عززت موسكو دعمها العسكري لإيران عندما أعلنت يوم الثلاثاء 25 أكتوبر أنّها زودت الإيرانيين بمنظومات للحرب الإلكترونية متقدمة وذاتية الحركة ولمديات قصيرة تعمل بصفة أساسية ضد الطائرات والصواريخ ، الأمر يتعلق بمنظومات Avtobaza.
مصادرنا العسكرية تشير إلى أن هذه المنظومة الروسية تستخدم بواسطة منظومة للدفاع الجوي والحرب الإلكترونية الروسية وكجزء من منظومة رادار أكثر تقدما مهمتها توفير الإنذار المبكرّ ضد الطائرات والصواريخ المهاجمة التي تقترب من الهدف.
المنظومة الرئيسية لـAvtobaza هي جزء منها تنقل منها المعلومات التي تتولى جمعها عن طريق ألياف بصرية إلى قيادات الحرب الإلكترونية وقيادات الدفاع الجوي الرئيسية والتي مهمتها استخدم هذه الوسائل لإحباط مثل هذه الهجمات.
الروس يدعون أن الأمر يتعلق بسلاح دفاعي وأن تزويده لا يتناقض مع قرارات مجلس الأمن التي فرضت حظر إرسال الأسلحة إلى إيران، بيد أن مصادرنا الاستخباراتية تشير إلى أن المخاوف في الولايات المتحدة وإسرائيل هي أن تزويد منظومة Avtobaza هو مرحلة أولى فقط في مناورة روسية إيرانية ذكية ستنتهي في نهاية الأمر بتزويد منظومة الاستخبارات والإعاقة Elint وهي المنظومة المتقدمة وبشكل كامل إلى الإيرانيين.
وإذا ما وصلت جميع مكونات هذه المنظومة إلى الإيرانيين فإنهم سيستخدمونها وبإمكانهم والعمل ضد أي هجوم للطائرات أو الصواريخ تشن على المجال الجوي الإيراني من فوق الخليج الفارسي وبحر قزوين.
مصادرنا العسكرية تشير إلى منظومة Avtobaza قادرة على العمل ضد ستين هدف في وقت واحد وعلى مدى 150 كلم وبزاوية 360 درجة.
فترة الانتشار والاستخدام للمنظومة في الميدان هي سريعة للغاية ولا تزيد عن عشرين دقيقة.
المخاوف من أن روسيا على وشك أن تزود هذه المنظومة بكل مكوناته إلى إيران نابع بصفة أساسية من شكل وفحوى البيان الروسي حول تزويد المنظومة إلى إيران.
البيان أعلنه في موسكو نائب رئيس قسم في وزارة الدفاع الروسية قسطنطين بيريولين، وهذه أول مرة يعلن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الروسية بيانا حول تزويد السلاح إلى إيران، في الماضي تلا مثل هذه البيانات متحدثون بلسان وكالة تزويد السلاح الروسي فقط، والتي تعمل في إطار مستقل خارج وزارة الدفاع الروسية.
مصادرنا في موسكو تشير إلى أن الأمر يتعلق بتلميح من القيادة الروسية بأنّ الكرملين يعتبر منذ الآن تزويد إيران بالسلاح الروسي موضوع إستراتيجي ستتم معالجته من قبل المستويات الأمنية العليا.
مصادرنا العسكرية تشير إلى أنّه يجب أن نتوقع منذ الآن أن يطوّر الروس أيضا صفقات أسلحة مع سوريا وإلى هذا المستوى.
قسطنطين بيريولين نوّه في بيانه أنّ روسيا أرسلت منظومة الرادار إلى إيران في وقت تجري فيه مفاوضات حول إرساليات وشحنات أخرى، ولم يشر هذا المسؤول الروسي الكبير إلى كمية ومكونات منظومة Avtobaza التي أرسلت إلى إيران ومتى، كما أنه لم يشر إلى نوع المنظومات الأخرى التي يجري التفاوض بشأنها الآن مع طهران.
الأنظار الأمريكية والإسرائيلية لفتت إلى عبارة رئيسية وردت في تصريحات قسطنطين بيريولين ، هذا عندما قال: نحن نتحدث هنا عن طائرات مقاتلة وغواصات وليس عن منظومة S-300" وهي منظومة الصواريخ المضادة للطائرات والتي تعتبر متقدمة للغاية والتي باعتها موسكو إلى إيران لكنها لم تزودها بها بسبب ضغط أمريكي وإسرائيلي، ومما قاله أيضا: "نحن نتحدث هنا عن منح الأمن للدولة الإيرانية".
مصادرنا في موسكو تشير إلى أن ذكر صواريخ S-300 يشير أيضا إلى أن موسكو تلمح إلى واشنطن والقدس بأنها لن ترضخ هذه المرة لأي ضغط أمريكي وإسرائيلي وأنها لن تلغ إرسال منظومات الإعاقة والتشويش على الرادار إلى الإيرانيين، منذ الآن موسكو تأخذ على عاتقها بأن تكون الموردة إلى إيران منظومات الدفاع التي ستدافع عن وجودها القومي.
بعبارة أخرى الزعامة الروسية ستحرص منذ الآن على تلبية جميع احتياجات الدفاع الإيرانية، وهنا أيضا هناك رسالة روسية أخرى بأن موسكو لن تسمح لهجمات من قبل الولايات المتحدة والناتو بعد الآن لا على إيران ولا على سوريا على غرار الهجمات الغربية في ليبيا التي أدت إلى إسقاط معمر القذافي.