تركيا تدرس بدقة إمكانية الدخول العسكريّ إلى الأراضي السوريّة واحتلال منطقة لإنشاء حزام أمنيّ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تاريخ النشر : 2011-08-20
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] غزة - دنيا الوطن
رأى البروفيسور زاكي شالوم، من مركز الأبحاث القوميّة في تل أبيب، أنّ
الأحداث الأخيرة التي تشهدها سوريّة في الآونة الأخيرة تقض مضاجع النظام
الحاكم في تركيا، ذلك أنّ رئيس الوزراء رجب طيّب إردوغان وأعضاء حكومته
يخشون من انتقال عدوي الاحتجاجات إلى تركيا، كما أنّهم على قلق من نزوح
مئات آلاف اللاجئين السوريين إلى داخل الأراضي التركيّة.
علاوة على ذلك تخشى أنقرة من أنّ استمرار أعمال العنف داخل سوريّة بين
المحتجين وبين النظام ستؤثر سلبا على عدّة مشاريع اقتصاديّة سوريّة تركيّة
مشتركة، وبالتالي قال البروفيسور الإسرائيليّ إنّه في هذه الحالة من غير
المستبعد بتاتًا أنْ تُقدم تركيا على عمليّة عسكريّة ضدّ سوريّة، مرجحا أنّ
قادة أنقرة يدرسون بدقة وعناية إمكانية الدخول العسكريّ إلى الأراضي
السوريّة واحتلال منطقة لإنشاء حزام أمنيّ بين الدولتين، على حد وصفه.
كما لفت إلى أنّه من غير المعروف، حتى الآن، مدى التدخل العسكريّ التركيّ
في سوريّة وهل سيقتصر على حماية المصالح التركيّة فقط أمْ أنّه سيحمل في
طياته أبعادًا أخرى، مثل التدخل في إيجاد البديل لنظام حكم الرئيس بشّار
الأسد، وزاد قائلاً مهما كان التدخل التركيّ في سوريّة، تكتيكيًا أمْ
إستراتيجيًا، فإنّ التطورات تخلق القاعدة المشتركة للتعاون الإستراتيجيّ
المشترك بين أنقرة والدولة العبريّة، هذا التعاون سيتمثل في كبح جماح
التأثيرات السلبيّة على كل من أنقرة وتل أبيب، لخشيتهما من الأحداث التي
تعم سوريّة ونتائجها، ولفت البروفيسور شالوم إلى أنّه من وجهة النظر
الإسرائيليّة فإنّ زيادة قوة تركيا من ناحية وإضعاف نظام حكم البعث في
سوريّة من الناحية الأخرى يحملان تغيرات كبيرة جدًا في موازين القوى
بمنطقة الشرق الأوسط، ذلك أنّ سوريّة تعتبر دولة محوريّة في الحلف
الراديكالي، على حد تعبيره، الذي يضم الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة،
التي تعتمد على سوريّة في قضية تزويد حزب الله بالأسلحة، وبالتالي فإنّ
إضعاف النظام في سوريّة سيُشكّل ضربة قاسية لإيران ولحزب الله.
وبرأيه فإنّ هذه التطورات قد توصل تل أبيب وأنقرة إلى نتيجة مفادها أنّه
من المفضل في الوقت الراهن إبقاء مسألة الخلاف حول أسطول الحريّة من
الوراء، مشيرًا إلى أنّه في إسرائيل تتزايد اليوم الأصوات التي تنادي بحل
الأزمة مع تركيا والتنازل قليلاً، وبالتالي، زاد الباحث الإسرائيليّ، فإنّ
جهود المصالحة بين البلدين، المدعومة من قبل الإدارة الأمريكيّة قد تجني
ثمارها ولو بشكل جزئي، ومن غير المستبعد بالمرّة، أكد بروفيسور شالوم، أنْ
يتم الاتفاق بين الدولتين على تجميد النقاش في حلّ قضية أسطول الحريّة،
من أجل تحقيق المصالح الإستراتيجيّة المشتركة بين البلدين فورا وبدون
تأجيل.
في سياق متصل، رأى محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة 'هآرتس' العبريّة، د.
تسفي بارئيل أنّ قرار رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو القاضي
بعدم تقديم اعتذار إلى تركيا عن عملية السيطرة على سفينة هو قرار متسرع
ويتماشى مع الموقف الذي يتبناه كل من وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان،
ووزير الشؤون الإستراتيجيّة موشيه يعلون، يشار إلى أنّ ليبرمان كان قد صرح
مطلع الأسبوع الجاري بأنّ نتنياهو تأخر كثيرًا في اتخاذ القرار ولم يتورع
عن التبجح بأنّ رئيس الوزراء تبنى عمليًا موقفه، كما أشار بارئيل إلى أنّ
قرار تركيا سيُبعد أنقرة أكثر فأكثر عن تل أبيب، على الرغم من أنّ موقف
تركيا من الأزمة السورية يضعها في مسار تصادم مع إيران، الأمر الذي حوّلها
في الآونة الأخيرة إلى حليف مهم للولايات المتحدة الأمريكيّة، وخلص المحلل
إلى القول إنّ يبدو أنّ صنّاع القرار في تل أبيب يصرون على التغاضي عن
مكانة تركيا الإستراتيجيّة، على حد تعبيره.
من ناحيتهما، قال الباحثان ليعاد بورات وغاليا ليندنشترواس في ورقة عمل
قدّماها إلى مركز دراسات الأمن القوميّ في تل أبيب تحت عنوان نظام الحكم
في سوريّة في مواجهة الاحتجاجات الداخليّة والانتقادات الخارجيّة، قالا
أنّ تعاظم موجة الاحتجاجات في سوريّة من جهة، ومواصلة البطش من قبل النظام
ضدّ المحتجين، جلبت بشكل طبيعي الانتقادات الدوليّة، وزادا أنّ ارتفاع
حدّة الانتقادات من المجتمع الدولي للنظام الحاكم في دمشق سيؤدي إلى زيادة
قوة الحركة الاحتجاجيّة في سوريّة، ذلك أنّ هذا التصرف الدوليّ ضدّ
النظام يُشجع المحتجين على مواصلة الانتفاضة ضدّ النظام، ولفتت ورقة العمل
الإسرائيليّة إلى أنّه في منطقة الشرق الأوسط ، كان لسورية علاقات وطيدة
مع كلٍ من إيران وتركيا، والأولى تواصل دعم النظام، في حين أنّ الموقف
التركي هو دعم المنتفضين ضدّ البعث في سوريّة، وبعد التدخل الدوليّ الحازم
والجازم، قالت الدراسة، فإنّ تركيا ستكون الرابحة من الموقف، الأمر الذي
سيمنحها في اليوم الذي سيلي نظام الأسد إنجازات إستراتيجيّة كثيرة جدًا،
على حد تعبير الباحثين.