل. نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين، ما هي الأهمية التي يكتسبها كشف مصر عن شبكة التجسس الإسرائيلية الناشطة على أراضيها؟ وما هي التحولات التي طرأت على العقيدة الأمنية العربية وسط التحديات المتجددة التي تجابهها؟... تنام عيون دول كثيرة وعين إسرائيل الاستخبارية لا تنام وها هي لا تغفل لا عن الصديق ولا عن العدو، هذا ما أكده سقوط شبكة تجسسية تابعة لها في مصر وقبل ذلك تفكيك عدد من الشبكات المماثلة لها في لبنان كلها تعمل على اختراق المنظومات الأمنية العربية المحيطة بتل أبيب بقطع النظر عما وقع من اتفاقات سلام معها أو لم يوقع.
[تقرير مسجل]
إيمان رمضان: على عكس ما يتصور كثيرون لم يضع اتفاق السلام نقطة النهاية للحرب على الجبهة المصرية الإسرائيلية فنشاط التجسس الإسرائيلي داخل مصر لا يزال في أوجه رغم انتكاساته في ظل كشف مصري متكرر لشبكاته، جهاز المخابرات يكشف خلية تجسس جديدة لحساب إسرائيل تتكون من شاب مصري وضابطين إسرائيليين في جهاز الموساد ومهمتها الإضرار بمصالح الدولة داخليا وإقليميا من خلال اختراق قطاع الاتصالات المصري وجمع معلومات عن العاملين فيه لمعرفة ما يصلح منه حسب تقديرات الموساد للتجسس. بدأ طارق عبد الرازق حسين الجاسوس المصري عمالته للموساد عام 2007 أثناء زيارة للصين وكانت شركة للاستيراد والتصدير غطاء لنشاطه التجسسي مكنه من السفر إلى سوريا ولبنان لتجنيد جواسيس هناك لإسرائيل، وهنا يتجاوز نشاط الموساد الحدود المصرية ليتخذ بعدا إقليميا يشمل بلدانا مجاورة لإسرائيل فقد كشف المقاومة اللبنانية والجيش خلايا مشابهة اخترقت وسائل الاتصالات من خلال زرع أجهزة تنصت متطورة قادرة على تحديد إحداثيات أهداف ومراقبة يصل مداها إلى الأراضي السورية، اختراق ساهم في تنفيذ اغتيالات استهدفت شخصيات هامة داخل لبنان وسوريا ودولة الإمارات العربية وكان من أهمها اغتيال محمود المبحوح القيادي في حركة حماس. وبين كشف استخباري واختراق إسرائيلي مستمر لدول المنطقة تثار تساؤلات عن حقيقة الوعي الإقليمي بأهداف إسرائيل في الشرق الأوسط ومدى ما ارتكبته على هذا الصعيد من اغتيالات وإثارة نعرات طائفية وتوترات سياسية بين عدد من الدول العربية حسب تصريحات رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، وقد عزز ذلك تأكيدات النائب العام المصري أن الخلية الإسرائيلية الأخيرة هدفت إلى زرع فتيل أزمة سياسية بين مصر ولبنان وتوتير العلاقات السورية المصرية. وبينما تتواصل المحاولات الأميركية الإسرائيلية الدؤوبة لحشد الدول العربية في مواجهة ما تصفه بالخطر الإيراني على المنطقة تأتي التطورات الأخيرة لتضع خطوطا حمراء تحت الفلسفة الأمنية العربية وما يتعلق منها بحماية الأمن القومي والإقليمي ابتداء بإعادة ترتيب قائمة الأعداء وليس انتهاء بفصل المسار السياسي مع إسرائيل وما تضمنه من تطبيع علني وسري معها على المسار الأمني.
[نهاية التقرير المسجل]
دلالات الكشف عن شبكة تجسس إسرائيلية في مصر
حسن جمول: وللنقاش معنا من القاهرة الدكتور عماد جاد رئيس تحرير مجلة مختارات إسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، ومن بيروت العميد الركن السابق هشام جابر رئسي مركز الشرق الأوسط للدراسات. أبدأ معك سيد عماد جاد من القاهرة، برأيك ما هي الأهمية التي يكتسبها هذا الكشف الجديد عن شبكة تجسس إسرائيلية في مصر؟
عماد جاد: يعني هي ليست بالجديدة هي تمثل تواصل العمليات أو شبكات التجسس الإسرائيلية في مصر لكن ربما هناك تغير نوعي في هذه الشبكات، أولا هناك دخول إلى قطاع حيوي ومهم وخطير وهو قطاع الاتصالات وتضمن بعض المعلومات أن هناك كانت عمليات تنصت كانت تتم على الاتصالات الهاتفية لعدد من أعضاء الحكومة ومن كبار المسؤولين في مصر وأن تمكن إسرائيل من اختراق هذه الشبكة يمكن أن يساعدها على القيام بربما إرسال بعض الرسائل أو التدخل في مجال الاتصالات، النقطة الثانية هي الامتداد الإقليمي لهذه الشبكة وبالتالي هذه الشبكة لم تقتصر على مصر وإنما استخدمت مواطنا مصريا كغطاء لدخول الموساد إلى الأراضي اللبنانية والسورية وربما ذلك يمثل مشكلة كبرى للمواطنين المصريين الذين يدخلون سوريا على سبيل المثال بدون تأشيرة دخول وبالتالي..
حسن جمول (مقاطعا): طيب سيد عماد أنت قلت إنها ليست عملية جديدة ولكن يطرح هنا تساؤل هل كل عمليات التجسس التي تكتشف في مصر يتم الإعلان عنها أم يجري انتقاء ما يجب الإعلان عنه؟
عماد جاد: لا، طبعا بيجري انتقاء ما يتم الإعلان عنه ربما يرتبط ذلك بطبيعة النشاط برغبة الرسالة الكامنة من الإعلان وأيضا بطبيعة العلاقات، المرحلة التي تمر بها العلاقات المصرية الإسرائيلية بمعنى أن هذه شبكة ضخمة لها بعد إقليمي حاولت اختراق قطاع الاتصالات وفي نفس الوقت ربما العلاقات المصرية الإسرائيلية تمر ببعض المطبات وبالتالي تم الكشف الضخم عن هذه الشبكة وأعتقد أن البعد الإقليمي فيها ربما كان مقصودا النشر حتى يكون كنوع من الرسائل أيضا لقوى إقليمية عربية بالتحديد.
حسن جمول: يعني تقصد سوريا.
عماد جاد: نعم أقصد سوريا نعم.
حسن جمول: طيب سيد هشام جابر يعني إذا لاحظنا المعلومات التي أعلنت عن هذه الشبكة واضح أن الأساس في هذه الشبكة عبد الرازق كان في بداية عمله بشكل فعلي ولم يكن قد توغل فعلا في الوصول إلى مراكز الاتصالات أو شبكات الاتصالات وما إلى ذلك، لماذا الكشف عنه وتوقيفه بهذه السرعة قبل أن يدخل ويتوغل في عمله بحيث يمكن الكشف أكثر عن مصادر استخباراتية جديدة؟
هشام جابر: مساء الخير أستاذ حسن. أولا للإجابة على هذا السؤال هنالك توضيح أن هذه الشبكة كما ذكرت الجزيرة وكما ذكرت صحيفة المصري المصرية أنها بدأت فعلا عملها وكما ذكر ضيفكم الكريم قامت بالتجسس على المكالمات الدولية لعدد كبير من المسؤولين المصريين ومنهم وزراء يعني هذه الشبكة ليست في قيد التحضير بل بدأت العمل، أما عن كشفها وعن أهمية كشفها هنا يعني اسمح لي أقول إنه من بعد اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل والبدء بالتطبيع يعني منذ ثلاثة عقود تقريبا هذا التطبيع الذي لم يرض به الشعب المصري، سرت مقولة استذكرت المتنبي حين قال
نامت نواطير مصر عن ثعالبها
وقد بشمنا وما تفنى العناقيد
يظهر أن النواطير قد استيقظت أو أنه أعلن عن استيقاظها، أنا لا أرى أن دولة كبيرة ومهمة كمصر لم تكن تدري خلال ثلاثة عقود أنها هدف أساسي للتجسس الإسرائيلي، إسرائيل كما ذكرتم في التقرير لا تفرق بين حليف وبين صديق وبين من ارتبطت معه بمعاهدة سلام، كلنا نعلم أن إسرائيل تتجسس على أقرب حلفائها وأولهم الولايات المتحدة الأميركية وحيث هنالك أكثر من جاسوس إسرائيلي لا يزال معتقلا في أميركا، هذا موضوع ثان. ثانيا هذا ما حصل هو مما لا شك فيه إنجاز مهم للمخابرات المصرية وفي نفس الوقت فشل للموساد الإسرائيلي سيما وهنا أعلنت مصر عن أسماء ضابطين تبين أنهما ضابطان مهمان في المخابرات الإسرائيلية وهما ديديه موشيه وجوزيه ديمور يعني سمتهما بالاسم وهما مطلوبان للعدالة وحققت مصر بهذا الإعلان -أنا برأيي- رسالة سياسية مهمة جدا إلى سوريا وحزب الله وكأنها تقول -وهذا منعطف خطير وجديد يعني- كأنها تقول لسوريا وحزب الله مهما اختلفنا معكم بالسياسة فإن مصر لن تقف إلى جانب من يتجسس أو يتآمر عليكم، على سوريا وعلى حزب الله.
حسن جمول: إذاً الرسائل في أكثر من اتجاه. أعود إليك سيد جاد، أنت في البداية أشرت إلى وجود هذه الرسائل، هل هذا ما يجيب على السؤال لماذا السكوت عن هذه الشبكة والإعلان عنها الآن علما أنه تم القبض على عبد الرازق في شهر ثمانية ونحن في آخر شهر من السنة؟
عماد جاد: ديسمبر نعم. اسمح لي أستاذ حسن في البداية بس أحيي ضيفك من بيروت على بيت المتنبي ولكن لا أعتقد أن هناك نواطير نامت في مصر فيما يخص الأجهزة الأمنية لأنه منذ اللحظة الأولى لتوقيع معاهدة السلام وبدأ تتالي كشف شبكات التجسس الإسرائيلية وبالتالي مسألة النوم لا أعتقد أنها واردة في هذا الأمر. بصراحة شديدة كم الشبكات التي تم توقيفها ضخم، أنا أعتقد معهم في مسألة أن التطبيع كان مدخلا لاختراق مصر من جوانب عديدة يكفي أن سيناء تدخل بدون جواز سفر من جانب الإسرائيليين وبدون تأشيرة وأيضا عدد من الشبكات استخدمت في بعض بنود التطبيع مثل عزام عزام الذي كان مديرا لمشروع اقتصادي وبالتالي أنا أعتقد أن المسألة بشكل واضح. إجابة على سؤال حضرتك عادة لو تتبعنا مجمل الشبكات التي تم توقيفها في مصر سنجد أن الجهات الأمنية المصرية تقوم بتوقيف الشخص ولا تعلن أي شيء إلى أن تستكمل المعلومات والبيانات وبعد ذلك تقدم القضية بشكل كامل إلى الأجهزة المعنية، هذه المسألة أعتقد أنه حسبما نشر حتى الآن في القاهرة وحسبما ما جاء في بيان الاتهام أن هذه الشبكة مارست النشاط بالفعل وقيل بشكل واضح إنهم تجسسوا على اتصالات لبعض أعضاء الحكومة المصرية وعدد من كبار المسؤولين وبدؤوا اختراق شبكات الاتصالات الموجودة في مصر وربما كان الانتظار سيؤدي إلى خسائر جسيمة لا تعوض، من هنا أعتقد أن الكشف جاء ربما هو متوافق مع سبق كشف من شبكات كانت الفترة ما بين ثلاثة إلى أربعة شهور إلى أن تتم استكمال التحقيقات.
حسن جمول: طيب سيد هشام جابر بالنسبة للرسائل السياسية قبل أن ننتقل إلى الجزء الثاني من حلقتنا، برأيك الرسائل السياسة والظروف السياسية المحيطة بهذا الإعلان ماذا تخدم؟
هشام جابر: نعم هي إيجابية مما لا شك فيه، لأن مصر يعني كما ذكرت وجهت هذه الرسائل لتقول إن مصر لم تخرج عن الخط العربي، صحيح قامت بالتطبيع مع إسرائيل وأنها كما ذكرت لن تقف معادية لسوريا ولا للبنان بأي حال من الأحوال وكلنا نعلم يعني أنه كما ذكرت هذا منعطف مهم جدا هو عودة مصر إلى حد ما إلى لعب دورها، كلنا نعلم أن مصر ابتعدت وانحسر دورها كثيرا سواء دورها العربي أو دورها الإفريقي، مصر التي كانت النافذ الأول العربي في لبنان ليس من زمن عبد الناصر فقط بل من زمن مصطفى النحاس باشا كان لها دور أساسي في بلد كلبنان وكلنا نعلم دورها في سوريا وتأثيرها، مما لا شك ومع الأسف بعد الصلح أو اتفاقية السلام مع إسرائيل بدأت تنحسر تدريجيا حتى مصر ابتعدت كثيرا عن دورها وعن ثقلها وحتى في إفريقيا وتدرك مصر اليوم مما لا شك فيه أنها هدف لإسرائيل سواء وقعت سلاما أو لم توقع ولا ننسى قضية السودان وقد كشفت الجزيرة على أن بن غورين هو الذي بدأ بالتخطيط منذ الخمسينيات إلى فصل السودان وإبعاده عن مصر وبالتالي إلى تقسيم السودان، تدرك مصر على أن اتفاقية السلام لا تبعد مصر عن كونها موضوع كعدو محتمل أساسي لإسرائيل وإسرائيل تخطط على المدى البعيد، أما خرقها لشبكة الاتصالات، شبكة الاتصالات اليوم نعلم جميعنا أن الاتصالات أصبحت الهدف الأول للاستخبارات الإسرائيلية كما كشف الوزير اللبناني شربل نحاس منذ أسبوعين ومعه رئيس الهيئة الناظمة على أن إسرائيل اخترقت كل شبكة الاتصالات اللبنانية وما كشف في الأسبوع الماضي عن جبلي صنين والباروك يعني يثبت على أن الاتصالات هي الهدف الأساسي للموساد الإسرائيلي فكيف يمكن التصور أن بلدا كمصر يمكن أن تكون بمنأى عن هذا التجسس؟
حسن جمول: نعم هذا كله يقودنا للحديث في ظل هذه المخاطر عن العقيدة الأمنية العربية. فاصل مشاهدينا ثم نتابع مع ضيفنا من القاهرة وبيروت.
[فاصل إعلاني]
أولويات وتحديات العقيدة الأمنية العربية
حسن جمول: أهلا بكم من جديد مشاهدينا في حلقتنا التي تتناول أولويات وتحديات العقيدة الأمنية العربية على ضوء كشف مصر لشبكة تجسس إسرائيلية ضدها. في أكثر من مناسبة مصر أعلنت عن ضبط شبكات إسرائيلية للتجسس كانت تعمل على أراضيها دون الأخذ بعين الاعتبار في شيء ارتباط القاهرة وتل أبيب بمعاهدة سلام يفترض بها أن تؤسس لحسن الجوار. هذه جردة سريعة لأهم أعمال التجسس الإسرائيلي ضد مصر، فقد كشفت مصر عن تجنيد جاسوس من بدو سيناء في 1982 ثم ضبطت في عملية كبيرة شبكة تجسس مكونة من تسعة سياح إسرائيليين عام 1985، بداية التسعينيات قبض الأمن المصري على فائقة مصراتي ووالدها بتهمة التجسس تحت ستار الدعارة، في عام 1996 سقط الجاسوس المصري عزام عزام في فخ المخابرات المصرية التي كشفت تخابره مع نظيرتها الإسرائيلية متخفيا بالأنشطة الاقتصادية، في السنة الموالية ألقي القبض على جاسوس مصري لصالح إسرائيل كان ينقل معلوماته إلى المخابرات الإسرائيلية سباحة بين البلدين، نهاية عام 2000 طفت على السطح قضية الجاسوس المصري لصالح إسرائيل شريف فوزي الفيلالي الذي جنده الموساد أثناء دراسته في الخارج، علما أن تل أبيب تستخدم أيضا الأقمار الصناعية من منظومة أفق التي بدأت منذ عام 1985 وهي تغطي إضافة إلى مصر كل من سوريا والعراق وليبيا وإيران. من جديد إلى ضيفي من القاهرة عماد جاد، سيد عماد لماذا اتفاقية السلام برأيك لم تضع حدا لعمليات التجسس التي هي بالعشرات ونحن ذكرنا أبرزها الآن في هذه العجالة؟
عماد جاد: لا، يعني خلينا نتعامل مع اتفاقية السلام على أنها معاهدة دبلوماسية لها ما لها وعليها ما عليها، أنهت الحرب بين مصر وإسرائيل وأقامت عمليات دبلوماسية ممثلة في تبادل السفارات ولكن لم يكن هناك أي نوع من التطبيع على المستوى الشعبي، بعض نقاط التطبيع التي استخدمت وبعض البنود في الاتفاقية استخدمت كمدخل لممارسة التجسس، أولا دعنا نتفق من البداية على أن الأجهزة الاستخباراتية لكل دول العالم تمارس التجسس وإسرائيل مارست التجسس ضد الولايات المتحدة الأميركية نفسها قضية جوناثان بولاريد أو نقل الأسرار الأميركية التكنولوجية إلى الصين. لكن سأرد عليك بجملة بسيطة قالها الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية يعني وأكدها قبل شهر، قال "لقد أحدثنا الاختراقات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية في أكثر من موقع ونجحنا في تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي والاجتماعي لتوليد بيئة صراعية في مصر بحيث تستمر لفترات زمنية طويلة"، بالتأكيد إسرائيل يهمها تقزيم وإضعاف وربما تفتيت كل القوى الإقليمية الرئيسية سواء كانت عربية أو غير عربية وبالتالي بالنسبة لمصر دولة مركزية دولة إقليمية يهمها بالتأكيد أن تنشغل بمشاكلها الداخلية أن تغرق في أزمة اقتصادية وأن تغرق في احتقان طائفي وبالتالي إسرائيل يهمها أن تكون هناك كيانات صغيرة وتفتت هذه الكيانات حتى تستطيع أن تمارس دور الهيمنة..
حسن جمول (مقاطعا): سيد عماد إذا كان هذا هو التوصيف لاتفاقية السلام هذه، ألا ترى أن هنالك بعد هذه الاتفاقية كان هناك نوع من التراخي الأمني المصري من خلال السياح من خلال المراكز الثقافية من خلال السفارة الإسرائيلية وأيضا العمالة المصرية في إسرائيل، ألم توضع هذه الأمور تحت المجهر؟
عماد جاد: يعني طبعا كانت هناك بنود سهلت مثل هذه الأمور مثل المركز الأكاديمي وأيضا مثل دخول الإسرائيليين إلى سيناء بدون جوازات سفر وبدون تأشيرة بالطبع لمدة 15 يوما وبالتالي سهل تسللهم داخل البلاد وربما تكون هذه مناسبة لإعادة النظر في هذا البند، لا يمكن القبول باستمرار هذه المسألة، مسألة تراخ، ربما أتعامل معها بشكل مختلف عن التراخي بمعنى أنها كانت تجربة جديدة وكان الوضع.. لا تنس أن السادات اغتيل بعد توقيع المعاهدة بعد عام ونصف العام وكان الوضع في مصر محتقنا وكانت هناك توترات ومشاكل ربما دخلت مصر في قضايا داخلية عطلتها عن متابعة تجربة هي كانت جديدة بالنسبة لها وربما لم يكن أحد يتصور أن تبدأ الهجمة التجسسية الإسرائيلية مباشرة لأن أول قضية تجسس كبرى تم توقيفها عام 1982 مباشرة.
حسن جمول: سيد هشام جابر من بيروت بالحديث ربما عن تراجع التوثب الأمني العربي تجاه إسرائيل هل تعتقد أن هذا التراجع موجود فعلا لصالح التركيز على مواضيع أخرى كالإرهاب والحذر المتنامي الحذر العربي المتنامي من إيران؟
هشام جابر: نعم هذا كلام صحيح جدا، هنا أريد أن أذكر بأن كل دولة في العالم لديها ما يسمى بعدو محتمل وتقام الإستراتيجية الدفاعية أو الهجومية بناء على هذا العدو المحتمل، أنا من الذين أتيح لهم أن يتعلموا في فرنسا وفي أميركا وكان العدو المحتمل هو الاتحاد السوفياتي في كلا البلدين، اليوم إسرائيل أنا برأيي تعرف من هو العدو المحتمل، صحيح لقد وقعت اتفاقيات سلام مع بعض الدول العربية ولم توقع إنما على علاقة مع بعض الدول العربية وهذه الدول أنا برأيي هي عدو محتمل في المستقبل وفي أي وقت لإسرائيل، إسرائيل لا يمكن أن -كما ذكرت- أن ترفع مصر الدولة العربية الكبرى القوية عن إمكانية أن تتحول مصر إلى عدو لها بين ليلة وضحاها رغم اتفاقية السلام، الدولة الوحيدة اليوم في لبنان حدد ما هو العدو المحتمل الذي هو العدو الإسرائيلي باتفاقية الطائف، كذلك سوريا أما بعض الدول العربية نعم لقد اعتبرت أن الإرهاب هو العدو الأساسي وبعض الدول اعتبرت عدوا محتملا ولو بشكل سري غير معلن هو إيران كما حاولت أو نجحت إلى حد ما الإدارة الأميركية السابقة خاصة جورج دبليو بوش..
حسن جمول (مقاطعا): هنا الاختلال العربي حول ما هو العدو هل بالضرورة سيؤدي إلى غياب رؤية موحدة أو عقيدة عربية موحدة؟ باختصار سيد هشام.
هشام جابر: نعم هذا صحيح، نعم هذا يؤدي إلى غياب رؤية عربية موحدة أمنية لأنه يجب حتى على الدول العربية التي هادنت إسرائيل أن تضع دائما نصب أعينها على أن إسرائيل لن تتركها تعيش بسلام، وقد تفضل ضيفكم الكريم وقال إنه من مصلحة إسرائيل أن تلهي مصر بمشاكلها الداخلية ومشاكلها الطائفية وهذا ما اعترف به الإسرائيليون، كل الدول العربية يجب أن تعتبر أنها هدف للتخريب الإسرائيلي ولخلق البلبلة داخل هذه البلد ربما للوثوب عليها في يوم ما.
حسن جمول: طيب بالحديث عن التركيز على المشاكل الداخلية سيد عماد سؤال أخير وباختصار أيضا، إلى أي مدى برأيك أيضا التركيز الأمني العربي على حماية الأنظمة من معارضيها في الداخل أدى إلى الابتعاد عن التركيز على موضوع الجاسوسية الإسرائيلية؟
عماد جاد: لا، يعني أعتقد حسب فهمي للمسألة أن هناك أجهزة مختلفة معنية بالأمن الداخلي خاصة بالأنظمة والاستقرار وهناك أنظمة أخرى إستخباراتية معنية بمتابعة التجسس والجاسوسية وبالتالي أود أن أشير هنا إلى نقطة أن هذه القضية صحيح تستهلك جزء من إمكانية الدولة وطاقة أجهزتها إلا أنها لا ينبغي ولا أعتقد أنها حرفتها عن مهمة متابعة شبكات التجسس، ولكن النقطة المهمة هنا هي أن ليس كل ما يعلن في وسائل الإعلام ويقال كجمل دبلوماسية هو صحيح يعني مسألة من هو العدو أعتقد أن المسألة في مصر من وجهة نظري كمواطن مصري أعتقد أنها تختلف عما هو معلن لاعتبارات دبلوماسية وبالتالي ربما تضاف مصادر أخرى للتهديد ولكن مسألة العدو ومصدر التهديد الرئيسي لا أعتقد أن ذلك حدث به تغير كبير.
حسن جمول: شكرا لك عماد جابر رئيس تحرير مجلة مختارات إسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، ومن بيروت أشكر العميد الركن هشام جابر رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات. شكرا للمتابعة مشاهدينا وإلى اللقاء.http://www.aljazeera.net/NR/exeres/4CE2BB16-B53E-4E4F-852C-18AAF9094CEE.htm
أعلنت النيابة العامة في مصر إحالة ثلاثة أعضاء في شبكة تجسس إسرائيلية هم مصري موقوف وإسرائيليان في حا