سينتفض الشعب بعد موت الطاغية "محمد مدين" لتصحيح الاوضاع في الجزائر ؟!
بقلم : نجيب الأسد
إن لكل ظالم نهاية ،ونهاية سفاكي
الدماء متشابهة .فموت الطاغية" محمد مدين" الملقب بالسي توفيق،الذي أصيب
بموت سريري هو نفسه الموت الذي أصاب سفاك الدماء السادي "أرييل شارون".
وهذه عبرة لمن يعتبر، عبرة لمن وثق في
الجاه والمقاعد والسلطة، ونسي أن فوقه إله قوي جبار يمهل ولا يهمل، فهكذا
قدر الله نعالى، وهكذا كان ،والله جل جلاله إذا أراد شيئا يقول له كن
فيكون.
ومنذ ذاك الحين و "محمد مدين"، يدير
الجزائر في الكواليس بقبضة من حديد مع زملائه الآخرين من خريجي دفعة
"لاكوست" الفرنسية كما أن اسمه ظل لصيقا بشكل كبير باسم الراحل إسماعيل
العماري، وهما معا كانا يشكلان العمود الفقري للحكم بالجزائر قبل رحيل هذا
الأخير ،حيث عرف "محمد مدين " بعده مشاكل كبيرة في تسيير عمله ودخل في
صراعات خفية مع بعض قيادات الجيش الجزائري، وصلت إلى حد الضغط عليه ليغادر
منصبه سنة 1999 وخاصة بعدما تقدم بدعمه لبوتفليقة إبان الانتخابات الرئاسية
.
إن الجنرال "محمد
مدين" ينتمي إلى عائلة قبايلية بربرية سكنت في الشرق الجزائري. وهو لم
يتخرج من وزارة الارتباطات والاتصالات والتسليح مثل معظم رفاقه الذين
تقلدوا مهام و مسؤوليات في جهاز الأمن العسكري. بل ينتمي إلي دفعة "السجاد
الأحمر" التي أرسلتها الثورة إلي الاتحاد السوفياتي لتحصل علي خبراتها في
مدرسة الكي جي بي. ،ليصبح تكوينه الاستخباراتي تكوينا وتأطيرا على الطريقة السوفياتية البحتة. وهو ما سينعكس في أسلوبه في العمل.
لقد عمل "محمد مدين"، في بداية حياته
العسكرية برتبة ملازم، في الناحية العسكرية الثانية تحت قيادة العقيد
الشاذلي بن جديد. إذ اشتغل كضابط أمن عسكري على الحدود المغربية المتوترة
مع الجزائر. ووفي هذه الرقعة الساخنة تعرف علي زميل له
برتبة رائد سرعان ما أصبح صديقه، وهو "علي العربي بلخير"، الذي أصبح فيما
بعد بقدرة قادر ذاك الرجل القوي في النظام الجزائري، قبل أن يأفل ويتراجع
نجمه ويخبو لمعانه، فيرسل للتقاعد بسفارة الجزائر بالمغرب إلى أن توفي في
28 يناير 2010. وموت الرجال الكبار في الجزائر أمر دائما يدعو للريبة والشك.
إن اسم محمد مدين بدأ تتجه نحوه الأنظار و
نجمه أخذ في السطوع عمليا منذ تم التخطيط لإجبار الرئيس الجزائري الاسبق
الشاذلي بن جديد علي الاستقالة في شهر يناير عام 1992 زمن الصدام القوي
والعنيف الذي حدث مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ. حيث أصبح رئيسا فعليا (محمد مدين) لأجهزة الأمن الداخلي، التجسس الخارجي، وأمن الجيش. وفي ملاحظة هامة فكل التقارير تشير أن "محمد مدين" هو الرجل الأقوى اليوم في الجزائر.
فقد تمكنت أجهزته من اختراق الجميع. الأحزاب المعارضة ووسائل الإعلام،
وحتى الجماعات الإسلامية المسلحة. ودخوله اليوم في موت سريري يربك كامل
اجهزة الدولة الجزائرية ويدخلها في متاهة البحث عن الرجل القوي ليكون بديلا له.
وفي هذا السياق، أكدت بعض المصادر أن الجنرال محمد التواتي المدعو بالمخ، قد تولى مؤقتا الإدارة الاستخباراتية.
ملاحظة:
إن" محمد مدين" رجل لا يعرف عنه الجزائريون شيئا سوى أنه الرجل القوي في السلطة بحيث
لا تتوفر لديهم صور شخصية له، كما لا تتداول صوره في الصحف الجزائرية،
والصورة الوحيدة المتداولة والمحصل عليها حاليا سربت من قبل حركة "الضباط
الأاحرار" الذين يعيش أغلبهم في أوروبا ولهم مصادرهم داخل الجيش الجزائري.
لكن السؤال المطروح هنا. كيف سيكون الوضع
الجزائري بعد موت هذا المجرم الذي ظل يكبس على أنفاس المواطنين لزمن
طويل.؟هل نشهد في الأيام القليلة حركات إصلاحية تخرج هذا البلد من قبضة
عملاء الفرنسيس.؟ هل نشهد ثورات مغيرة للأوضاع؟ علما
بأن الجزائر وصلت درجة من الاحتقان الشعبي الذي أصبح ينذر بالإنفجار بين
الساعة والأخرى.وهكذا فإن الأيام القليلة القادمة ستحمل الجديد والإجابات
الشافية..وربما كانت هذه بداية النهاية لأحزان ومآسي الشعب الجزائري
المغلوب على أمره الذي خرج من استعمار ليوضع في استعمار أشد مرارة وهو
استعمار ذوي القربى.