تحفظا على إبداء الأسباب بشكل علني.. مصادر إعلامية : محمود سعد وبلال فضل انسحبا من "التحرير" اعتراضًا على تمويلها بأموال فلول النظام السابق
كتب فتحي مجدي (المصريون): | 30-09-2011 21:34
فجرت الاستقالة المفاجئة للإعلامي محمود سعد والكاتب الصحفي بلال فضل من قناة "التحرير" في الأسبوع العديد من التساؤلات حول أسباب رحيلهما، خاصة وأن الإعلان عن انسحابهما جاء بشكل لم يعتده الوسط الإعلامي في مصر، عبر الإعلان عن القرار على الهواء مباشرة.
ففي نهاية حلقة برنامج "في الميدان" مساء الأربعاء الماضي والتي كان يستضيف فيها عبد الحكيم عبد الناصر نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في الذكرى الحادية والأربعين لرحيل والده، فاجئ سعد المشاهدين بإعلانه على الهواء مباشرة استقالته من القناة، والتصريح بأن الحلقة ستكون هي الأخيرة له، بعد أربعة شهور فقط من انضمامه إلى القناة إثر انسحابه من برنامج "مصر النهاردة".
وجاءت طريقة الإعلان عن الاستقالة والغموض الذي اكتنفها ليثير الكثير من علامات الاستفهام حولها، خاصة مع إعلان سعد أنه اتصل بالكاتب بلال فضل ليعرف أسباب رحيله عن القناة، إلا أنه رفض الإفصاح عن سبب الرحيل، وتابع سعد "وأنا كذلك أعلن انسحابى"، وقال إنه كان يجب عليه الانسحاب قبل أسبوع لكنه أرجأ الاستقالة لما بعد حلقة اليوم – الأربعاء الماضي-.
وعلمت "المصريون"، أن أسبابًا عدة دفعت الثنائي سعد وفضل للانسحاب بشكل مفاجئ من قناة "التحرير"، يأتي على رأسها غياب الشفافية وعدم وضوح مصادر التمويل وأسماء المساهمين، خاصة وأن هناك معلومات ترددت بقوة عن وقوف رجال أعمال من فلول النظام السابق وراء تمويل القناة التي انطلقت في مارس، وبعضهم من المتورطين في "الثورة المضادة" والمتهمين في قضايا قتل المتظاهرين، وتحديدًا رجل الأعمال إبراهيم كامل، عضو أمانة السياسات بالحزب "الوطني" المنحل، أحد المتهمين فيما يعرف إعلاميًا بـ "موقعة الجمل".
كما ربطت مصادر بالقناة، الأمر بوجود خلافات طفت على السطح مع الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، أحد المساهمين المشاركين في القناة، نتيجة تدخلاته وملاحظاته الكثيرة التي يبديها، مع وجود تحفظات له على آراء سعد، الذي كان مفروضًا على القناة من قبل الوكالة الإعلانية المحتكرة لها إلى جانب الإعلامي عمرو الليثي، في ظل ما يمتلكه الاثنان من شعبية كبيرة تضمن اجتذاب المعلنين.
فعلى الرغم من علاقته القوية بعيسى، وهو أحد العوامل لانضمامه إلى القناة، إلا أن سعد تململ كثيرًا من تدخلاته ومحاولته التغيير في طريقة الإعلامي الشهير، وعدم رضاه عن الكثير من آرائه، وهو الأمر ذاته الذي تكرر مع بلال فضل، فعلى الرغم أن الظاهر هو أن الاثنين يرتبطان بعلاقة وطيدة، إلا أن المقربين منهما يعلمان مدى "عدم قبول" كل منهما للآخر، وأنهما يقفان على طرفي نقيض.
وتردد أن عيسى باع حصته التي يمتلكها في القناة إلى رجل أعمال لم يتم الكشف عن اسمه، وإن كانت المصادر قد طرحت اسم رجل الأعمال محمد الأمين، بأنه من المرجح أن يقوم بشراء القناة ليضمها إلى قناة "النهار" و"سي بي سي"، وإن لم يتم تأكيد الأمر بشكل رسمي حتى الآن.
يذكر أن العديد من الفضائيات انطلقت في أعقاب الثورة قبل أن يصدر أسامة هيكل وزير الإعلام قرارًا بوقف التراخيص لإطلاق قنوات جديدة، في محاولة لضبط الوضع، بعد أن ربطت العديد من التقارير بين ظهور كثير من هذه القنوات وعملية غسيل أموال تتم عبر الأموال المهربة من قبل النظام السابق, كما يحصل العديد منها على تمويل خارجي، وهو الأمر الذي فسره مراقبون بالإنفاق الكبير على إطلاق الفضائيات، مع عدم الإعلان عن الكشف عن مصادر التمويل.