موسوعة اقدم مدن العالم
اخوانى الاحباب نبدا اليوم فى تكوين موسوعة جديدة لاقدم مدن العالم .. وبالطبع سيكون لمصر النصيب الاوفرمن هذة الموسوعة والتى ستشمل كل بلات العالم القديم ، الاخوة الزملاء مدعون للمشاركة حتى نستكمل معا هذا العمل الذى سيكون مرجعا لكل باحث..وفقنا اللة واياكم
Faiyum, Egypt
الفيوم , مصر
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
- سكنت 4,000 عام قبل الميلاد
معلومات عنها
محافظة الفيوم هي إحدى محافظات مصر و عاصمتها مدينة الفيوم.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
تقع في إقليم شمال الصعيد الذي يضم ثلاث محافظات هي الفيوم و بني سويف والمنيا. وتعد محافظة الفيوم صورة مصغرة لمصر حتى أن البعض يطلقون عليها مصر الصغرى. ويعود ذلك إلى أنها يوجد بها العديد من الملامح التي توجد في مصر فمثلاً مصر تعيش على نهر النيل كذلك الفيوم تعتمد على ترعة "بحر يوسف" ويوجد بالفيوم مجتمع زراعى ومجتمع صناعى كذلك مجتمع بدوى بل وهناك مجتمع الصيد على ضفاف بحيرة قارون.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وترجع تسمية الفيوم إلى اصل الكلمة وهي "بيوم" أي "بركة الماء" والتي حورت مع الاستخدام إلى فيوم ثم أضبف إليها الألف واللام. وتشتهر الفيوم بوجود العديد من الأماكن المتميزة ومنها بحيرة قارون ذات المناظر الجميلة ووادى الريان
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وهما تعتبران مخميات طبيعية.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
سجل التاريخ للفيوم حضارة خاصة بالاقليم ترعرعت على ضفاف البحيرة التي كانت تغطي المنخفض كله أطلق عليها اسم حضارتي الفيوم الأولى و الثانية قبل التاريخ.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
يوجد حفريات للعديد من الحيوانات مثل الفيلة و القرود و الحيتان والفقاريات المنقرضة مثل ديناصور الفيوم Paralititan stromeri في جبل قطراني شمال بحيرة قارون.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عاصمة الفيوم القديمة اهناسيا. وكانت الفيوم جزء من المقاطعة العشرين من مقاطعات الوجه القبلي
.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ولما زادت مساحتها أصبح اسمها "شدت" وتعني الأرض المستصلحة كما سميت "بر سوبك" وتعني بيت التمساح لوجود التماسيح في بحيرة الفيوم لأن الإله سوبك، أي التمساح، كان معبودا في الفيوم وفي عهد الأسرة الثانية عشر من 1891 حتى 1778 ق.م.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
. Jerusalem, Palestinian Territories
القدس , فلسطين
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
Earliest inhabitation: 2,800 BC - سكنت 2,800 عام قبل الميلاد
معلومات عنها
القدس أو أور سالم —اسم عربي قديم سماه العرب اليبوسيون النازحون من الجنوب— أو بيت المقدس أو أورشليم (بالعبرية: ירושלים• "مدينة السلام").
يبلغ تعداد سكان القدس 724,000 نسمة (حسب إحصاءات 24 مايو, 2006) ضمن مساحة 123 كم² تمتد بين حدود البلدية الإسرائيلية كما حددته حكومة إسرائيل في يونيو 1967.
تعتبر القدس مدينة مقدسة بالنسبة للديانات التوحيدية الثلاث: الإسلام، المسيحية، اليهودية، بالنسبة للمسلمين فهي تحوي المسجد الأقصى ثالث أقدس مسجد عند المسلمين وأولى القبلتين قبل الصلاة باتجاه الكعبة، أيضا من القدس عرج الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماء حسب المعتقد الإسلامي، أما بالنسبة للمسيحية فهي مكان كنيسة القيامة فهي المدينة التي شهدت صلب المسيح وقيامته بحسب المعتقدات المسيحية، كذلك الأمر أورشليم مدينة مقدسة لليهود منذ القرن الرابع قبل الميلاد، حسب تقديرات بعض المؤرخين[بحاجة لمصدر]، أو من القرن التاسع قبل الميلاد حسب المعتقد اليهودي الشائع، وتقول الشريعة اليهودية بأن أهم صلواتهم يجب أن تكون بالتوجه نحو القدس.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وتذكر في تاريخ اليهود والمسيحيين باعتبارها المركز الملكي والديني لمملكة يهوذا التاريخية حيث تذكر في الكتاب المقدس وفي مصادر أخرى مثل كتب يوسيفوس فلافيوس أنه فيها أو بجوارها أقيم هيكل سليمان. أما هذه الأهمية والقدسية الثلاثية الجوانب تجعل هذه المدينة دوما عبر التاريخ مركز اهتمام كبير لجميع أتباع الديانات التوحيدية وهي طالما جمعت اتباع هذه الديانات في ظلها، وطالما شهدت حروبا مختلفة للسيطرة عليها غالبا ما كانت تأخذ طابعا دينيا.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أظهرت بعض التنقيبات الأثرية وجود بعض الأواني الخزفية في مدينة داود، الواقعة ضمن حدود القدس حاليًا، والتي تعود لحوالي الألفية الرابعة قبل الميلاد، أي منذ العصر النحاسي،
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وأظهرت إكتشافات أخرى وجود مستعمرة بشرية قامت خلال أوائل العصر البرونزي (ما بين عاميّ 3000 و 2800 ق.م تقريبًا)،[ ويقول بعض المؤرخين أن من أسسها هم الكنعانيون الذين سكنوا فلسطين في الألف الثالث قبل الميلاد،
وخلال هذه الفترة قدم إليها العرب الساميون في هجرتين كبيرتين: الأولى في بداية الألف الثالث قبل الميلاد، والثانية في بداية الألف الثاني قبل الميلاد،[ بينما يقول آخرون، مثل عالمة الآثار البريطانية كاتلين كينيون، أن القدس تأسست على يد قوم ساميين شماليين غربيين حوالي سنة 2600 قبل الميلاد.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ورد أول ذكر لتجمع سكاني في موقع القدس في رسائل اللعنة الفرعونية من القرن الثامن عشر قبل الميلاد، ويُذكر موقع القدس فيها باسم أشمام كأحد تجمعات العدو الذي يجب لعنه كي لا يضر بالجيوش المصرية. تنص التوراة على أن المدينة تأسست على يد شام بن نوح، وعابر حفيد شام، من أسلاف النبي إبراهيم، وسكنها في ذلك الوقت شعب يُعرف بشعب اليبوسيين، فسُميت المدينة "يبوس" تيمنًا بسكانها.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ازدهرت المدينة في عهد ملكي صادق،[وهو أحد ملوك اليبوسيين خلال فترة بعثة إبراهيم، واستمر الوضع كما هو إلى حين عهد يشوع، عندما دخلت المدينة في نطاق الأراضي الخاضعة لبنو بنيامين،
إلا أنها استمرت مأهولة باليبوسيين بعد أن لم يتمكن بنو بنيامين من طردهم. سيطر الملك والنبي داود على المدينة حوالي سنة 1000 ق.م، بعد أن احتلها من اليبوسيين، وجعل منها عاصمة لمملكته. أظهرت أعمال التنقيب مؤخرًا وجود أساسات حجرية ضخمة في وسط القدس، قال الإسرائيليون بأنها بقايا هيكل داود،
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وقد توقفت أعمال التنقيب بعد أن صرّح الخبراء باعتقادهم هذا، إلى حين أن يتم التصديق على هذا الأمر من قبل مفسري التوراة.
تنص المخطوطات العبرانية على أن النبي داود دام حكمه لمملكة إسرائيل 40 عامًا، وبالتحديد حتى سنة 970 ق.م، وبعد وفاته خلفه ولده سليمان الذي حكم طيلة 33 عامًا،[ وفي عهده تمّ تشييد هيكل المدينة على جبل موريا
بالإضافة إلى هيكل سليمان الشهير، الذي يلعب دورًا مهمًا عند اليهود، كونه يمثل المستودع الذي حُفظ فيه تابوت العهد وفقًا للمعتقد اليهودي.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أصبحت القدس تُسمى بالمدينة المقدسة في عام 975 ق.م، وشكّلت عاصمة لمملكة إسرائيل الموحدة، وبعد وفاة سليمان انقسمت المملكة إلى قسمين شمالي وجنوبي وذلك بعد تمرد الأسباط العبرية الشمالية بسبط يهوذا الجنوبي الذي كان آل داود ينتمون إليه. سُمي القسم الجنوبي بمملكة يهوذا في الجنوب،
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وأصبحت القدس عاصمة لها تحت قيادة رحبعام بن سليمان. وفي سنة 587 ق.م، احتل الملك البابلي "نبوخذ نصّر الثاني" مدينة القدس بعد أن هزم آخر ملوك اليهود "صدقيا بن يوشيا"، ونقل من بقي فيها من اليهود أسرى إلى بابل بمن فيهم الملك صدقيا نفسه، وعاث في المدينة دمارًا وخرابًا وأقدم على تدمير هيكل سليمان، مما أنهى الفترة التي يُطلق عليها المؤرخون تسمية "عهد الهيكل الأول".
مجسم تخيليّ لمعبد حيرود في المتحف الإسرائيلي.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
بعد 50 سنة من السبي إلى بابل، سمح الملك الفارسي قورش الكبير عام 538 ق.م لمن أراد من أسرى اليهود في بابل بالعودة إلى القدس وإعادة بناء الهيكل المهدم،
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فعاد عدد من اليهود إلى القدس وشرعوا ببناء الهيكل الثاني، وانتهوا من العمل به سنة 516 ق.م، في عهد الملك الفارسي دارا الأول، وعُرف فيما بعد بمعبد حيرود تيمنًا بملك اليهود حيرود الكبير الذي قام بتوسيعه . وحوالي سنة 445 ق.م، أصدر الملك الفارسي "أرتحشستا الأول" مرسومًا سمح فيه لسكان المدينة بإعادة بناء أسوارها،واستمرت المدينة عاصمة لمملكة يهوذا طيلة العقود التي تلت.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فقدت الإمبراطورية الفارسية فلسطين بما فيها القدس لصالح القائد والملك المقدوني، الإسكندر الأكبر، عام 333 ق.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وبعد وفاته استمر خلفاؤه المقدونيون والبطالمة في حكم المدينة، واستولى عليها في العام نفسه بطليموس الأول وضمها مع فلسطين إلى مملكته في مصر عام 323 ق.م.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ثم في عام 198 ق.م، خسر بطليموس الخامس القدس ومملكة يهوذا
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
لصالح السلوقيين في سوريا، بقيادة أنطيوخوس الثالث الكبير.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حاول الإغريق أن يطبعوا المدينة بطابعهم الخاص ويجعلوا منها مدينة هيلينية تقليدية، لكن هذه المحاولة باءت بالفشل سنة 168 ق.م، عندما قام المكابيين بثورة على الحاكم أنطيوخوس الرابع، تحت قيادة كبير الكهنة "متياس" وأبنائه الخمسة،
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ونجحوا بتأسيس المملكة الحشمونائيمية وعاصمتها القدس سنة 152 ق.م. استولى قائد الجيش الروماني "پومپيوس الكبير"، على القدس في عام 63 ق.م بعد أن استغل صراعًا على سدّة المُلك بين الملوك الحشمونائيمية، وبهذا ضُمت القدس إلى الجمهورية الرومانية.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أقدم الرومان على تنصيب حيرود الأول ملكًا على اليهود ليضمنوا سيطرتهم وتحكمهم بمملكة يهوذ
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ا، فكرّس حيرود عهده لتجميل المدينة وتطوير مرافقها، فبنى عددًا من الأسوار والقصور والأبراج والقلاع، وقام بتوسيع المعبد حتى تضاعف حجم المنطقة حيث يقع. وبعد وفاة حيرود الأول في السنة السادسة قبل الميلاد، خلفه حيرود الثاني في حكم القدس من عام 4 قبل الميلاد حتى 6 بعده
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وعندها أخضع الرومان مملكة يهوذا للحكم الروماني المباشر نتيجة لعدم ثقة الحكومة بحيرود،على الرغم من أن خلفاء حيرود الأول، المتحدرين من أغريباس الثاني، استمروا بحكم المناطق المجاورة بوصفهم ملوك تابعين لروما حتى سنة 96 ميلادية.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحصار الروماني وتدمير القدس، بريشة ديفيد روبرتس، 1850.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقش على قوس تيتوس في روما يُظهر الجنود الرومان وهم يحملون كنوزًا غنموها بعد تدميرهم القدس.
شهد الحكم الروماني المباشر للقدس حوادث كثيرة، أولها الثورة اليهودية الكبرى، التي استمرت من سنة 66 إلى سنة 70م، حيث قام اليهود في القدس بأعمال شغب وعصيان مدني قمعها الحاكم الروماني "تيطس" بالقوة فأحرق المدينة وأسر كثيراً من اليهود ودُمّر المعبد للمرة الثانية، وعادت الأمور إلى طبيعتها في ظل الاحتلال الروماني للمدينة المقدسة.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ثم عاود اليهود التمرد وإعلان العصيان مرتين في عاميّ 115 و 132م، والمرة الأخيرة عُرفت بثورة شمعون بن كوكبة، تيمنًا بقائد العصيان، وخلالها تمكن اليهود بالفعل من السيطرة على المدينة، وأعلنوها عاصمة لمملكة يهوذا مجددًا، إلا أن الإمبراطور الروماني "هادريان" تعامل مع الثوّار بعنف وأسفر ذلك عن تدمير القدس للمرة الثانية،
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وأخرج اليهود المقيمين فيها ولم يبق إلا المسيحيين، ومن شدّة نقمة الإمبراطور على اليهود، أصدر مرسومًا بجعل المدينة ذات طابع روماني فتم تغيير اسمها إلى "مستعمرة إيليا الكاپيتولينيّة" واشترط ألا يسكنها يهودي، بل أقدم على تغيير اسم مقاطعة اليهودية بكاملها وجعله "مقاطعة سوريا الفلسطينية" (باللاتينية: Syria Palaestina) تيمنًا بالفلستينيون الذين سكنوا الساحل الجنوبي لبلاد كنعان.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
خضعت المدينة لسيطرة الرومان ثم الروم البيزنطيين خلال القرون الخمسة التي تلت ثورة شمعون بن كوكبة، وبعد أن نقل الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول عاصمة الإمبراطورية الرومانية من روما إلى بيزنطة، وأعلن المسيحية ديانة رسمية للدولة، أمر بتشييد عدد من المعالم المسيحية بالقدس، فبنيت كنيسة القيامة عام 326م،
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فكانت تلك نقطة تحول بالنسبة للمسيحيين في المدينة، حيث لم يعودوا مضطهدين، واستطاعوا ممارسة شعائرهم الدينية بحريّة. أصبحت القدس مركزًا لبطريركية من البطريركيات الخمس الكبرى، وهي إلى جانب القدس: الإسكندرية وروما والقسطنطينية وأنطاكية، بعد أن تقرر إنشائها في مجمع نيقية. استمرت القدس بالنمو والاتساع منذ أن انتهى عهد الهيكل الثاني بعد تدمير الأخير، حيث بلغت مساحتها كيلومترين مربعين (0.8 أميال مربعة.) ووصل عدد سكانها إلى حوالي 200,000 نسمة. استمر حظر دخول اليهود إلى القدس طيلة عهد قسطنطين الأول حتى القرن السابع الميلادي.
حروب الروم والفرس
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أيقونة إسبانية من القرن الخامس عشر تظهر الإمبراطور هرقل يعيد الصليب الحقيقي إلى القدس بعد استعادتها، ترافقه القديسة هيلانة.
انقسمت الإمبراطورية الرومانية عام 395م إلى قسمين متناحرين: الإمبراطورية الغربية وعاصمتها روما، والإمبراطورية الشرقية أو البيزنطية وعاصمتها القسطنطينية، وخضعت القدس مع باقي بلاد الشام إلى الإمبراطورية الأخيرة. شجع الإنقسام الروماني الفرس على الإغارة على القدس، فأمر شاه الإمبراطورية الساسانية، كسرى الثاني
، قائدا جيوشه "شهربراز" و"شاهین"، بالسير إلى سوريا واستخلاص القدس من أيدي الروم، ففعلا ما طُلب منهما ونجحا في احتلالها، خصوصًا بعد أن ساعدهم اليهود في فلسطين، الذين كانوا ناقمين على البيزنطيين.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فتح الفرس المدينة في سنة 614م، بعد حصار استمر 21 يومًا. تنص السجلات البيزنطية أن الفرس واليهود ذبحوا آلاف المسيحيين من سكان القدس، وما زال هذا الأمر موضع جدال بين المؤرخين، حيث قال البعض بصحته ونفاه البعض الآخر. استمرت المدينة خاضعة للفرس طيلة 15 سنة، إلى أن استطاع الروم استعادتها سنة 629م تحت قيادة الإمبراطور هرقل
، وظلت بأيديهم حتى الفتح الإسلامي
أصبحت القدس مدينة مقدسة بالنسبة للمسلمين بعد حادثة الإسراء والمعراج وفق المعتقد الإسلامي، وبعد أن فُرضت الصلاة على المسلمين، أصبحوا يتوجهون أثناء إقامتها نحو المدينة، وبعد حوالي 16 شهرًا، عاد المسلمون ليتوجهون في صلاتهم نحو مكة بدلاً من القدس، بسبب كثرة تعيير اليهود لمحمد وللمسلمين بسبب إستقبالهم لقبلة اليهود، ولأسباب أخرى.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مئذنة مسجد عمر بن الخطاب في القدس سنة 1925.
في عهد عمر بن الخطاب والفتوحات الإسلامية، أًرسل عمرو بن العاص وأبو عبيدة بن الجراح لفتح فلسطين عامة ونشر الدعوة الإسلامية فيها، لكن القدس عصيت عليهم ولم يتمكنوا من فتحها لمناعة أسوارها، حيث اعتصم أهلها داخل الأسوار. وعندما طال حصار المسلمين لها، طلب رئيس البطاركة والأساقفة، المدعو "صفرونيوس"، طلب منهم أن لا يسلم القدس إلا للخليفة عمر بن الخطاب بشخصه. فأرسل عمرو بن العاص يخبر عمر في المدينة بما طلبه صفرونيوس رئيس الأساقفة المسيحيين في القدس فاستشار الخليفة عمر بن الخطاب أصحابه فكان أول من تكلم عثمان بن عفان فقال: "أقم ولا تسر إليهم فإذا رأوا أنك بأمرهم مستخفن ولقتالهم مستحقر فلا يلبثون إلا اليسير حتى ينزلوا على الصغار ويعطوا الجزية". وقال علي بن أبي طالب: "إني أرى أنك إن سرت إليهم فتح الله هذه المدينة على يديك وكان في مسيرك الأجر العظيم". ففرح عمر بن الخطاب بمشورة علي فقال: "لقد أحسن عثمان النظر في المكيدة للعدو وأحسن علي المشورة للمسلمين فجزاهما الله خيراً ولست آخذاً إلا بمشورة علي فما عرفناه إلا محمود المشورة ميمون الغرة".
فقصد عمر بن الخطاب وخادمه ومعهما ناقة إلى بيت المقدس في رحلة شاقة. وما أن وصلا مشارف القدس حتى أطل عليهما صفرونيوس والبطاركة وسألوا من هذين الرجلين فقال المسلمون إنه عمر بن الخطاب وخادمه، فسأل أيهما عمر فقيل ذاك الواقف على قدميه إذ كان خادمه ممتطيا الناقة فذهلوا بهذا لانه مذكور في كتبهم، فكان الفتح العمري لبيت المقدس. كتب عمر مع المسيحيين وثيقةً عُرفت باسم "العهدة العمرية" وهي وثيقة منحتهم الحرية الدينية مقابل الجزية، وتعهد بالحفاظ على ممتلكاتهم ومقدساتهم، وعرض صفرونيوس على عمر بن الخطاب أن يؤدي الصلاة في كنيسة القيامة بعد أن حان موعدها أثناء زيارته لها، فخرج من الكنيسة وصلى على مبعدة منها وعاد. ولمّا سأله البطريرك صفرونيوس عن السبب أجابه أنه يخاف من أن يتخذ المسلمون من فعله ذريعة فيما بعد للسيطرة على الكنيسة فيقولون من بعده "ها هنا صلّى عمر" وبالتالي يحولون الكنيسة إلى مسجد للمسلمين. سمح المسلمين لليهود بالرجوع للسكن في المدينة بعد فتحها، وطبقوا عليهم ما طبقوه على المسيحيين من حماية لمقدساتهم مقابل الجزية. أقام المسلمون مسجدًا في الموقع الذي صلّى به عمر بن الخطاب، بالقرب من مدخل كنيسة القيامة اليوم، وقال الأسقف الغالي "أركولف" الذي عاش في القدس من سنة 679 حتى سنة 688، أن مسجد عمر كان عبارة عن مبنى خشبيّ مربع الشكل بُني على أنقاض بعض المباني والمنشآت، وكان يتسع لحوالي 3,000 مصل.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
قبة الصخرة كما تبدو من باب سوق القطّانين.
قام عمر بن الخطاب بعد فتح المدينة بالبحث عن مكان المسجد الأقصى المذكور في القرآن والصخرة المقدسة واضعًا نصب عينيه الرواية التي سمعها من محمد ليلة الإسراء، وسأل الصحابة وكعب الأحبار،[ وهو من اليهود الذين أسلموا، والبطريرك صفرنيوس، وكان عمر بن الخطاب يراجع المرافقين له حين يدلونه على مكان لا يجد أوصافه تنطبق على ما لديه قائلاً: "لقد وصف لي رسول الله صلّى الله عليه وسلم المسجد بصفة ما هي عليه هذه". وقد عثر الخليفة على مكان المسجد الأقصى والصخرة المقدسة في وقت قصير، وكان المكان مطموراً بالأتربة التي تكاد تخفي معالمه. وأمر عمر بن الخطاب بإقامة مسجد موضع المسجد الأول، وإقامة ظلة من الخشب فوق الصخرة المقدسعندما جاء الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بنى قبة الصخرة فوق الصخرة المقدسة عام ثم بنى الخليفة الوليد بن عبد الملك المسجد الأقصى عام 709. يقول المؤرخ من القرن العاشر، محمد بن أحمد شمس الدين المقدسي، أن عبد الملك بن مروان بنى قبة الصخرة وجعل منها ذهبية كي تطغى على قبب الكنائس المنتشرة في القدس، ولتصبح معلمًا بارزًا يلفت نظر الزائر أوّل ما يراها. اهتم الأمويون والعباسيون بالمدينة فشهدت نهضة علمية في مختلف الميادين، لكن شهرتها سرعان ما تضعضعت بسبب عدم الاستقرار الذي شهدته الدولة العباسية وانقسامها إلى دويلات عديدة.