مصير 90 مصريا كانوا محتجزين في سجون إيران من إجمالي 482
اعتقلوا خلال الفترة ما بين 1984 إلى 1988م، إبان الحرب العراقية-
الإيرانية، بعدما ادعت السلطات الإيرانية أنهم تخلصوا من حياتهم بالانتحار
شنقا.
يأتي
ذلك رغم نفي وزير الخارجية المصري السابق أحمد ماهر في عام 2003 وجود
سجناء مصريين في إيران سواء كانوا أسرى حرب أو مسجونين على ذمة أحكام
قضائية، بإعلانه أن إيران قامت بالإفراج عن الأسرى المصريين الذين كانوا
يقاتلون في صفوف القوات العراقية بشكل تدريجي حتى عام 2001 .
وكانت
إيران أفرجت عن 211 أسيرًا مصريا عام 1989م، بموجب وساطة قامت بها إحدى
الدول الأوروبية، ليبقى بعدها 218 مصريا في سجون إيران، وقد تقلص عدد
السجناء إلى 90 مصريا، بعد الإفراج عن 181 أسيرًا في عام 1991.
وعندما
طالبت السلطات المصرية بالإفراج عن باقي الأسرى، وفقا لاتفاقية الوساطة
الأوروبية، ادعت طهران أن باقي الأسرى المصريين انتحروا أثناء احتجازهم
بإيران، عبر شنق أنفسهم بملابسهم.
لكن الحكومة المصرية غير مقتنعة حتى
الآن برواية الإيرانيين في انتحار الـ 90 أسيرًا مصريا، فهم لا يزال
مصيرهم مجهولا، ولم يتم التأكد مما إذا كانوا ماتوا أو مازالوا على قيد
الحياة في السجون الإيرانية، خاصة وأن طهران رفضت تسليم رفات الموتى
لذويهم في مصر، متذرعة وقتها بأنها ستسلم إلى السلطات العرقية في إطار
صفقة تبادل أسرى ورفات بين البلدين.
وقال أسرى مصريون كانوا من بين
المحتجزين في إيران، إنهم تعرضوا لأسوأ أنواع التعذيب والإهانة، حيث تم
تعذيبهم بالكهرباء وإغراقهم في أحواض المياه، بالإضافة إلى إجبارهم على
اليقظة وعدم النوم في فترات تتراوح ما بين 48 إلى 72، ووضع كل خمسين
أسيرًا في حجرة لا تتعدى مساحتها المترين.
ويوجد 25 مصريا معتقلين في
السجون الإيرانية منذ عامين، إلا أن السلطات الإيرانية تنفي وجودهم، وهو
أحد أسباب تصاعد التوتر بين القاهرة وطهران، وفشل المساعي الرامية إلى
إحداث تقارب أو مصالحة بين الطرفين، بعد 30 عاما من قطع العلاقات بين
الجانبين، إثر توقيع مصر معاهدة السلام مع إسرائيل