علاقة إيران الشيعة باليهود :
علاقاتهم
باليهود لم ولن تنتهى فمؤسس فرقتهم يهودى-ابن سبأ- ، و فى عهد الشاه كانت
من أوائل الدول التى اعترفت بقيام دولة اسرائيل عام 1948 ، وأقام الشاه مع
اليهود علاقات قوية بين عامى (48 – 79) واليهود هم الذين دربوا جهاز
المخابرات الإيرانى السافاك .
قال ديفيد ليفى وزير خارجية اسرائيل السابق إن اسرائيل لم تقل فى يوم من الأيام أن ايران هى العدو) .
يقول أبو الحسن بنى الصدر - أول
رئيس لإيران بعد الثورة الخمينية مباشرة - فى برنامج "زيارة خاصة " على
قناة الجزيرة الفضائية فى الأول من ديسمبر عام 2000 : (في اجتماع المجلس
العسكري أعلمنا وزير الدفاع أننا بصدد شراء أسلحة من إسرائيل ، عجباً كيف
يعقل ذلك ؟! سألته: من سمح لك بذلك؟ أجابني: الإمام الخميني.
قلت: هذا مستحيل!! قال: إنني لا
أجرؤ على عمل ذلك وحدي، سارعت للقاء الخميني، وسألته: هل سمحت بذلك؟
أجابني: نعم. إن الإسلام يسمح بذلك، وأضاف قائلاً: إن الحرب هي الحرب ،
صعقت لذلك صحيح أن الحرب هي الحرب ولكن أعتقد أن حربنا نظيفة ، الجهاد وهو
أن تقنع الآخرين بوقف الحرب ، والتوق إلى السلام ، نعم ، هذا الذي يجب عمله
هو ليس الذهاب.. ليس الذهاب إلى إسرائيل وشراء سلاح منها لمحاربة العرب ،
لا، لن أرضي بذلك أبدا ً، حينها قال لي: إنك ضد الحرب وكان عليك أن تقودها
لأنك في موقع الرئاسة ) .
فى بداية الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988) اشترت ايران من اليهود اطارات لطائرات F5 ، F4.
وفى قضية الكونترا الشهيرة اشتروا
منهم أسلحة عن طريق أوليفور نورث وبوين ديكس ، وكذلك تم شراء صواريخ " تاو "
و " هوك " من اليهود عام 1986 .
كذلك أصدر بنيامين نتنياهو - رئيس
الوزراء اليهودى السابق – أمرا يقضى بعدم النشر عن أي تعاون عسكرى أو تجارى
أو حتى زراعى بين اسرائيل وايران ، لكى يمنع محامى الدفاع فى قضية رجل
الأعمال اليهودى ناحوم منبار المتهم بتصدير مواد كيماوية إلى ايران من كشف
معلومات خطيرة تلحق الضرر بأمن اسرائيل وعلاقاتها الخارجية ، وكان أمنون
زخرونى المحامى يريد أن يثبت أن منبار ليس الوحيد الذى يقوم بممارسة تجارة
السلاح مع ايران ، وأن هناك شبكة علاقات واسعة لإسرائيل رسميا وشعبيا مع
ايران . وهذا أكبر دليل على وجود علاقة بين الشيعة واليهود .
علاقة إيران الشيعة بأمريكا :
تبدأ العلاقة من تحالف الشيعة مع
الصليبين زمن الحروب الصليبية ، ثم تحالف الدولة الصفوية مع الدول
الأوروبية التى كانت فى صراع مع الدولة العثمانية مثل المجر والنمسا ثم
فرنسا وبريطانيا .
فى عهد الدولة البهلوية فى بداية
القرن الماضى قويت العلاقة بينها وبين بريطانيا القوة العظمى فى ذلك الوقت ،
وكان لهذه الدولة دور فى اسقاط الخلافة العثمانية ، وكان الشاه محمد رضا
بهلوى – الذى تلقى تعليمه فى سويسرا – على علاقة قوية بالمخابرات
البريطانية عن طريق العميل " مسيو براون " .
ساعدت بريطانيا الشاه فى استلام
الحكم من والده سنة 1941 ، وبعد أن استلمت أمريكا الراية من بريطانيا أكملت
معه المسيرة حيث ساعدته للعودة إلى الحكم مرة أخرى بعد ثورة مصدق 1963 ،
واصبح بعدها عضوا فاعلا فى نادى العمالة الأمريكية ، واتخذ الأمريكان ايران
مسرحا لتحقيق مصالحهم فى المنطقة بأسرها ، وبدأت بينهما علاقة لم تنتهى
إلى اليوم ، وبعد أن أدى الشاه دوره وانتهت صلاحيته رأت أمريكا أنه لم يعد
أهلا لشرف العمالة ، فى حين بدأت معارضة الملالى تأخذ وضعها من الشارع
الإيرانى أعطت لها أمريكا الضوء الخضر فى المضى نحو الثورة .
اعترف بذلك أبوالحسن بنى الصدر فى
نفس البرنامج فى الجزيرة حيث قال : ((جاء موفدون من البيت الأبيض للقاء
الخميني في (مافلي شاتو) منفاه في فرنسا، واستقبلهم آنذاك إبراهيم يزدي،
الذي كان وزيراً للخارجية في حكومة مهدى بازاكان ، في طهران عقد اجتماع ضم
السفير الأمريكي في طهران من جهة، ومهدى بازاكان الذي أصبح رئيساً للوزراء،
و(موسوي أردافيلى) أحد الملالي الذي أصبح بدوره رئيساً لمجلس القضاء
الأعلى، خرج المجتمعون باتفاق يقضي أن يتحالف رجال الدين والجيش من أجل
إقامة نظام سياسي مستقر في طهران )).
واستمرت العلاقات السرية مع أمريكا
- الشيطان الأكبر- بعد موت الخمينى فى عهد رفسنجانى حيث تم التنسيق بينهما
خلال حرب الخليج الثانية ، وكانت الفرصة مواتية للقضاء على العراق العدو
اللدود لإيران .
ثم كان التعاون بينهما لإسقاط نظام
طالبان الإسلامى فى أفغانستان فى عام 2001 ، ثم التعاون فى اسقاط نظام
صدام حسين فى العراق أبريل 2003 ، ومازال الشيعة الى الآن يساعدون
الأمريكان فى احتلال العراق والوقوف فى وجه المقاومة العراقية .
والسر فى هذه العلاقة عبر التاريخ
هو وكما قلنا العلاقة بين الشيعة وأى عدو للإسلام والمسلمين ، فعقيدة
الشيعة من الأساس لا تدعو إلى أى عداء أو صدام مع الغرب - بالرغم من
الفرقعات الإعلامية بين الحين والآخر - بل إن عدوها الأول و الأخير هم
المسلمون من أهل السنة ، لذلك تستغل أمريكا الإسلام الشيعى لضرب الإسلام
السنى ، وهذا مبدأ مشهور فى السياسة الأمريكية ، فأمريكا تتفق مع الشيعة فى
أن عدوها الرئيسى هو الحركات الإسلامية السنية ، التى تقف فى وجه
الأمبريالية الأمريكية فى العالم الإسلامى بأسره وخاصة فى أفغانستان
والعراق ، ثم كان هذا الإتفاق على اعطاء الشيعة حصة الأسد من الكعكة
العراقية على الرغم من أنهم لايشكلون اغلبية كما يزعمون وهذا ما يحدث الآن
بعد الإنتخابات الأخيرة .
فالوضع الجديد فى المنطقة بعد
أحداث 11 سبتمبر وبعد احتلال العراق ، هو السماح للرافضة بأن يكون لهم دور
كبير لتفتيت الدول الإسلامية السنية ، ونشر المذهب الشيعى ، فى الخليج حيث
السعودية التى تدعم الإرهاب على حد زعمهم وتساعد الحركات الإسلامية فى طول
العالم الإسلامى ، وخرج منها 15 ارهابى من أصل 19 دمروا برجى التجارة
الأمريكية ، وفى مصر حامية الاسلام وحصنة الاخير .
هذه خلاصة لنظرة إيران الشيعة
للدول العربية بل والإسلامية ، لا بديل لديها عن تشييع العالم الاسلامى ،
وان كانت هذه هى الواجهة والمغزى الأساسى لإعادة الامبراطورية الفارسية من
جديد ، فهل يعى العرب ذلك ؟
وبعد فهذا تحذير لمن كان له قلب
وعقل ليفقه الواقع مع ربطه ببعده العقدى والتاريخى بعيدا عن السفسطة
والسذاجة التى تخيم على قلوب البعض وعقولهم لا سيما وأن الأمة الإسلامية
تمر بأحلك فترات تاريخها ، وتكالبت على قصعتها الأكلة من كل حدب وصوب
ليلتهموها ، الصليبيون واليهود والشيعة والعلمانيون والمنافقون وغيرهم .
انتهى ...................
المصادر :
رابطة أهل السنة فى ايران مكتب لندن .
محمد صادق مكي / نجاد .. وإحياء مبدأ تصدير الثورة الإيرانية.
موقع مفكرة الإسلام ((الأزهر يحاول وضع حدًا للتغلغل الشيعي في مصر22/7/2002 )) .