رجل الـ "سي آي إي"
تدرب عمر سليمان خلال ثمانينيات القرن الماضي بمعهد ومركز جون كينيدي الخاص للحروب في فورت براغ بنورث كارولينا، وبصفته
مديرا للمخابرات، تبنى سليمان برنامج السي آي أي لتسليم معتقلي ما يسمى
الإرهاب الذين كانوا ينقلون إلى مصر وبلدان أخرى حيث يستجوبون سرا دون
إجراءات قانونية. ويقول جاين ماير صاحب كتاب “الجانب المظلم” إن سليمان كان "رجل سي آي أي بمصر في هذا البرنامج".
ومباشرة
بعد توليه رئاسة المخابرات، أشرف سليمان على اتفاق مع الولايات المتحدة
عام 1995 يسمح بنقل المشتبه فيهم سرا إلى مصر للاستجواب، حسب كتاب “الطائرة
الشبح” للصحفي ستيفن غراي.
وكشف
تحقيق استقصائي نشر في ايطاليا أن عمر سليمان هو من لفق كذبة تعاون الرئيس
العراقي صدام حسين مع تنظيم "القاعدة"، وهي التهمة التي حاولت إدارة بوش إقناع العالم من خلالها بقرار غزو واحتلال العراق.
صحيفة
"الكورييري ديلا سيرا" - التي نشرت التحقيق - كشفت كذلك أن سليمان هو الذي
لفق تهمة انتماء الشيخ أبو عمر لـ تنظيم "القاعدة"، وتولى اختطافه من
إيطاليا وتسليمه للأمريكان، الذين توصلوا لاحقاً إلى عدم صحة الاتهام.
وتقول مصادر إعلامية أميركية إن عمر سليمان كان يدير، بتفويض من وكالة الاستخبارات الأميركية برنامج EXTRAORDENARY RENDITION
وهو البرنامج الذي بدأ في العام 1995، والذي قامت الولايات المتحدة
الأميركية بموجبه باعتقال واختطاف أشخاص متهمين بالإرهاب، وقاموا بتحويلهم
إلى بلدان مختلفة، حيث عانوا هناك في سجون سرية من التعذيب الشديد، وكانت
الولايات المتحدة تريد أن تنتزع منهم معلومات تفيدها في حروبها في الخليج
ولاحقا في أفغانستان.
وتقول صحيفة "نيويركر" الإلكترونية إن
من القصص التي تشير إلى مدى العلاقة بين عمر سليمان وأجهزة الاستخبارات
الأميركية أنه حينما قامت القوات الأميركية في أفغانستان بقتل شخص اعتقدت
أنه أيمن الظواهري، طلبت من عمر سليمان أن يقارن الحمض النووي للجثة
بحمض شقيق أيمن الظواهري في مصر ليتأكدوا من شخصية القتيل، فرد عليهم
سليمان: "إذا أردتم يمكن أن أبعث لكم إحدى يدي شقيق الظواهري وأنتم تقومون
بالفحص".
وحينما
تم اعتقال "شيخ الليبي" في أفغانستان قامت القوات الأميركية بإرساله إلى
عمر سليمان في مصر وطلبت منه وكالة الاستخبارات المركزية أن ينتزع منه اعترافات بأنه من أعضاء القاعدة الكبار، وأن هناك علاقات بين القاعدة وصدام حسين في حينه. وفي النهاية وتحت وطأة التعذيب الشديد اعترف الرجل بما طلب الاعتراف به منه، وأرسلت الاعترافات الى السي آي إي في أميركا حيث تم تمريرها إلى كولن باول الذي استخدمها كمعلومات موثقة في الأمم المتحدة لتبرير الهجوم على العراق واحتلاله.