استئناف الدوري بين الممكن والصعب السبت 5 / 3 / 2011 أشرف محمود أعاد نجاح تنظيم مباراة الزمالك وأولينزي ستارز الكيني في إياب دور الـ‏64‏ لبطولة دوري أبطال إفريقيا التي احتضنها ستاد الكلية الحربية يوم الأحد الماضي‏,‏ فتح الملف الخاص بعودة منافسات الرياضة

استئناف الدوري بين الممكن والصعب
السبت 5 / 3 / 2011

أشرف محمود

أعاد نجاح تنظيم مباراة الزمالك وأولينزي ستارز الكيني في إياب دور الـ‏64‏ لبطولة دوري أبطال إفريقيا التي احتضنها ستاد الكلية الحربية يوم الأحد الماضي‏,‏ فتح الملف الخاص بعودة منافسات الرياضة المصرية بعد توقف دام قرابة الشهرين‏,‏ إذ اعتبر الرياضيون نجاح تنظيم المباراة تأكيدا علي إمكانية عودة المنافسات الرياضية فورا‏,‏ لتسهم في رسم اللوحة المصرية الزاهية لما بعد ثورة‏25‏ يناير‏,‏ فيما أعرب آخرون عن سعادتهم بنجاح تنظيم المباراة‏,‏ لكنهم أكدوا أنها لا تعني القدرة علي العودة الفورية لممارسة الرياضة التنافسية‏.‏
المباراة التي فتحت الملف جمعت الزمالك مع منافسه ستارز الكيني وكان مقررا لها منتصف الشهر الماضي‏,‏ لكن اندلاع الثورة حال دون إقامتها في موعدها المحدد‏,‏ وطلب الزمالك من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم تأجيلها مع إقامتها في ليبيا‏,‏ فوافق الأخير علي أن يكون موعدها‏27‏ فبراير في طرابلس‏,‏ لكن انفجار ثورة ليبيا يوم‏17‏ فبراير الماضي حال دون ذلك ليعود الزمالك ويطلب من الكاف بعد موافقة المحلس الأعلي للقوات المسلحة إقامة المبارة في القاهرة في ملعب الكلية الحربية في ذات الموعد المتفق عليه سلفا‏,‏ وهو ما كان وافق المجلس الأعلي للقوات المسلحة علي رغبة الزمالك في حضور جمهوره الذي أضفي علي المباراة متعة باحتفاله بالثورة وشهدائها ومنجزاتها‏,‏ وأشاد بالقوات المسلحة المصرية ودورها الوطني الكبير‏,‏ وهتف للوطن برغم أن الزمالك هو الذي يلعب وليس المنتخب‏,‏ وارتفعت أعلام مصر في المدرجات لتتحول المباراة إلي احتفالية مصرية باعتبارها أول نشاط كروي بعد الثورة‏,‏ وسارت أمور تنظيم المباراة علي أروع ما يكون في الدخول والانصراف وداخل الملعب حتي إن المباراة خلت من أي خروج لفظي علي الروح الرياضية‏,‏ الأمر الذي كان مصدر إعجاب الجميع وتمنوا أن يستمر ويكون أسلوب التشجيع في المباريات الرسمية‏,‏ علي ذات الحال‏,‏ وبعد المباراة عاد السؤال المؤجل إلي الواجهة متي تعود المنافسات الرياضية في مصر؟ وتعدد الآراء وكان الرأي الأول لحسام حسن المدير الفني للزمالك الذي أعرب عن سعادته بنجاح التنظيم أكثر من سعادته بالفوز الذي تحقق بهدف لشيكابالا صعد به الزمالك إلي دور الـ‏32,‏ وقال حسام إن نجاح المباراة تنظيميا يعجل بعودة منافسات الدوري الذي تعني عودته الكثير لمصر في هذه الفترة‏,‏ مشيرا إلي أن العودة ستعني التأكيد علي عودة الحياة إلي طبيعتها في مصر وهو رهان مطلوب أن نكسبه جميعا لنعلن للعالم كله‏,‏ أننا قادرون علي بناء بلدنا والحفاظ علي مكتسبات الثورة‏,‏ ورفض حسام أن يكون كلمه عودة الدوري لأن فريقه متصدر ويريد أن يفوز باللقب‏,‏ مؤكدا أن الفوز باللقب ليس أهم عندي من عودة بلادي إلي الحالة الطبيعة في حياة مواطنيها‏.‏
فيما رأي أحمد عبد الحليم لاعب ومدرب الزمالك السابق أن عودة الدوري لها متطلبات خاصة‏,‏ ولا يمكن القياس علي مباراة الزمالك وستارز الكيني‏,‏ لأن المبارة جاءت في ظل ظروف الجميع يرغب في الخروج منها والعودة إلي ممارسة الحياة الطبيعية‏,‏ كما أنها لم تكن بين فريقين مصريين وإنما بين فريق مصري وآخر إفريقي وفي بطولة إفريقية‏,‏ لكن أحدا لا يمكنه القول إن الأمور ستسير في نصابها الطبيعي‏,‏ إذا ما كانت المباراة تنافسية في البطولة المحلية‏,‏ في ظل استمرار غياب الشرطة‏,‏ وطالب عبد الحليم بعودة الثقة أولا بين الشرطة والشعب لنضمن سير الأمور في نصابها الصحيح‏,‏ وأيد عبد الرحيم محمد لاعب ومدرب الزمالك السابق ما قاله أحمد عبد الرحيم‏,‏ واقترح إمكانية إقامة المباربات علي يومين فر ملاعب مختلفة تضمن ألا تقام أكثر من مباراة واحدة في اليوم الواحد في المحافظة الواحدة حتي لا ترهق رجال الأمن‏,‏ فيما اقترح أسامة نبيه مدرب بتروجيت أن يتم اختيار أربعة ملاعب جيدة في القاهرة تقام عليها المباريات بواقع أربع مباريات يوميا‏,‏ لكن كثيرين اعترضوا علي الفكرة لأنها ضد مبدأ تكافؤ الفرص‏,‏ كما أنها تلقي بأعباء مالية علي الفرق التي من خارج القاهرة‏,‏ ورفضت أندية عدة تنظيم المباريات من دون جمهور لأنها خزائنها خاوية وترغب في عودة المنافسات لضخ الأموال وتعويض ما فات وتسديد بعضا من المستحقات المتأخرة عليها‏,‏ وصدرت أصوات عدة تطالب بإلغاء الدوري هذا الموسم‏,‏ خصوصا وأن المنتخب المصري سيخوض مباراة مهمة مع جنوب إفريقيا أواخر الشهر الجاري في تصفيات أمم إفريقيا المقررة مطلع العام المقبل في غينيا الاستوائية والجابون‏,‏ فضلا عن خوض المنتخب الأوليمبي تصفيات إفريقيا المؤهلة إلي أوليمبياد لندن‏2012,‏ وهو يضم لاعبين أساسين في فرقهم ولن تقبل بالتفريط فيهم أثناء الدوري‏,‏ وكان أول المطالبين بالإلغاء الدكتور عمرو أبوالمجد المشرف علي الكرة في المقاولون العرب وماجد سامي رئيس نادي وادي دجلة‏,‏ نظرا لضيق الوقت وعدم إضافة أعباء جديدة علي عاتق القوات المسلحة‏,‏ من جهته أعرب اللواء محمد طلبة مساعد أول وزير الداخلية مدير أمن القاهرة عن سعادته بنجاح تنظيم المباراة وتوجه بالشكر لجمهور الزمالك الذي حضر مباراة فريقه‏,‏ مؤكدا أن معاملة الشرطة للشعب ستكون أفضل من الطبيعي‏.‏ وأكد أن هذا الجمهور الراقي يمكنه تنظيم مباراة بنفسه‏,‏ فهناك روح جديدة أفرزتها الثورة فجاء التشجيع حضاريا وراقيا أسعدنا جميعا‏,‏ وأكد أن التوافق رائع تجلي بوضوح بين الجيش والشرطة والشعب في تأمين المباراة‏,‏ التي خرجت في أفضل صورة‏,‏ لكن اللواء محمد طلبة لم يقطع بجاهزية الشرطة علي استئناف الدوري الآن‏,‏ مؤكدا أن القرار في مثل هذه الحالة قرار سيادي مرتبط بتوازنات معينة بين الجيش باعتباره القائد الأول للبلاد وجهات أمنية عديدة‏,‏ لكننا نسعي للعودة للحياة الطبيعية بسرعة وأفضل مما كانت عليه قبل الثورة متمنيا أن يسود الحب والاحترام العالقة بين الشعب والشرطة التي هي في خدمته‏.‏





طباعة المقالــة إرسال لصديق