سبع عائلات تنهب تونس لمدة 23 سنة
الصفحة رقم 4
سبع عائلات تنهب تونس لمدة 23 سنة
- تورط المافيا الإيطالية في تصفية شقيق «بن علي» بسبب المخدرات - عماد الطرابلسي اشتهر بعلاقاته غير الشرعية ويضع نساء تونس تحت حذائه
مع وصول زين العابدين بن علي لكرسي الحكم عام 1987 تحولت تونس إلي تورتة كبيرة يتقاسمها المقربون من الرئيس وعشيقته. الأمر الذي دفع قوي المعارضة التونسية الناشطة في الداخل لتحقيق ميداني حول العائلات التي تمارس النهب المنظم لخيرات تونس، خلال عامي 1991 - 1998 وقد نشرت صحيفة الجرأة الأسبوعية التي تصدر في باريس وثيقة تلخص أضرار وجرائم الفساد المرتكبة من قبل هذه العائلات المحيطة بالرئيس ابن علي، التي لاتزال تحظي بالحصانة الكاملة ضد العقاب.
سبع عائلات تنهب تونس لمدة 23 سنة
أبناء الطرابلسي تجار آثار ولصوص أراضي ورواد سجون
1
الطرابلسي: القابضة علي زمام الأمور في تونس
هي عائلة الزوجة الثانية للرئيس ابن علي ليلي الطرابلسي، وتتألف من 11 أخاً وأختاً، وهي الأكثر عدوانية، والأكثر جشعاً، وتتميز هذه العائلة أيضاً بطيش أعضائها. فمراد، الأخ الصغير لـ«ليلي» (36 سنة) متورط مع ابن أخته سفيان الطرابلسي في تجارة المخدرات، التي انفجرت في شهر كانون ثاني 1998، وعلي الرغم من أن كل الشباب الموقوفين أقروا في اعترافاتهم بأن مراد وابن أخته هما الممولان الرئيسيان للمخدرات، إلا أنه لم يتم التحقيق معهما من قبل البوليس.
أما بلحسن الطرابلسي فهو الشخصية الأكثر أهمية في عائلة الطرابلسي وشقيق ليلي الأكبر، هو المنسق للأعمال المالية للعائلة وأكثر المستفيدين من وضع شقيقته كسيدة أولي، اشتهر بوضع يده علي الأراضي والاستيلاء علي العقارات التاريخية التونسية، تضم قائمة أعماله المشبوهة الكثير من القضايا المثيرة للجدل ومنها استيلاؤه علي أرض زراعية وجزء من غابات سوسة وتحويلها لمنتجع سياحي "خليج الملائكة"، كما استغل بلحسن توقيع زين العابدين ونجح في الاستيلاء علي قصر سكناس التاريخي الذي كان من المفترض ان يخصص لبورقيبة بعد عزله.
امتلك بلحسن شركة طيران قرطاج التي حققت نجاحها علي حساب شركة طيران تونس وبلغت أرباحها في عام 2007 ما يقرب من 230 مليون يورو.
طلق بلحسن زوجته الأولي وتزوج بنت هادي جيلاني، رئيس اتحاد أرباب العمل التونسيين، الذي دخل في دائرة المستفيدين من السلطة، وتم محو الفوائد علي ديونه المستحقة والمقدرة بنحو 45 مليون دولار، علي الناحية الأخري منحت هذه الزيجة بلحسن الطرابلسي الثقل الاجتماعي الذي يحتاج إليه لتكتمل صورته كرجل أعمال وسلطة يمكن خلافة زين العابدين إذا اضطرته الظروف.
منح بلحسن قطعة ارض بمساحة عدة هكتارات في رأس قرطاج في المنطقة السياحية بسعر رمزي هو 30 دولاراً للمتر المربع الواحد الذي قام بدوره بتخصيصها وبيعها من جديد بقيمة 320 دولاراً للمتر المربع الواحد.
نفس الامر حدث لشقيقه مراد في منطقة مرسي الصنوبر، فقد منح قطعة أرض تقع في منطقة مصنفة أثرية منذ ما يقارب أكثر من نصف قرن بسعر رمزي، وقامت الدولة بإسقاط صفة الأثرية عن قطعة الأرض هذه، وتحويلها إلي منطقة حضرية. وهو ما مكن مراد من تخصيصها وبيعها بقيمة 320 دولاراً للمتر المربع الواحد.
منصف الطرابلسي، الأخ الأكبر كان يعمل مصوراً في ليبيا، وأحد رواد سجونها، وعاد إلي وضعه السابق كعامل في أحد المطاعم الحقيرة في حلق الواد. لكن منذ زواج ليلي بالرئيس اصبح من اهم رجال أعمال تونس الذي تشارك مع ياسين هميلة، المتخصص في استيراد المواد الغذائية فتم إعفاء النشاط من الضرائب والجمارك عن كل المواد المستوردة.
أما عماد الطرابلسي فقد كان يلهو بيخته "لو برو ما" في ميناء سيدي بوسعيد في نهار يوم 9 مايو 2006 والذي اتضح فيما بعد انه قد سرقه قبل أربعة أيام من ميناء بونيفاسيو في كورسيكا وهو ملك برونو روجر المصرفي الخاص لجاك شيراك الرئيس الفرنسي في ذلك الوقت كما كان علي علاقة وثيقة مع ساركوزي وزير الداخلية في ذلك الوقت والحالم بقصر الإليزيه. وبالتالي كان من الطبيعي أن تتحرك الأجهزة الفرنسية من أجل استعادة يخت المصرفي الخاص بالرئيس الفرنسي، تمت الاستعانة بالضابط السابق جون باتيسيت اندرياني والذي نجح بفضل علاقاته بأجهزة المخابرات التونسية في العثور علي اليخت، الذي عاد الي مالكه الأصلي وتم غض النظر عن هروب عماد من السجن الفرنسي.
عماد الطرابلسي هو شخص فج معروف بعلاقاته النسائية غير الشرعية وعدم احترامه للمرأة، علي صفحته علي الفيس بوك كتب في خريف عام 2009 "أيتها الفتيات اخلعوا ملابسكن فأنا طياركم" وأثناء حديثه مع صحفي تونسي صرح له قائلا إن كل فتيات وسيدات تونس تحت حذائي.
2
بن علي: تجارة المخدرات ومنح الرخص مقابل عمولات
في السابق كان شقيق الرئيس يرأس هذه العائلة، وهو منصف بن علي، عريف سابق في الجيش، ومؤتمن علي أسرار الرئيس، ومعروف في أوساط طبقة اللصوص والحرامية منذ السبعينيات. وقد توفي في ظروف غامضة في نيسان/أبريل 1996 وإذا وضعنا جانباً الموت الطبيعي، فهناك احتمال يبرز علي السطح، ويتمثل في التصفية الجسدية من قبل المافيا الإيطالية بسبب الاختلاف علي تقاسم عوائد بيع المخدرات، إذ إن البوليس لم يسمح لأحد بالاقتراب من جثة المغدور.
منصف بن علي أكبر تاجر مخدرات في تونس، كان قد حكم عليه غيابياً من قبل محكمة فرنسية بالسجن مع الأشغال الشاقة مدة 12 عاماً.
كان منصف بن علي رئيساً لمافيا الوظائف والرخص والاحكام، وكان يوزع الرخص الممنوحة بصعوبة من قبل وزارة الداخلية: بارات، مقاهي، مطاعم، أماكن لبيع الكحول، صالات ألعاب بقيمة 10000 دولار عن كل رخصة. كما منح شركاءه في تجارة المخدرات جوازات سفر تونسية حقيقية، ولكن بأسماء مستعارة، نظراً لسيطرته علي أجهزة البوليس. وكانت هذه العمليات تدر عليه مبلغاً بقيمة 15000 دولار عن كل عملية، وكان يحصل مقابل كل حكم قضائي ما بين 20 ألف دولار و30 ألف دولار ولما رفض أحد القضاة الإذعان لمثل هذا الأسلوب طرد من باب القصر العدلي أمام أعين كل الناس.
ويحتكر ابن شقيق الرئيس ابن علي صلاح، قيس بن علي توزيع الكحول في منطقة الساحل التونسي، حيث اقتصر دور البوليس علي حماية زبائنه حسب رواية أحد العاملين في محافظة مدينة سوسة، وفضلاً عن ذلك، فقد منحته إدارة تليكوم استثمار مجموع التاكسيفون (الشركة العامة للتليفون العام) في كل المطارات التونسية، كما استعاد سفيان بن منصف بن علي قسما من نشاط والده في استيراد وتوزيع المخدرات، ولما اتهمته بعض الجهات الرسمية، غادر تونس بضعة أسابيع بناء علي توجيهات عمه الرئيس، لكي تمر العاصفة. وقد اشتري مؤخراً كل الفري - شوب «FREE SHOP» في كل المطارات التونسية، حيث عهد استثمارها إلي شركة سويسرية متخصصة «Weitnauer».
وهناك أعضاء آخرون من العائلة يحتلون وظائف رسمية أمثال مهدي مليكة ابن شقيق الرئيس الذي عين وزيراً للبيئة، من غير أن يحمل شهادة جامعية، وهو الآن يمتلك ثروة تقدر بنحو 40 مليون دولار، ويلقبه كوادر وزارته بالسيد 20%، لأنه يفرض علي كل الموردين للخدمات أو للأعمال دفع كومسيون بقيمة 20%.ويمتلك قصرين، الأول في تونس العاصمة بمنطقة المنار، والثاني في حمام سوسة، وكان بصدد بناء قصر ثالث في ضاحية قمرت بتونس الشمالية.
ويحتل الابن الأكبر من عائلة مهيري ( أبناء عم الرئيس ) منصب رئاسة الاتصالات لمنطقة تونس، حيث تكمن مهمته في التنصت علي المكالمات الهاتفية لمصلحة الرئيس، الذي ينعم عليه من أموال الصناديق السوداء. أما الأخ الأصغر ظفر الله مهيري صاحب نص ممنوع نشره وتوزيعه في تونس ويحمل العنوان التالي «جمهورية ابن عمي» فقد عاد من باريس بعد إبرام تسوية بين أبناء العم، ومنح منصب مراقبة الانترنت ليمنع بذلك التونسيين من الدخول إلي مواقعها الحساسة. ويعمل الآن مستشاراً للبنوك، ويتمتع بامتيازات كثيرة، من دون أن يكون له دوام فعلي.
3
مبروك: مركز المحمول والإنترنت
تزوجت البنت الثالثة للرئيس ابن علي سيرين من ابن رجل أعمال ثري من مدينة المهدية هو علي مبروك في صيف عام 1994، وبسرعة مذهلة سارت هذه العائلة علي طريق النهب. فقد فرضت نفسها كوكيلة لشركة Alcatelالتي فازت بمناقصة تجهيزات التليفون المحمول في تونس، علي حساب آخرين مثل شركة اريكسون التي انسحبت من مقرها في تونس، احتجاجاً علي هذه الممارسات. ومكنت هذه العملية علي مبروك من الحصول علي 1.9 مليون دولار، ثم منحته الحكومة مهمة الإشراف علي الانترنت، الذي تدر عليه ارباحاً طائلة، خاصة بعد أن أجبر الرئيس ابن علي كل المؤسسات العامة والمؤسسات الجامعية والثانوية والابتدائية علي الاشتراك في الانترنت.
كما اشترك علي مبروك بدعم من والد زوجته في صفقة شراء طائرات إيرباص من قبل شركة الخطوط التونسية. في واحدة من أهم صفقات تحديث أسطول طيران شركة الخطوط التونسية.
4
عمار: مافيا التجارة غير الشرعية
ظهرت هذه العائلة الثانية في عام 1987 أيضاً. وكان رئيسها حبيب عمار، أحد المنظمين للانقلاب العسكري، ووزير الداخلية في العهد الجديد. وتميز ابنه دريد بطيشه وغطرسته، وقلة الذمة، وانحصرت نشاطاته في الاستيراد غير الشرعي للمواد المحظورة، الكحول، والسيارات الفارهة، وإقامة المشاريع المشبوهة مع شركاء إيطاليين وارتكاب عمليات احتيال، وسلب، ونهب… الخ، ولما وصل تعميم إلي الرئيس ابن علي يكشف عن هذه التصرفات المشينة للابن في أيلول 1988، استخدمه هذا الأخير كذريعة لإقصاء الأب حبيب عمار من وزارة الداخلية في نوفمبر 1988، بهدف الاستيلاء علي كامل السلطات. وتم تعيين حبيب عمار سفيراً في فيينا، ولم يعد إلي تونس إلا في عام 1995، بوساطة صداقته القديمة مع زوجة ابن علي، وبعد إقصاء عائلة لطيف احتل حبيب عمار منصب وزير الاتصالات لكنه أعفي من منصبه في كانون ثاني عام 1997. وكانت العوامل التي أسهمت في سقوطه، جشع أبنائه، وعلاقاته المتميزة مع أجهزة المخابرات الليبية وبعض ضباط الجيش، إضافة إلي خشية ابن علي منه، باعتباره رجلاً عسكرياً مثله.
5
الجري:عائلة رئيس الديوان
هذه العائلة يرأسها محمد الجري، الذي كان في البداية مجرد موظف في الدولة، لكنه أصبح بعد ذلك الرجل القوي ابعد بن علي طوال ثماني سنوات، بوصفه مديراً لديوان الرئاسة. منصبه هذا منح اخوته مزابي، منصف، مزوغي، وصادق، وهم رجال أعمال من السيطرة علي مدينة جربة بالجنوب التونسي، حيث كان الأول محتكر استيراد سيارات الشحن «سكانيا - Scania »، وهم الآن يسيطرون علي أربعين شركة في مختلف النشاطات كما يسيطرون علي مدينة مدنين علي الحدود الليبية كمركز للبضائع اوالعملات المهربة من ليبيا، مستفيدين من الحصار الذي كان مضروباً علي ليبيا منذ العام 1992وحصلت عائلة الجري علي ملكية شركة تابعة للقطاع العام تم تخصيصها بقيمة (700) ألف دولار في نهاية عام 1995، في حين أن سعرها الحقيقي قدر من قبل أحد محاورينا بنحو 4.5 مليون دولار.
6
شيبوب: ملوك السلاح والكرة
تعتبر عائلة شيبوب الأقوي من بين كل العائلات السبع، يرأسها سليم شيبوب، الذي كان صاحب مقهي حتي عام 1987. وزوج بنت الرئيس ابن علي الثانية دورصاف، ويرأس منذ مدة نادي الترجي الرياضي التونسي.
تضم عائلة شيبوب التي يرأسها سليم، أخويه عفيف وهو، رئيس لجنة في البرلمان، وصاحب شركة تأمين، وقد وضع يده علي كل أسواق التأمين منذ بداية العام 1990، أما أخوه الثاني إلياس، فهو متخصص في تصدير منتجات البحر، ويتمتع بامتيازات كبيرة في هذا المجال. ويحتكر سليم شيبوب أسواق تجهيزات وزارة الدفاع أيضاً، إذ استولي بالاشتراك مع عزيز ميلاد، صاحب فندق وصديق شخصي للعائلة علي مزرعة تابعة لأملاك الدولة تبلغ مساحتها 1200 هكتار. ويمتلك سليم وزوجته فندقاً خاصاً في مدينة كان الفرنسية علي الشاطئ الأزرق وبناية في باريس بقيمة عشرات الملايين من الفرنكات الفرنسية. وتقدر الأموال المسروقة من قبل عائلة شيبوب وشركائها، منهم الرئيس بن علي بعدة مئات الملايين من الدولارات، مودعة في عدة بنوك أجنبية في أوروبا، وبعض بلدان أمريكا اللاتينية.
7
لطيف: محتكرة أسواق المقاولات والمناقصات الحكومية
تعيش هذه العائلة المكونة من ثلاثة إخوة: كمال وصلاح ورءوف، في مدينة سوسة التي خضعت لنفوذ العائلة، وتمتعت العائلة بصلاحيات لا نهاية لها، ويعتبر الأول"كمال الطيف" الذي كان ملقباً بالرئيس البديل حيث كان يستقبل في مكتبه بشارع بيروت في قلب العاصمة التونسية الوزراء والمسئولين، وكان صديقاً شخصياً للرئيس ابن علي منذ وقت طويل. وكانت هذه العائلة القوية تمتلك القدرة علي تشكيل وإعادة تشكيل الحكومات، غير أنه منذ عام 1992، سقطت هذه العائلة من برجها العاجي بسبب خلاف نشب بين كمال الطيف وبن علي.
سليم شيبوب وابنة الرئيس سيرين