المقاتلة J-10:
التشابه الواضح بين هذه الطائرة والـ F-16 يرجع لتطويرها بناء على مشروع
المقاتلة الإسرائيلية Levi اللتي طورت عن الـ F-16 ولم تستطع إسرائيل المضي
قدما فيي تطويرها/إنتاجها لأن تكلفة الطائرة الواحدة في النهاية ستكون
أكثر بكثير من شراء نظيرتها الأمريكية. إشترت الصين المشروع بالكامل من
إسرائيل اللتي اشتركت في البداية في تطوير الطائرة خصوصا فيما يتعلق
بالإلكترونيات ولكن تحت ضغط أمريكي وخوفا على تسرب التكنولوجيا الأمريكية
(وهو ما حدث بالفعل لتقنية الـ F-16 والـ Patriot) إنسحبت إسرائيل وأكملت
الصين المشروع وحدها لحين وبمعاونة وسية لحين آخر. فالمحرك المستخدم في الـ
J-10A هو الـ RD-33 من شركة Tumansky الروسية الشهيرة وهو نفس المحرك
المستخدم في الـ Mig-29 ولكن لاحقا ظهر نموذج أكثر تطورا بمراحل من الـ
J-10A وهو الـ J-10B وهو يحتوي على محرك صيني أقوى من المحرك الروسي
(WZ-10A) وكذلك تم التخلص من أغلب الإلكترونيات الإسرائيلية ووضع بدلا منها
ردار وإلكترونيات صينية أحدث. بل وتم الإستفادة من تقنية تقليل البصمة
الردارية الموجودة بمشروع الطائرة J-20/J-XX وتعديل فتحة المحرك لتتوافق مع
نظام DSI. والنموذج J-10A كان قادرا فقط على إطلاقإطلاق الصواريخ جو-جو
اللتي طورت بمعونة إسرائيلية مثل PL-12 و PL-8 ولكن النموذج J-10B قادر على
إطلاق الصواريخ الصينية والصواريخ الروسية أيضا. وتتمتع هذه الطائرة بأفظل
قدرة هجومية في أي من طائرتها قيد الخدمة حاليا باستثناء الـ Su-30 MK2
والـ J-11B ولها القدرة على إطلاق صواريخ موجه تلفزيونيا أو بالليزر
بالإضافة للقنابل الموجهة بصورة مماثلة أو قنابل الإسقاط الحر. وهذه
الطائرة تعتبر الآن الطائرة متعددة المهام الرئيسية بالنسبة للقوات الجوية
الصينية بينما تعتمد البحرية الصينية أكثر في مهام الهجوم على الطائرة
J-11B. وأخيرا يبقى القول أنه تم تأكيد صفقة بحاولي 1 بليون دولار تشتري
بمقتضاها إيران 24 طائرة (20 من طراز J-10A و 4 من طراز J-10S) بحوالي 40
مليون دولار أمريكي للطائرة الواحدة على أن يتم تسليمها بين 2008 و 2010
وليس معروف بالضبط مصير هذه الصفقة فلم تنفيها إيران ولم تأكد الصين بدأ
التسليم. كما أن سوريا أيضا أبدت رغبتها في الحصول على هذه الطائرة ولم يتم
تأكيد أو نفي توقيع عقد مع الصين. كذلك ستحصل باكستان على 40 طائرة مبدئيا
من الطراز J-10A و8 طائرات J-10S على أن يبدأ التسليم عام 2012. وقد رفضت
الصين السماح حاليا بتصنيع مشترك لهذه الطائرة ولكن مع دخول النموذج J-10B
للخدمة قد تسمح بذلك للإختلاف الجذري بين النموذجين.
وإليكم الصور:
المقاتلة J-10A وتبدو في الصورة مسلحة بالصاروخ PL-8 وهو نسخة من الصاروخ
الإسرائيلي Python-3 ويلاحظ هنا تشابه مقدمة الطائرة مع الـ F-16 بوضوح.
صورة تقارن بين النموذجان J-10A و J-10B؛ وبدءا من مقدمة الطائرة يلاحظ أن
هوائي المقدمة أطول فيي النموذج B عنه في النموذج A وهو نتيجة لتغيير
الردار تمام من الردار الأصلي المنسوخ عن ردار إسرائيلي من شركة Elbit
لردار صيني جديد كما يظهر في مقدمة كابينة الطيار في النموذج B (في الأسفل)
جهاز قياس المسافة بالليزر (Laser Range Finder) هو غير موجود بالنموذج A.
كذلك يظهر الفرق جليا بين فتحة المحرك في النموذج B اللتي تعتمد تقنية DSI
وفتحة النموذج A. ويوجد هوائي صغير على ظهر النموذج B لنظام تمييز العدو
من الصديق (IFF: Identification of Friend or Foe) الصيني الجديد وأخيرا
يلاحظ الإختلاف بين ذيل الطائرتين فالنموذج B يحتوي زاوية قائمة (وهي تساهم
في تقليل البصمة الردارية) بينما ذيل النموذج A مسطح.
طائرتان J-10A تتزودان بالوقود جوا من الطائرة H-6T وهي نموذج
الصهريج/التزويد بالوقود جوا من القاذفة H-6 وهي بدورها النسخة الصينية من
القاذفة الروسية Tu-16. لاحظ أن المقدمة الزجاجية للـ Tu-16 قد تم إزالتها
في الـ H-6T كما تم إزالة المدفع الخلفي وتزويد الطائرة بخزاني وقود
خارجيين لتزويد المقاتلات بالوقود. لاحظ أيضا أن الطائرتان الـ J-10A كل
منهما مسلحتان بصاروخ PL-8 و PL-12.
صورة عن قرب للفتحة الجديدة لمحرك الـ J-10B، ومن المعروف أن النموذج
السابق عان من مشكلة في فتحتة محركه عند حدوث اهتزازات كانت تمنع تدفق
الهواء بانتظام للمحرك. الفتحة الجديدة تسهم في تحسين آداء المحرك وتدفق
الهواء له وكذلك تحل مشكلة الإهتزازات تسهم في خفض البثمة الردارية
للطائرة.
نموذج إختباري من المقاتلة J-7 يسمى J-7FS تم تجربة فتحة المحرك العاملة
بتقنية DSI عليه وهي الفتحة المستخدمة في الطائرة J-10B (هذا المكان في أي
طائرة من أكثر الأماكن اللتي تكبر البصمة الردارية للطائرة ولهذا خصص
برنامج بأكمله بطائرات اختبارية وعلماء ومهندسين لبحث كيفية تقليص هذه
البصمة والتوصل لشكل الفتحة الأمثل لتقليلها).
قمرة قيادة الـ J-10A وتحتوي على 3 شاشت إسرائيلية المنشأ وصينية الصنع من شركة Elbit ذات لون واحد:
النموذج J-10S مزدوج المقاعد وهو معد للتدريب المتقدم ويوجد منه أيضا نوذج
للحرب الإلكترونية كالموجود في الصورة هنا ويمكن التفريق بينهما من الهوائي
الصغير الموجود على ظهر الطائرة خلف المقعد الثاني. وعادة يظهر هذا
النموذج بلا تسليح مع أنه لم يفقد قدرته القتالية وغالبا ما يظهر كما في
الصورة أدناه بتنكات وقود إضافية.
صورة نادرة للـ J-10A بكامل حمولتها الجو-جو، 3 خزانات وقود تجعل مداها يصل
لـ 6250 كم تقريبا، 6 صواريخ PL-12 بمدى 75 كم و صاروخان PL-8 للإشتباك
القريب (Close Combat) وتحمل الطائرة مدفع 30 مم مزود بـ 6000 طلقة.
نماذج تصورية للـ J-10A بتمويه القوات الجوية الباكستنية اللتي قررت عدم
شراء الـ F-16 حتى في أحدث نماذجها وهو الـ Block-60 ليس فقط للإعتبارات
الفنية (وقد تكون الـ F-16 E/F تحديدا أحدث من الـ J-10A) ولكن لإعتبارات
سياسية أيضا فالولايات المتحدة تضع عراقيل كثيرة على الحصول على السلاح
واستخدامه بينما الصين أكثر مرونة بكثير في هذا السياق. يبقى أن نقول أن
النموذج اللذي ستحصل عليه باكستان نموذج أكثر تطورا من J-10A يسمى FC-20
وليس من الواضح حتى الآن أوجه الإختلاف بينه وبين النموذج الأصلي.
الطائرة الإسرائيلية Lavi اللتي طورت الـ J-10 عنها وهي مشروع بدأ وانتهي في ثمانينيات القرن الماضي.