نظم حماية القطع البحرية مــن الصـواريـخ الموجهـــة
بات
من المؤكد أن الصواريخ المضادة للسفن أصبحت أشد خطراً على القطع البحرية
من الطائرات المقاتلة بأنواعها، فهذه الصواريخ تنقض من علٍ أو تحلق منخفضة
فوق الماء بمقطع راداري صغير يصعب اكتشافه، وبسرعة أعلى من سرعة الصوت
يصعب التصدي لها، فكان لابد من سلاح جديد أكثر تطويراً لمواجهة هذه
الأخطار، ألا وهو الدفاع الجوي الذي أصبحت مهمته لاتقتصر على التصدي
للطيران المعادي فحسب، بل أيضاً إسقاط الصواريخ المضادة للسفن والقذائف
الموجهة، حتى الصواريخ البالستية الموجهة أصبحت تشكل خطراً كبيراً على
السفن، فكان لابد من سلاح فعال لمواجهتها وحماية السفن من مخاطرها.
ومعلوم أن استراتيجية الدفاع البحري تهتم بالصواريخ سطح/سطح المضادة للقطع
البحرية، وهذا يفسر اعتماد البحريات على الصواريخ المضادة للسفن كتسليح
رئيسي بدلاً من استخدام الطوربيدات، حيث تسلح القطع البحرية الصغيرة بهذه
القذائف، على أساس أن القطعة البحرية الصغيرة يمكنها اكتشاف القطعة
البحرية المعادية التي في حجم الطراد على مسافة 35 كلم، وقبل أن يتم
اكتشافها بنحو 15 دقيقة، ويرد ذلك إلى الفرق في المقطع الراداري (Rcs)
بينهما.
صواريخ سطح/سطح المضادة للقطع البحرية
لعل أفضل الصواريخ سطح/سطح التي اشتهرت في العهد السوفييتي كان صاروخ
(SS-IC-Scud-B) 9K72 Elbrus من (Makeyev)، وبلغ وزن إطلاقه 6.3 طن بحمل
حربي وزنه 500 كلغ إلى مسافة قصوى بلغت 300 كلم، وهو صاروخ موجه بالقصور
الذاتي، بلغت دقته نحو 900 متر على مسافة 185 كلم، وقد خلفه صاروخ حديث هو
(Iskander-E) يبلغ وزنه 3.8 طن بحمل حربي يزن 480 كلغ ويبلغ أقصى مداه 280
كلم، ويدل كتيب نشر في العام 2002 على توجيهه بالقصور الذاتي مع باحث
بصري، غير أن استعمال الملاحة بالأقمار الاصطناعية قد يبدو اتجاه التطوير
المستقبلي، ويبلغ وزن مركبة نقله ومنصة إطلاقه المدولبة 8X8 نحو 40 طناً
وتحمل صاروخين.
ومع أن بعض مشاريع الصواريخ المضادة للسفن التي تطلق من الجو قد أهملت في
أعقاب انتهاء الحرب الباردة، فلا تزال روسيا تملك بعض المنتجات المثيرة في
هذا المجال، فصاروخ شركة (Vympel Kh-AS-14) TE 29 يزن 700 كلغ ويوجه
تلفزيونياً وهو مجهز بمحرك ورأس حربي يزن 320 كلغ، ويبلغ مداه 30 كلم، أما
صاروخ شركة (AS-20) Kh-35 فهو أقل من سرعة الصوت ومجهز بمحرك توربيني يزن
500 كلغ يمسح سطح البحر، ومجهز برأس حربي يزن 140 كلغ ويبلغ مداه 130 كلم،
ويماثل الصاروخ الأمريكي (Harpoon) عموماً، ويمكن إطلاقه من المقاتلات
والحوامات مثل حوامة (Ka-28).
ولعل الصاروخ الحالي الأكثر فاعلية في هذه الفئة هو صاروخ شركة (TcM)
As-17-Kh-31A المجهز بمحرك نفاث قادر على بلوغ سرعة 3.5 ماك، ويحمل رأساً
حربياً وزنه 90 كلغ لمسافة 50 كلم، وسوف يتوفر في المستقبل القريب صاروخ
(Mash Yakhont) من شركة (NPO)، يزن 2500 كلغ ومجهز بمحرك نفاث بسرعة 2.45
ماك وبرأس حربي وزنه 200 كلغ ويعمل ضمن مساحة دائرة شعاعها 300 كلم، يمسح
في مرحلة طيرانه النهائية سطح البحر لمسافة 40 كيلومتراً، ويتطلب صاروخ
(Yakhont-M) لحمله طائرة كبيرة، مثل الطائرة الهندية (Su-30 MKI).
أما الصاروخ الروسي الجوال والرئيسي المضاد للسفن حالياً فهو صاروخ
(Kh-59-AS-18) MK من شركة (RADUGA) وهو صاروخ مجهز بمحرك مروحي توربيني
يزن 930 كلغ، يمسح سطح البحر وينقل رأساً حربياً وزنه 320 كلغ لمسافة 285
كلم.