واجهة طائرات الشبح
في
أعقاب 1991والحرب على العراق، أحدث استخدام الولايات المتحدة الأمريكية
للطائرات الشبح Stealth ضجة كبرى في مختلف دول العالم، وأخذ قادة القوات
الجوية والدفاع الجوي يتساءلون عن طرق ووسائل مواجهة هذا السلاح المتفوق،
ويتساءلون عن مصير أنظمة الرادار التي يعتمدون عليها اعتماداً كلياً، سواء
في أسلحة الدفاع الجوي أو في طائرات القتال، حيث أصبحت هذه المشكلة تشكل
خطورة بالغة على أمن الدول ولا تقل خطورتها عن ظهور القوة النووية في
نهاية الحرب العالمية الثانية، فقد أصبح في إمكان مثل هذا النوع من
الطائرات أن يخترق أنظمة الدفاع الجوي ليلاً أو نهاراً دون أن يشعر بها
أحد، ويقوم بمهام القصف الجوي المحكم دون تدخل أي وسيلة من وسائل الدفاع
الجوي الأرضية أو الجوية (المقاتلات) التي تعتمد على أنظمة الرادار
الموجودة بها في القتال الليلي.
كما وأن عمليات التوجيه الأرضي بواسطة رادارات التوجيه أصبحت غير فعالة
لعدم استطاعة الرادار اكتشاف مثل هذه الطائرة التي صنع هيكلها المعدني من
مواد قادرة على امتصاص الإشعاع الكهرومغناطيسي.
ومن المعروف أن نظرية استخدام الرادار تعتمد على إرسال الموجات
الكهرومغناطيسية من خلال مرسل قوي، وبعد اصطدام هذه الموجات بأي جسم -
سواء في الفضاء أو على سطح الأرض أو البحر - فإنها تنعكس وترتد ثانية، حيث
يتم استقبالها فى مستقبل خاص، وبعد عدة مراحل من التكبير، يتم قياس
المسافة إلى الهدف بحساب الوقت الذي تستغرقه النبضة من لحظة إرسالها حتى
لحظة استقبالها، ثم يتم إظهارها على المبينات بجميع إحداثياتها (الاتجاه -
الزاوية - المسافة)، وبالتالي يتم الإرشاد عن الهدف والتوجيه بواسطة أسلحة
الدفاع الجوي أو مقاتلات القوات الجوية.
ولاشك أن توصل إسرائيل إلى مثل هذا النوع من الطائرات يعتبر مصدراً كبيراً
للخطورة على أمن الدول العربية، حيث تواردت الأنباء عن توصل إسرائيل إلى
تصميم الطائرة (كادار)، وهي من الطائرات التي لها خاصية امتصاص الأشعة
الكهرومغناطيسية، كما أنه لا يغيب عن الأذهان أن امتلاك الولايات المتحدة
الأمريكية لمثل هذا السلاح القاتل لدليل على امتلاك إسرائيل له فى
المستقبل القريب، حيث إن التكنولوجيا العسكرية الأمريكية لا تبخل على
إسرائيل بأحدث مالديها.
وفي مواجهة هذا الخطر الداهم، لجأ الفنيون ومهندسو التصميمات فى أنظمة
الدفاع الجوي إلى استخدام الكاميرات التليفزيونية الحرارية، وهي تلك
الكاميرات التي تعمل بنظرية الأشعة تحت الحمراء IR Moming، وأمكن التوصل
إلى عدة نوعيات من هذه الكاميرات واستخدمت فعلاً في بعض النوعيات من أسلحة
الدفاع الجوي، مثل النظام (شاباريل الأمريكي) المضاد للطائرات، كما
استخدمت فى بعض النوعيات من الصواريخ أرض- جو المتوسطة المدى بغرض
المقاومة للإعاقة والشوشرة الإلكترونية بإيجاد وسيلة أخرى لتتبع الهدف في
الإحداثيات بدلا من الوسيلة الرادارية التي تتأثر تأثيراً بالغاً بالإعاقة
الإلكترونية.
ومما يعوق استخدام هذا الأسلوب بتوسع، هو عدم قدرة الكاميرا التليفزيونية
على حل مشكلة إيجاد المسافة، ولذلك صممت بعض النوعيات من الكاميرات
الحرارية، مع تزويدها بآلة إيجاد المسافة باستخدام الليزر، مع وحدة تتبع
آلي Tracking System في المدى المحدود لعمل هذه الكاميرات، والذي يجعل
استخدامها مقصوراً على نوعيات من الأسلحة الصغيرة العيار مثل المدفعية م-ط
الخفيفة أو الصواريخ التي تعمل بنظرية الأشعة تحت الحمراء أو الصواريخ
أرض-جو القصيرة المدى، هذا بالإضافة إلى أن مصممي طائرات الشبح قد زوَّدوا
طائراتهم بفلاتر قادرة على امتصاص معظم الطاقة الحرارية المنبعثة من عادم
الطائرة النفاث، وهي تلك الطاقة التي تعتمد نظرية استخدام الكاميرا
الحرارية عليها في اكتشاف الهدف وتتبعه، وبالتالي أصبحت الكاميرا الحرارية
غير فعالة بالقدر الكافي في حل هذه المشكلة.