Admin Admin
عدد الرسائل : 6019 العمر : 124 الموقع : ساحات الطيران العربى الحربى نقاط : 10224 تاريخ التسجيل : 05/10/2007
| موضوع: وثائق «ويكيليكس» المسرَّبة من القضايا العالمية المثيرة في الأشهر الأخيرة على المستوى الدبلوماسي والدولي والإعلامي والشعبي، فقد ملأت الدنيا وشغلت الناس في أرجاء المعمورة كافة؛ بسبب حساسيتها الدبلوماسية وإسقاطها للكثير من الأقنعة، وتشويه كثير من الشخصيات ا الخميس ديسمبر 30, 2010 5:57 pm | |
| وثائق «ويكيليكس» المسرَّبة من القضايا العالمية المثيرة في الأشهر الأخيرة على المستوى الدبلوماسي والدولي والإعلامي والشعبي، فقد ملأت الدنيا وشغلت الناس في أرجاء المعمورة كافة؛ بسبب حساسيتها الدبلوماسية وإسقاطها للكثير من الأقنعة، وتشويه كثير من الشخصيات التي كان يُنظر إليها على أنها «مختلفة»! ولم تكن هذه أول مرة يتم فيها الكشف عن أسرار دبلوماسية، ولكنها المرة الأولى التي يتم فيها تسريب معلومات كثيرة جداً دفعة واحدة؛ حيث نشر «ويكيليكس» عبر خمس صُحف دولية كبرى 251 ألف وثيقة تضم مراسلات بين وزارة الخارجية الأمريكية وسفاراتها في كثير من دول العالم. زلزال في واشنطن لا شك أن المعلومات المسرَّبة ليست كتاباً منزلاً من السماء، ففيها المعلومات الصحيحة والنقل الأمين، وفيها الانطباعات ونقل الأخبار من مصادر مختلفة قد تكون لها أغراضها الخاصة، للتشويه على سبيل المثال، وكل ذلك يجب أن يؤخذ في الاعتبار.. ومع ذلك، فهناك أخبار لا يمكن تكذيبها، لاسيما إذا كانت لها روافد تعزّزها، وتصريحات أو تلميحات معلنة تعضدها، أو تواترت الأنباء على صحتها، كما أن الردود غير الواضحة تدعم بشكل كبير صحة المعلومات المعنية. ردود الفعل الأكبر جاءت من الولايات المتحدة؛ حيث أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية «هيلاري كلينتون» عن انزعاجها وأسف بلادها من عملية التسريب، وقالت: إن «نشر الوثائق السرية لا يشكل هجوماً على الولايات المتحدة وحسب، بل على المجتمع الدولي، ويسهم في تبديد الثقة بين الدول». في حين توعّد وزير العدل الأمريكي «أريك هولدر» بمحاكمة كل من يتبين أنه على علاقة بتسريب كميات كبيرة من البرقيات الدبلوماسية لموقع «ويكيليكس»، مشيراً إلى أن السلطات الأمريكية «تُجري تحقيقاً جنائياً». ومن خلال الردود الأمريكية يتبين أن الوثائق صحيحة، أي أن «ويكيليكس» لم يزيِّف المعلومات، وإنما نشرها كما هي في وزارة الخارجية و«البنتاجون»، ووزارة المالية، وقد أوضح «هولدر» في مؤتمر صحفي عقده بتاريخ 29 نوفمبر2010م أن «نشر تلك الوثائق يعرّض حياة دبلوماسيين أمريكيين وأشخاصاً آخرين يساعدون الولايات المتحدة للخطر». ارتباك في باريس كان الرئيس الفرنسي أكثر مواضيع وثائق ويكيليكس الفرنسية المسربة، فقد أظهرت أنه سوَّق نفسه إلى «البيت الأبيض» بأنه صديق للولايات المتحدة والكيان الصهيوني، وتقرَّب للدبلوماسيين الأمريكيين حتى قبل أن يصبح رئيساً، وأقنعهم بأنه حليف جدير بالثقة، وأنه «الشخصية الأكثر دعماً للولايات المتحدة في العالم». وأشارت الوثائق إلى وصف بعض الدبلوماسيين الأمريكيين «ساركوزي» بأنه «نزق ومتسلط»، وتطرّقت إلى «سكوته عن النظام الدكتاتوري في تونس وغيرها من الدول التي لا تزال نهباً للشركات الفرنسية». ولذلك، قال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية «فرانسوا باروان»: إن الرئيس «نيكولا ساركوزي» يعتبر نشر الوثائق «أقصى درجات اللامسؤولية»، مشدداً على «الطابع شديد الخطورة لنشرها بالنسبة للأشخاص الذين يمكن أن يكونوا معنيين، عندما يخدمون مصالح بلدانهم في المهمات التي توكل إليهم».. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية: «نأسف لكشف موقع «ويكيليكس» - بشكل متعمد وغير مسؤول - مراسلات دبلوماسية أمريكية، ولا نؤكد أياً من التصريحات المنسوبة إلى السلطات الفرنسية والدبلوماسيين الفرنسيين». وكانت وثائق «ويكيليكس» قد نسبت إلى «جان ليفييت» مستشار الرئيس الفرنسي وصفه الرئيس الفنزويلي «هوجو شافيز» بـ«المخبول»، والنظام الإيراني بـ«الفاشي».. وقال المتحدث باسم الخارجية «برنار فاليرو»: إن «كشف هذه المعلومات يمثل انتهاكاً لسيادة الدول وسرية المراسلات التي كرّستها معاهدة فيينا حول العلاقات الدبلوماسية». وأضاف: إن «انتهاك سرية وثائق داخلية خاصة بالإدارة الأمريكية مثير للقلق لأكثر من سبب، ومن شأنه التأثير سلباً على حل القضايا الأساسية في أمن واستقرار العلاقات الدولية». تباين في روما المعارضة الإيطالية كانت على موعد مع الفضائح؛ حيث أُفسحت لها صفحات على الإنترنت والصحف المملوكة لها، ولاسيما تلك الوثائق التي تتحدث عن صبيانية رئيس الوزراء «سيلفيو بيرلسكوني»، ووضعه الصحي. وقد وصف وزير الخارجية الإيطالي «فرانكو فراتيني» الوثائق المسرَّبة بقوله: «إن «ويكيليكس» يريد تدمير العالم، مؤكداً أنه «يلزم رد من جانب المجتمع الدولي على الوثائق»، التي تضمنت أكثر من ربع مليون رسالة سرية للبعثات الدبلوماسية الأمريكية في مختلف أنحاء العالم». وأضاف في تصريحات من الدوحة يوم 29 نوفمبر الماضي: «يجب على المجتمع الدولي التزام موقف موحد دون التراجع أمام الأساليب التي إن أصبحت متبادلة يمكنها عرقلة مسيرات الدبلوماسية والمجازفة بالوصول إلى أزمة ثقة». وكان «فراتيني» قد حذر في تصريحات سابقة من وقع تسريب الوثائق الدبلوماسية على العلاقات بين الولايات المتحدة والدول الأخرى، واعتبرها «بمنزلة 11 سبتمبر الدبلوماسية العالمية». أما رئيس الوزراء «سيلفيو بيرلسكوني»، فاعتبر الوثائق المسربة «تقارير موظفين من الدرجة الثالثة»، وأنكر تنظيمه حفلات ماجنة لفتيات صغيرات في السن، مما دفع المعارضة إلى نشر صور لتلك الحفلات.. وقال «بيرلسكوني»: إن «هذه التسريبات التي ترددها صحف اليسار تضر بإيطاليا، وهي التي تقف وراء حديث الفتيات عن حفلات في بيتي». وزير الدفاع الإيطالي «أنتونيو مارتينو» أدلى بدلوه في الوثائق قائلاً: «من بين الوثائق التي تهمنا تلك التي تشير إلى قلق الولايات المتحدة على استثماراتها في إيطاليا، وهو القلق الناجم عن الفشل في الفوز بعطاء للاستثمار يتعلق بتيليكوم إيطاليا». وقالت وزارة الخارجية الإيطالية: إن «واشنطن أحاطتنا علماً بالوثائق قبل كشفها من قِبَل «ويكيليكس»، وسنتابع عن كثب ما سيُكشف عنه». أما الفاتيكان فقد استبق الأحداث بالقول: إن «أي وثائق تتعلق بالفاتيكان لن تكون تعبيراً عن المجرى الحقيقي للأمور، ولكن بكيفية فهمها وإدراكها»، مشيراً إلى أنها «وجهات نظر». خبايا عربية أظهرت الوثائق أن الحكومة الصهيونية تشاورت مع الحكومة المصرية وسُلطة عباس قبل بدء عدوانها على غزة (ديسمبر 2008 - يناير 2009م)، وأن رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان أبلغ دبلوماسياً أمريكياً بأن «حماس» ستُضطر للتنازل عن السلطة في غزة خلال ثلاثة أو أربعة أشهر إذا سارت المفاوضات بسرعة، وأن بلاده تريد عزل «حماس» ووقف هجمات صواريخ «القسام»، وأن وزيرة الخارجية الأمريكية أمرت دبلوماسييها بجمع معلومات عن قادة «حماس» والسلطة الفلسطينية تشمل خطوط السفر الفعلية والمركبات التي يستخدمونها، بالإضافة إلى معلومات مالية تتعلق بأرقام بطاقات الائتمان. وتشير الوثائق إلى أن النظام في تونس لم يكن حليفاً يمكن الوثوق به أو الرضا عنه بالنسبة للأمريكيين، كما توضح أن الإدارة الأمريكية رغم ذلك قررت تقليص النقد العلني لنظام «بن علي» في قضايا الحريات، والفساد المالي.. كما تشير إلى غضب النظام من محاورة الإدارة الأمريكية لبعض فصائل المعارضة؛ مما يفسح المجال أمام الإسلاميين للعودة إلى الواجهة وربما الإمساك بالسلطة. افتراءات ضد «أردوغان»! أوضحت الوثائق أن رئيس الوزراء التركي «رجب طيّب أردوغان» يكره «إسرائيل»، وذلك في رد فعله العنيف على العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وقال دبلوماسيون: إن «أردوغان» يكره «إسرائيل» بكل بساطة، مشيرين إلى أنهم يؤيدون نظرية السفير الصهيوني في أنقرة «جابي ليفي»، الذي اعتبر تصريحات «أردوغان» منطلقاً عاطفياً لأنه إسلامي، وقال: «من وجهة نظر الدين، هو يكرهنا والاحتقار الذي يكنُّه ينتشر في بلاده»، ونسب تدهور العلاقات بين الكيان الصهيوني وتركيا إلى شخصية «أردوغان» الذي وصفه بأنه «ناشط إسلامي سابق، يترأس حكومة إسلامية محافظة». وقد حاولت بعض الجهات الدبلوماسية تشويهه من خلال الزعم بأن له ثمانية حسابات مصرفية في سويسرا، وقد نفى «أردوغان» تلك الأكاذيب، وطالب بإجراء تحقيقات قانونية، وتعهّد بالاستقالة في حال ثبتت صحة تلك الأكاذيب. وقال: إنه لا يملك قرشاً واحداً في مصارف سويسرا، داعياً السلطات الأمريكية إلى مساءلة دبلوماسييها بسبب التشهير بحقه وحق بلاده. خلاصة القول: إن الولايات المتحدة فضحت نفسها، وأسقطت ما تبقى من أقنعة زائفة، وفضحت الكذب والنفاق السياسي الرسمي الذي يلفُّ كثيراً من دول العالم!
|
|
| |
|