المشير طنطاوي
وزير الدفاع والانتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة
والذي يعشق العسكرية منذ كان طالبا في التوجيهية.. وكان يعد نفسه ليصبح
ضابطا.. تخرج في الكلية الحربية عام56, فبعد أشهر قليلة من تخرجه
تعرضت مصر للعدوان الثلاثي في أكتوبر56 وشارك في مواجهة هذا العدوان.
وكتب
ممدوح شعبان:"مند بدأ حياته العسكرية برتبة ضابط وهو معروف بين زملائه
وجنوده بالحزم والانضباط.. وقد شارك خلال حرب الاستنزاف ومن أقواله: ان
حرب الاستنزاف كانت فترة زاهرة في تاريخ القوات المسلحة المصرية حيث كان
الجيش يقاتل ويستعد ويعيد بناء الجيش في نفس الوقت, فقد أعطت الحرب
الجنود والضباط الثقة بالنفس, كما منحت الشعب الثقة في الجيش. وقد دخل
المشير طنطاوي في مواجهة مباشرة مع القوات الاسرائيلية وتحديدا مع شارون
اثناء حرب اكتوبر73.. ففي يوم12 اكتوبر تم دفع احدي الواحدات التي كان
يقودها المقدم طنطاوي لتأمين الجانب الايمن للفرقة لمسافة3 كيلو,
كانت الفرقة قد تم اخراجها منها, وتمكنت الوحدة بقيادة المقدم طنطاوي من
الاستيلاء علي نقطة حصينة علي الطرف الشمالي الشرقي من البحيرات المرة,
وكان جنود هذه النقطة من الاسرائيليين قد اضطروا للهرب منها تحت جنح
الظلام, وفي مساء يوم15 اكتوبر كان المقدم طنطاوي قائدا للكتيبة16
مشاه التي احبطت عملية الغزالة المطورة الاسرائيلية حيث تصدت بالمقاومة
العنيفة لمجموعة شارون ضمن فرقتي مشاه ومدرعات مصريتين في الضفة
الشرقية, احدث هذا في منطقة مزرعة الجلاء المعروفة باسم المزرعة الصينية
حيث كبدت الكتيبة بقيادة المقدم طنطاوي الاسرائيليين خسائر فادحة.
والمشير طنطاوي يعتز جدا بالعسكرية المصرية ويبث الثقة دائما في نفوس
ضباط وجنود القوات المسلحة منذ بدأ حياته ضابطا بها.. ويتضح ذلك في
أحاديثه الدائمة عن القوات المسلحة.. ويؤكد أنه وزملاءه ضباط القوات
المسلحة كانوا علي يقين بعد هزيمة67 ان الجيش المصري لابد وان يدخل حربا
أخري وينتصر فيها, وأكد ان ما كنا نخشاه في الجيش أن يتم حل القضية
سلميا دون ان تتاح لنا فرصة إثبات قدراتنا العسكرية وغسل آثار الهزيمة حتي
تحقق النصر في أكتوبر73.
وهو يقول دائما لرجاله في القوات المسلحة أننا نبغي السلام ونتمني ان
يستمر ولكن السلام الذي نبغيه هو سلام الأقوياء وليس سلام الضعفاء ولكي
نحافظ علي السلام يجب ان تكون لدينا القوة التي تحميه وتروع من يحاول
الاعتداء علي الأراضي المصرية..
ولهذا فإن استراتيجيته في القوات المسلحة هي تطوير امكانياتنا العسكرية
ومواكبة احدث نظم التسليح العالمية بتشجيع وتدعيم البحث العلمي,
واستمرار تنمية وتطوير قاعدة التصنيع الحربي اعتمادا علي الخبرات
والعلاقات والامكانات الذاتية للدولة قبل الاعتماد علي الآخرين من
الأصدقاء.
وهو لايغفل الجانب الانساني في علاقته بمرؤسيه, ففي اثناء حرب اكتوبر
كان يعمل تحت قيادته قائد لإحدي سرايا الكتيبة نقيب اسمه محمد عبد العزيز
وقد سقط شهيدا في المعركة, ووفاء من المشير طنطاوي لرجاله حضر حفل خطبة
ابنة الشهيد الذي اقيم في دار الحرس الجمهوري, كما انه حريص دائما علي
رعاية ابناء الشهداء والمصابين في العمليات العسكرية وتكريم الامهات
المثاليات في القوات المسلحة".
ونشرت مجلة اكتوبر سلسلة حوارات مع السفير محمد بسيوني السفير
المصري السابق لدى إسرائيل، حيث روى بعض تفاصيل عمليات حرب السادس من
أكتوبر وترتيبات الخداع الاستراتيجي الذي مارسه الرئيس الراحل محمد أنور
السادات وأجهزة مخابراته. أشار السفير بسيوني إلى دور المشير حسين طنطاوي
في معركة المزرعة الصينية:
ويؤكد السفير بسيونى أن الطريق إلى الثغرة لم يكن مفروشاً بالورود
ولكنه كان مليئا بالمطبات والمنحنيات والمعارك والتى كانت مقبرة حقيقية
لجنود العدو وكانت أخطر تلك المعارك ما هو معروف تاريخياً بالمزرعة
الصينية، وقد حدثت فى هذا المكان ملحمة عسكرية عندما شن العدو هجوماً
كاسحاً على دفاعات الكتيبة 16 مشاه التى كان يقودها المقدم محمد حسين
طنطاوى.
وقد تجلى ذكاء وتخطيط قائد الكتيبة، المقدم طنطاوى عندما هاجمته مدرعات
العدو.. عندها لم يكشف الرجل أوراقه، وقرر التحلى بالصبر، وكتم أنفاسه
حتى آخر لحظة وحبس نيران مدفعيته لحين معاينة وتقدير القوة المعادية على
الطبيعة، وفى اللحظة المناسبة انطلقت نيران أسلحته وقذائف مدفعيته.. انطلق
رجال كتيبته على مدرعات ومجنزرات العدو، فجعلتها أثراً بعد عين، وقد فشل
هجوم العدو فى الوصول للقناه، وأخذ يبحث عن مكان آخر بعيداً عن رجال
الفرقة 16 مشاه التى كان يقودها العميد عبدرب النبى حافظ والكتيبة 16 مشاه
التى كان يقودها المقدم محمد حسين طنطاوى - المشير فيما بعد - ورئيس
المجلس العسكرى والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج
الحربى الآن.
أما فرقتا شارون وآدن اللتان قامتا بالمجهود الرئيسى فى أحداث الثغرة
ففقدتا أكثر من 500 جندى، بالإضافة إلى قتل ضباط الصفين الأول والثانى من
قادة الألوية والسرايا، وهو ما اعترف به قادة إسرائيل فيما بعد، مؤكدين أن
شراسة معارك الثغرة لم تحدث فى تاريخ الحروب بعد تلاحم المدرعات المصرية
والإسرائيلية، وحرق المئات من العربات المدرعة والمجنزرات".