كيفية إكتشاف المقاتلات الخفية
كشفت
الولايات المتحدة الأمريكية عن تحفتها الخفية F-117 وقامت بإستخدامها
لتدمير أكثر المواقع حماية داخل العراق عام 1991 بعدها تنبه العالم لخطورة
هذه التكنولوجيا وبدأ بتطوير تكنولوجيا مضادة لتحييد الخطر الأمريكي
وتمثلت هذه التكنولوجيا المطورة بطرق شأشرحها وسأذكر نقاط ضعفها بحسب كل
ما هو معروف عنها
بحسب أقوى المصادر :
أولا : رادارات التردد المنخفض (رادارات الموجة الطويلة) :
المواد الممتصة للأشعة الرادارية (RAM)(المستخدمة في دهان المقاتلات الخفية) مقيدة بطبيعتها في قدرتها
على الإمتصاص لأن سماكتها يجب أن تكون في نفس حدود الطول الموجي للموجات الرادارية القادمة من الجهة
المعادية , للموجات عالية التردد (مثل معظم رادارات التتبع العاملة حاليا
في حدود 5-200 GHz) هذه ليست بمشكلة بحيث يكون الطول الموجي في حدود عدة
مليمترات وبذلك مادة ال RAM يمكن إستخدامها كدهان أو كقشرة رقيقة على
الهيكل , ولكن المشكلة هي عندما تكون الموجات ذات تردد منخفض وبذلك يجب أن
تكون مادة ال RAM سميكة جدا مما يقود الى شكل بكفاءة منخفضة جدا للطيران
ويزيد من الوزن كثيرا مما يقلل من الحمولة المفيدة على المقاتلة ويزيد من
صعوبة صيانتها .
كفائة الرادارات ذات التردد المنخفض ضد الأهداف ذات المقطع الراداري
الصغير (LOW-RCS) تعتمد أساسا على ظاهرة الرنين الفيزيائية بين الموجات
المنعكسة مباشرة عن الجسم و الموجات المبعثرة حوله , ظاهرة
الرنين يمكنها الحدوث لقطع معينة في المقاتلة (مثل مدفعها الرشاش أو أطراف الأجنحة) أو يمكن أن تحدث
لهيكل المقاتلة ككل (كما يحدث للمقاتلات التقليدية عند إضاءتها برادار يعمل على الموجة X ) ولذلك سوف
يتم إكتشاف الهدف بغض النظر عن مساحة مقطعه الرادارية .
الرادارات ذات التردد المنخفض تعتبر من أقدم الرادارات , وبسبب أنها قليلة التأثر بتشويش الأحوال الجوية
وذات مدى كبير تم إستخدامها كرادارات للإنذار المبكر ضد القاذفات في أيام الحرب الباردة بين الدول العظمى
في السبعينات , ولكن مشكلة الضعف في قدرات معالجة المعلومات بسبب تخلف تكنولوجيا الإلكترونيات
تحولت هذه الدول الي الرادارات ذات الموجة المتوسطة ذات الوضوح الأعلى والأقل تأثرا بتشويش إنعكاسات
التضاريس الأرضية والأكثر قدرة على تحمل التشويش الإلكتروني وهي للعلم ذات مدى ممتاز (لا يقل عن مدى
الرادارات ذات التردد المنخفض كثيرا) وهذه الرادارات مازالت تخدم في دول العالو الثالث الى الآن مع بطاريات
SA-2\3\6 .
إذن تعتبر مادة RAM في هذه الحالة غير فعالة لأنها لن تستطيع إمتصاص الموجة المعادية كلها وسينعكس
معظمها الى المصدر مرة أخرى , ولكن المشكلة في الرادارات ذات التردد المنخفض هي حجمها الضخم عدى عن
قدرتها القليلة للعمل في أجواء التشويش الإلكتروني وأيضا حواسيبها المتخلفة البطيئة والتي لا يمكنها تحديد
موقع الهدف بدقة ولذلك لا يمكن إستخدامها لقيادة وتوجيه صواريخ أرض - جو , وبهذا يجب أن يتم تطويرها
بتكنولوجيا متطورة لزيادة كفاءتها ما أمكن .
ثانيا : الرادارات متعددة الستاتيكية (MULTISTATIC RADARS) :
تعتمد المقاتلات الخفية على هندسية شكلها المميز في عكس الأشعة الرادارية المعادية الى إتجاه غير الذي قدمت
منه وبذلك يقل مساحة مقطعها الرادارية RCS ولا يكشفها الرادار المعادي (وهذا في حالة وجود جهاز الإرسال
والإستقبال للرادار في نفس المكان) ولكن لو تم إستخدام عدة مستقبلات مبعثرة بعيدا عن جهاز الإرسال سيختلف
الحال وسيكون من الممكن إلتقاط الأشعة التي عكستها المقاتلة بعيدا عن المصدر وبالتالي سوف تكتشف ويتم
تتبعها , المقاتلة التي تعتمد أساسا في تكنولوجيا تخفيها على عكس الموجات في إتجاه آخر غير إتجاه المصدر
هي F-117 فهي لا تعتمد في الأساس على بعثرة الموجات أو إمتصاصها وبالتالي يمكن إكتشافها بهذه
الطريقة ولكن تطبيقها يتطلب DATA LINK قوية ومتطورة بين جهاز الإرسال
والمستقبلات لتنسيق الإكتشاف والتتبع مع قدرة تحليل ومعالجة معلومات قوية
جدا , وبما أن كل هذه الطريقة تعتمد على ال DATA LINK اللاسلكية (بسبب بعد
المسافة) فمن الممكن التشويش على ال DATA LINK وبالتالي تحييد قدرات
المنظومة.
ثالثا : الرادارات السلبية الخفية (PASSIVE COVERT RADARS) :
الإمكانيات المتوفرة في مجال الحوسبة وتحليل ومعالجة المعلومات جعلت من الممكن إستخدام الموجات
الكهرومغناطيسية المتطايرة الموجودة أصلا في الجو كوسيلة لكشف الأهداف الطائرة , فلو نظرنا الى
الجو بشكل عام لوجدناه مليء بالموجات الكهرومغناطيسية (بث التلفزيون والخلويات والراديو و و.. إلخ)
صناع الرادارات كانو يتقصدون في تصاميمهم الإبتعاد عن نفس قيم هذه الموجات لتجنب التشويش والتداخلات
, الكثافة الكبيرة للموجات المذكورة جعلت منها قوام شبه لزج(إن صح التعبير) أي أن مرور جسم طائر خلالها
سيترك أثرا واضحا في بنية تداخل هذه الموجات , تقوم رادارات خاصة بقرائة وتحليل وحفظ بنية التداخل في
الموجات وعند مرور جسم طائر من خلالها (ويحصل التخلخل والشذوذ في البنية) تقوم هذه الرادارات بتتبع
هذا الشذوذ والتشوه وبالتالي تقوم بتتبع الطائرة (حتى لو كانت خفية) ولكن هذه الطريقة تكلفتها عالية وتحتاج
تكنولوجيا متطورة جدا .
رابعا : الرادارات السلبية الحديثة :
وهي رادارات متطورة يمكن إستخدامها لكشف وتتبع الطائرات الخفية وغيرها , تستخدم هذه الرادارات البث
الكهرومغناطيسي للطائرة نفسها لكشفها وتتبعها (مثل بث رادار النار في الطائرة أو بث جهاز قياس الإرتفاع)
, من هذه الرادارات (TAMARA) التشيكي أو الأحدث والأقدر (KOLCHUGA) الأكراني , ولأن هذه
الرادارات ليس لها بث بحد ذاتها فمن الصعب جدا تحديد موقعها أو تدميرها بمهمات ال SEAD الإعتيادية
ولديها قدرات متفوقة في الكشف والتتبع في ظروف التشويش الإلكتروني , المعلومات المتوفرة عن القدرات
الفعلية لهذه الأنظمة قليلة جدا ولكن خوف الولايات المتحدة من إنتشار هذه المنظومات هو أكبر دليل على
قدراتها وتهديدها للطائرات الخفية .