سليمان وإسرائيل
تقول
الدكتورة ميرا تسوريف، المحاضرة في مركز " ديان " بجامعة تل أبيب إن تولي
عمر سليمان مقاليد الأمور بعد مبارك يمثل بالنسبة لإسرائيل "استمرارية
مباركة "، مشيرة إلى أن طريقة حكم مصر عندها لن تتغير، بل ستصبح أكثر لينا
ومرونة.
وفي تحقيق موسع كتبه يوسي ميلمان معلق الشؤون الاستخباراتية في صحيفة
"هآرتس" الإسرائيلية بعنوان "عمر سليمان......الجنرال الذي لم يذرف دمعة
خلال حملة الرصاص المصبوب"، كشف
الكاتب عن علاقة الود التي تجمع اللواء سليمان بالعشرات من كبار العاملين
في الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية، بالإضافة إلى كبار الضباط في الجيش
الإسرائيلي، وموظفين كبار في وزارة الدفاع، بالإضافة إلى رؤساء حكومات
ووزراء.
ويضيف أنه منذ أن تولى سليمان مهام منصبه كرئيس لجهاز المخابرات عام 1993،
أقام اتصالات دائمة مع معظم قادة الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية،
وضمنها: الموساد، والمخابرات الداخلية " الشاباك "، وشعبة الاستخبارات
العسكرية " أمان".
وينقل ميلمان عن رئيس الموساد الأسبق شبطاي شفيت أن لقاءاته مع سليمان كانت
أحياناً تتطرق لقضايا شخصية، حيث كان يتحدث له عن عائلته وأولاده الثلاثة
وأحفاده.
ويؤكد
ميلمان أن سليمان يعتبر أحد الأشخاص الذين أسهموا في التوصل لصفقة بيع
الغاز المصري لإسرائيل، وهي الصفقة التي يعترض عليها ويرفضها المصريون، لأن
مصر التزمت فيها ببيع الغاز بأسعار رمزية مقارنة مع سعر الغاز في السوق
العالمي.
ويضيف ميلمان أن رئيس الموساد الأسبق شفتاي شفيت الصديق الشخصي لسليمان
استغل علاقته به وطلب منه تسهيل التوصل لصفقة بين الحكومة المصرية وشركة
إسرائيلية يملك شفيت نسبة كبيرة من أسهمها.
ويقول
ميلمان إنه بالاستناد إلى معرفة الإسرائيليين بسليمان، فإنه يمكن القول إن
سليمان لم يذرف دمعة واحدة على مئات الفلسطينيين الذين قُتلوا خلال الحرب
التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة أواخر عام 2008.