قلق بشأن مصير الكيمياوي السوري
صورة من الجو قالت واشنطن إنها موقع نووي محتمل في طور البناء بسوريا (رويترز-أرشيف)
قالت
صحيفة وول ستريت جورنال إن الولايات المتحدة وإسرائيل تتابعان عن قرب في
سوريا مخازن مشتبه في احتوائها على أسلحة كيمياوية وصواريخ خشية وقوعها في
أيدي جماعات إرهابية قد تستفيد من الثورة التي يواجهها الرئيس السوري بشار
الأسد.
وأوضحت الصحيفة أن المخابرات الأميركية تعتقد أن أسلحة
الدمار الشامل السورية تتضمن كميات كبيرة من غازات الخردل والأعصاب
والسارين بالإضافة إلى المدفعية والصواريخ التي توصلها إلى أهدافها.
"
السفير
الإسرائيلي لدى واشنطن: "نحن قلقون جدا من وضع أسلحة الدمار الشامل
السورية، ومن بينها الأسلحة الكيمياوية، ونحن نتابع الوضع بعناية شديدة مع
الإدارة الأميركية"
"
وقالت الصحيفة إن مفتشي الأمم المتحدة كشفوا
مؤخرا أن سوريا كانت تبني سرا مفاعلا نوويا بمساعدة كورية شمالية قبل أن
تهاجم إسرائيل الموقع وتدمره في أواخر 2007، كما أن الأمم المتحدة وأميركا
قلقتان من احتمال تسليم كوريا الشمالية تجهيزات نووية إضافية لسوريا.
وكشفت
الصحيفة أن السفير الإسرائيلي لدى واشنطن مايكل أورن قال في حوار "نحن
قلقون جدا من وضع أسلحة الدمار الشامل السورية، ومن بينها الأسلحة
الكيمياوية"، وأضاف "نحن نتابع الوضع بعناية شديدة مع الإدارة الأميركية".
وقالت
الصحيفة إن إسرائيل أبدت انشغالها دائما بشأن سقوط نظام الأسد الذي نجح في
ضمان الهدوء على الحدود طيلة أربعين سنة، وحتى الآن يحث رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على التغيير السلمي في سوريا.
وأضافت
الصحيفة أن مسؤولين أميركيين يعتقدون أن كوريا الشمالية ساعدت كلا من طهران
ودمشق على تطوير صواريخ متوسطة وطويلة المدى، كما أن مفتشي الأمم المتحدة
كشفوا في تقرير صدر مؤخرا أن سوريا وإيران تشرفان على شبكة تهريب أسلحة
خفيفة وكاتيوشا إلى لبنان وغزة عن طريق البحر، وفي العام الماضي اتهمت
أميركا سوريا بإعطاء صواريخ طويلة المدى لـحزب الله وهو الاتهام الذي نفته
دمشق.
وقالت الصحيفة إن تقريرا أصدرته وكالة المخابرات المركزية
الأميركية عام 2009 قال إن لسوريا برنامج أسلحة كيمياوية ولديها غازات يمكن
المهاجمة بها عن طريق طائرات أو صواريخ بالستية أو مدفعية.
كما
أكدت الصحيفة أن مسؤولين أميركيين سابقين وحاليين يقولون إن لسوريا خمسة
مواقع تنتج فيها أسلحة كيمياوية منها غازات الخردل والأعصاب والسارين.
لكنهم يعترفون بصعوبة تحديد هذه المواقع لأنها موزعة في مناطق متعددة
وتتركز في مدن مثل دمشق وحماة واللاذقية وحلب.
"
مسؤول أميركي "قلق واشنطن سيتعاظم لو انزلقت سوريا في درك الفوضى أو وصل الأمر لحد الحرب الأهلية"
"
وأوضحت
الصحيفة أن المسؤولين الأميركيين لا يملكون أي دليل على أن دمشق نقلت
أسلحة كيمياوية لحزب الله وحركة حماس، كما أكدوا أنه لا يوجد أي دليل على
إمكانية اختراق مواقع أسلحة الدمار السورية، لكنهم يتخوفون من تغير الأوضاع
إذا حدث تدهور كما في ليبيا، خاصة مع حدوث حالات انشقاق في أوساط الجيش،
رغم أن القوات المسلحة ما زالت متماسكة كما يقول هؤلاء المسؤولون.
ونقلت
الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله "إن قلق واشنطن سيتعاظم لو انزلقت سوريا في
درك الفوضى أو وصل الأمر لحد الحرب الأهلية، وهذا الاحتمال محل متابعة رغم
أننا لم نصل بعد إلى تلك النقطة".
وأكدت الصحيفة أن خبراء نوويين
يبدون مخاوفهم من احتمال تمزق الجيش السوري وهروب الوحدات التي تحرس مواقع
الأسلحة إذا زاد حجم الاضطرابات، وهناك مخاوف أخرى تتمثل في احتمال إقدام
عناصر الجيش أنفسهم على بيع هذه الأسلحة الخطرة. ويقول ليونارد سبكتر رئيس
مركز جيمس مارتن لدراسات التخصيب النووي "هناك خوف من الانقسام، فإذا تفاقم
الأمر وبلغ حد انقسام الجيش، عليك أن تفكر في جميع الاحتمالات".