هامان مصر
تعود أصول عمر محمود سليمان لمنطقة قنا جنوبي مصر، وهو سليل النظام
بامتياز، تجمع خبرته العسكرية بين فنون الاستخبارات الأميركية التي تعتبره
ابنها البار، والسوفياتية التي تدرب في قواعدها في
معظم قطاعات الجيش، تنقل من الهندسة العسكرية إلى سلاح المدفعية وصولاً إلى
الاستخبارات العامة، التي يتولى رئاستها منذ 18 عامًا، وبات لرئيسها منصب
وزير فوق العادة في عهده.
شارك
سليمان في أكبر 3 حروب خاضتها مصر، حرب اليمن عام 1962 وحربا 1967 و1973
ضدّ إسرائيل. إسرائيل التي تحوّلت إلى صديق وحليف استراتيجي مهم - وفق ما
يقول سليمان في إحدى مقابلاته مع صحيفة معاريف - وربما هذا ما درسه في
العلوم السياسية التي حصّلها من جامعة عين شمس.
نال
شهرته الأكبر في الداخل من خلال حربه التي قضى فيها على «الجماعة
الإسلامية» وحركة «الجهاد الإسلامي» المصريتين في تسعينيات القرن الماضي،
وهو ما جعله محل ثقة مبارك ومبعوثه الخاص والشخصي لدى عواصم المنطقة.
وعرفه
العالم أكثر من خلال الملفات الكبيرة التي كان يتولاها، بدءاً من الوساطة
بين الفلسطينيين وإسرائيل، وانتهاءً بملف مياه النيل، مروراً بالتعاون مع
المخابرات الأمريكية في الحرب على ما تسميه الإرهاب.
صلته
بالشؤون الداخلية بقيت محصورة بالملفات الأمنية الكبرى، ولم يعرف عنه ميله
إلى الجمع بين السلطة الأمنية والاقتصادية كما فعل أقرانه في النظام،
وربما لأنّه مسؤول عن شيء أكبر بكثير من الصفقات التجارية.
حضوره
السياسي العلني الأول كان سنة 2002 عندما تصدرت الصفحة الأولى لجريدة
«الأهرام» الحكومية صور وأخبار للرجل في المساحة المخصصة عادة لنشاطات
الرئيس.
كل
ما يتعلق بدور مصر إقليمياً ودولياً مربوط به شخصياً؛ من فلسطين وإسرائيل
إلى السودان وليبيا وواشنطن وإيران وسوريا ولبنان والعراق والسعودية.
واشتهر بأنه لا يكنّ وداً للنظام الإيراني، حتى إنّ «ويكيليكس» كشفت حيزاً
من اعترافات الرجل بأنه ألّف مجموعات جواسيس تعمل لمصلحته في إيران ولبنان
والعراق لإبقاء نوعية التدخل الإيراني في الشؤون العربية تحت المراقبة.