صداء الثورة المصرية تصل الصين.. وتلهم نشطاء الديمقراطية والتغيير
الالمانية |
16-2-2011 | 10:32
| 403
قراءات
|
|
الثورة المصرية "رأينا
الأمل.. مصر معلمنا والنموذج الذي نحتذي به"، هكذا قال المعارض الصيني وي
شويشان عقب إطلاق سراحه أخيرا، وبعد احتجازه لدى الشرطة لمدة 48 ساعة.
انقضت الشرطة بعد حفل نظمه للإحتفال بتنحي الرئيس السابق حسني مبارك
أقامه ناشطون بمدينة هانجتشو عاصمة إقليم تشيانج شرقي الصين. وقال أن عشرات
من أعضاء حزب الديمقراطية الصيني المحظور في إقليم تشيانج خططوا لعقد
اجتماع من اثنين مقررين شهريا، وذلك يوم السبت. وقال "نريد الإحتفال بسقوط
مبارك. إنها مناسبة ألهمتنا كثيرا فيما يتعلق بحقوق.. الإنسان
والديمقراطية".
قال وانج رونجشينج، وهو معارض مخضرم اعتزم حضور الإجتماع، "إنه إجتماع
عادي. وهو مناسب في وقت سقوط الحكومة السلطوية في مصر ، ولذا فإن الإجتماع
سيخصص للإحتفال بالإنتصار في مصر".
أوضح الإثنان أن الشرطة طلبت منهما عدم الإستمرار في وصف الحزب الشيوعي
الحاكم في الصين بالديكتاتورية وعدم عقد اجتماعات أخرى خلال تلك الفترة
"الحساسة".
وقال وي "في الحقيقة، تخشى الحكومة احتفالنا بما تحقق في مصر وفي ظل هذا الخوف تستخدم هذا الأسلوب السئ معنا".
يشار إلى أن الحكومة الصينية قامت بانتقاء ما يبث من أنباء حول
الاحتجاجات التي وقعت خلال الاسابيع الأخيرة في تونس ومصر، والتي تركز على
عدم الإستقرار وإجلاء المواطنين الصينيين، بصورة أكبر من الحديث عن أهداف
المحتجين.
تفرض الحكومة أيضا رقابة على مواقع البحث في المدونات الالكترونية، غير
أن أخبار الإحتجاجات تصل إلى كثير من الناشطين عبر خدمة البروكسي بين
أجهزة الكمبيوتر والمواقع الخارجية باللغة الصينية. وهناك مئات التعليقات
على الإنترنت تؤيد الاحتجاجات التي هزت الدولتين العربيتين.
قال الفنان الصيني الشهير آي ويوي على صفحته بموقع تويتر "اليوم ، كلنا
مصريون"، مضيفا، في إشارة إلى حكم الحزب الشيوعي الصيني منذ عام 1949،
"الأمر أحتاج فقط الى 18 يوما لينهار نظام عسكري كان يبدو مستقرا ومتجانسا،
لنحو 30 عاما. أما هذا النظام المستمر منذ حوالي 60 عاما، فقد يحتاج بضعة
شهور". وحاول نشطاء أيضا إظهار تأييدهم علنا وإن كان عبر وسائل بسيطة على
الأقل في مدينتين أخريين في الصين.
حمل العديد من النشطاء الورود إلى السفارة المصرية في بكين أمس الأول
الاثنين لتهنئة الشعب المصري على الإطاحة بمبارك، لكن الشرطة رفضت السماح
لهم بتسليم الورود.
وقالت منظمة المدافعين عن حقوق الإنسان الصيني ومقرها هونج كونج إنه تم اعتقال ثلاثة نشطاء آخرين وهم في طريقهم إلى السفارة المصرية.
أكدت الجماعة الحقوقية أن الشرطة في مدينة جويانج جنوب غربي البلاد
أصدرت أوامر الأسبوع الماضي للنشطاء بوقف توزيع معلومات من المواقع
الخارجية عن حقوق الإنسان والديمقراطية. من الواضح أن السبب وراء هذا كان
القلق من التأثير المحتمل لأخبار الاحتجاجات. وكانت الشرطة في السابق تقوم
بمراقبة النشطاء الذين ينظمون تجمعات غير رسمية في الميادين العامة، لكنها
سمحت لهم بتوزيع معلومات عن قضايا مثل "ميثاق 08" للإصلاح الديمقراطي، وعن
الكاتب الصيني المعارض المسجون، والفائز بجائزة نوبل العام الماضي ليو
شياوبو.
ونشر موقع يديره أنصار "ميثاق08 " الذي ساعد ليو في وضعه ، بيانين هذا
الأسبوع لتأييد الشعب المصري عرف منه انه جاء من "الموقعين على ميثاق 08"
ومجموعة من النشطاء في إقليم هونان وسط البلاد. لم يتضمن البيانان أي
اسماء.
قال محامي حقوق الإنسان البارز تينج بياو في وقت سابق إن صورة بالفيديو
لمتظاهر وحيد في القاهرة وهو يوقف تقدم عربة مصفحة ذكرته بالإحتجاجات من
أجل الديمقراطية التي جرت في الصين عام 1989 ، والتي بدأت من الميدان
السماوي في بكين المعروف (ميدان تيانانمين).
وإحدى الصور الثمينة عن حركة عام 1989 والتي انتهت بقمع عسكري دموي ،
تظهر رجلا يسد الطريق أمام رتل من الدبابات قرب ميدان تيانانمين.
خرجت مجلة "كايشين" الإقتصادية المؤثرة عن صفوف وسائل إعلام رسمية أخرى
عندما نشرت تعليقا على موقعها بشبكة الإنترنت يقول إن "الحكم السلطوي يخلق
الفوضى، والديمقراطية تنشر السلام".
وقال وانج /67 عاما/ الذي حكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات بتهمة التخريب
في كانون ثان/يناير عام 2009 ، ولكنه أفرج عنه لاسباب صحية بعد عام، "إن
الإتجاه صوب الديمقراطية وحقوق الإنسان لا يمكن أن يتوقف". وأضاف "من غير
المناسب للحكومة الصينية أنها تريد أن توقف هذا الإتجاه". وقال وي إن سقوط
مبارك "يشير إلى وجود الكثير والكثير من الدول المتحضرة".
وأوضح "أعتقد أنه في العالم كله، بما في ذلك الصين، فإن كافة
الديكتاتوريات وجميع أشكال الحكم عبر سياسات الخداع والقهر العمياء ستفشل".