الليزر واستخداماته العسكرية
تخدم
كلا النوعين من التوجيه وهما الإمساك الآلي بالهدف (التوجيه الإيجابي)
والتوجيه باستخدام فرد في حلقة التوجيه (التوجيه نصف إيجابي). ستتيح تلك
القدرات إطلاق الصواريخ على مسافات بعيدة وتقليل زمن الاشتباك. يقوم الجيش
الأمريكي باختبار نظم التشغيل والمعالجة التي سبق تطويرها لتوفير التعرف
الآلي على الهدف لأجهزة الاستشعار التي تعمل بموجات الأشعة تحت الحمراء
لمعرفة إمكانية استخدامها مع أجهزة الاستشعار التي تعمل بالليزر.
يعتقد على نطاق واسع أن الصواريخ الموجودة بالخدمة وتستخدم رادار الليزر
في التوجيه هي فقط الصاروخ الجوال المتقدم (Advanced Cruise Missile) من
النوع AGM-129A الذي تنتجه شركة جنرال دايناميكس (حالياً شركة رايثون).
يستخدم هذا الصاروخ التوجيه بالقصور الذاتي في معظم مسار الطيران ولكن
يستخدم التوجيه برادار الليزر في المرحلة النهائية من الطيران أثناء
الهجوم على الهدف.
تقوم شركة لوكهيد مارتن منذ عام 1990 بتطوير نظام الهجوم الآلي منخفض
التكاليف Low Cost Autonomous Attack System - LOCAAS) الذي سيستخدم في
مهاجمة الأهداف الأرضية وهو عبارة عن صواريخ يتم دفعها بواسطة محرك
توربيني نفاث صغير. سيتم استخدام هذا السلاح بواسطة كل من الجيش والقوات
الجوية الأمريكية ويستخدم التوجيه بالقصور الذاتي- النظام العالمي لتحديد
الموقع(GPS) بالإضافة إلى باحث ليدار قادر على تكوين صورة ثلاثية الأبعاد
للهدف وذلك لتأكيد التعرف على الهدف. تشمل الأهداف التي سيتعامل معها هذا
النظام الدبابات والعربات المدرعة، مواقع الصواريخ أرض جو، وقواذف
الصواريخ البالستية. تشمل نظم الصواريخ التي سيتم استخدام تلك الصواريخ
الصغيرة معها الصواريخ طراز AGM - 154, AGM - 130، وصواريخ المدفعية
متعددة القواذف.
من المتوقع أن يتم استخدام التوجيه الإيجابي بالليزر مع نظم الأسلحة
الأخرى وذلك لرفع كفايتها. تشمل تلك النظم الذخائر المشتركة للهجوم
المباشر (Joint Direct Attack Minition - JDAM). من الأسلحة المتوقع أيضاً
استخدام نظام التوجيه الإيجابي بالليزر معها القنابل الذكية الصغيرة
(Small Smart Bomb SSB) التي تزن 250 رطل وبها مفرقعات تزن 50 رطلاً فقط
ولها دقة مشرط الجراح. سيكون لتلك القنابل تأثير تدميري على الهدف يعادل
تأثير القنبلة 2000 رطل الخارقة الأقل منها من حيث الدقة وذلك بالإضافة
إلى أن خطر إصابة الأهداف غير المطلوبة مثل الأهداف المدنية سيكون أقل
بالنسبة للقنبلة 250 رطل.
استخدام الليزر لتمييز العدو
من الصديق
يتم استخدام الليزر منخفض الطاقة مع الأجهزة المركبة على الأسلحة الصغيرة
التي يحملها أفراد المشاة وعند توجيهها للهدف يمكن معرفة موقعه حيث يمكن
للأفراد الذين يستخدمون نظارات الرؤية الليلية الحساسة لتردد الليزر
المستخدم أن يشاهدوا بقعة الليزر حتى في الظلام التام. تقوم شركة لتون
لأنظمة الليزر بإنتاج النسخة طراز AN/PEQ-1A من جهاز تمييز الأهداف
بالليزر لقوات العمليات الخاصة (Special Operations Forces Laser Marker
-SOFLAM) لصالح القوات الخاصة الأمريكية. يحتوي هذا الجهاز على بصريات لها
قوة تكبير 10 مرات ومنظار تسديد ليلي لشعاع ليزر التمييز يوفر للعامل أن
يرى بقعة الليزر على هدفه على مسافة 2 3 كيلومتر ليلاً وهو ما يزيد من
احتمال التعيين الناجح للأهداف. تسوق شركة ليتون هذا الجهاز تحت اسم
الجهاز الأرضي تعيين الأهداف بالليزر (Ground Laser Target Designatior -
GLTD) . تشمل الدول التي اشترت هذا الجهاز سواء للتقييم أو لاستخدامه
عملياتياً كل من استراليا لاستخدامه مع الذخير عيار 155 ملم كوبرهيد،
الدنمارك وفرنسا وماليزيا لاستخدامه القنال الموجهة بالليزر من النوع
GBU-12، والنرويج لاستخدامه مع الصواريخ الموجهة هيل فاير للدفاع الساحلي
وكذلك مع القنابل الموجهة بالليزر بيف واي الثانية، ودولة الإمارات
العربية المتحدة لاستخدامه مع القنابل الموجهة بالليزر حكيم PGM 1، ويجري
اختباره في الكويت لاستخدامه مع الذخائر كوبرهيد والصاروخ هيل فاير
الثاني، وتايلاند لاستخدامه مع القنابل الموجهة بالليزر طويلة المدى.
تقوم شركة ليتون حالياً بتطوير جهاز الليزر الخفيف لتخصيص الأهداف وتقدير
المسافة لصالح قوات الجيش ومشاة البحرية الأمريكيتين وذلك تنفيذاً لعقد
قيمته 9 مليون دولار ولمدة 30 شهراً وذلك تمهيداً لإنتاج ما يقرب من 1000
جهاز من المتوقع أن يبدأ إنتاجها في عام 2000. يحتوي هذا الجهاز على وحدة
لتخصيص الأهداف بالليزر، ووحدة تقدير مسافة بالليزر غير الضار للعين،
ووحدة لقياس الزوايا في الاتجاهين الأفقي والرأسي، ووحدة استقبال للنظام
العالمي لتحديد الموقع (GPS)، ووحدة تصوير بالأشعة تحت الحمراء الحرارية،
وبصريات، ووحدات رقمية لتبادل البيانات ويتم تحميل جميع تلك الوحدات في
عبوتين تزنان معاً أقل من 15 كيلوجرام. سيتم استخدام جهاز الليزر الخفيف
لتعيين الأهداف وتقدير المسافة أيضاً مع قوات المشاة الميكانيكية ليحل محل
أجهزة تعيين الأهداف بالليزر المحملة على عربات التي تستخدم مع الجيش
ومشاة البحرية الأمريكيتين. تستخدم أجهزة تخصيص الأهداف الليزر من النوع
نيودميوم ياج (Neodymium - YAG) الذي له طول موجة 1.06 ميكرومتر وذلك لأن
معظم أجهزة الاستشعار المستخدمة مع الأسلحة الموجهة بالليزر تعمل على هذا
النطاق من الموجات بينما يتم استخدام الليزر غبر الضار بالعين مع أجهزة
تقدير المسافة بالليزر.
استخدام الليزر في تقدير المسافة
تعتمد نظرية استخدام الليزر في تقدير المسافة على قياس الزمن الذي يستغرقه
شعاع الليزر للوصول إلى الهدف والانعكاس من عليه والرجوع إلى مكان إطلاقه
وتلك الطريقة توفر قياساً دقيقاً للمدى يتم استخدامه كمدخل لنظم إدارة
النيران. قامت شركة ADI للإلكترونيات بإنتاج جهازها طراز ELSR-1000 الذي
يستخدم الليزر غير الضار بالعين ويتم تجربة هذا الجهاز في كل من استراليا،
وكندا، فرنسا
وماليزيا. يستخدم هذا الجهاز أنبوب أشعة الكاثود (Cathode - Ray Tube)
لعرض المدى وتحذير المستخدم بالمعلومات الخاصة بالأعطال في حالة طلبها.
تقوم أيضاً شركة CILAS بتسويق جهازها لتقدير المسافة الذي يستخدم الليزر
غير الضار بالعين لاستخدامه مع أجهزة إدارة النيران الموجودة على
الحوامات، والمركبات ونظم الأسلحة أرض جو. قام الجيش النرويجي بشراء هذا
الجهاز لاستخدامه مع أجهزة إدارة النيران المركبة على عربات القتال للمشاة.
قامت كل من شركة زايس في ألمانيا، وشركة أفيمو ببريطانيا بتطوير أجهزة
قياس مسافة بالليزر للاستخدام مع الأسلحة المضادة للدبابات قصيرة المدى
ومدافع الماكينة الثقيلة وبنادق القناصة وتستخدم تلك الأجهزة الليزر غير
الضار بالعين. تقوم شركة ليتون بإنتاج نظامها الصغير للمراقبة الذي يستخدم
الليزر غير الضار بالعين والأشعة تحت الحمراء لصالح الجيش الأمريكي
ولأغراض التصدير للخارج تحت اسم ESL-200. تشمل الدول التي تقوم بالتعاقد
على هذا النظام كل المملكة العربية السعودية لتركيبه على عائلة العربات
المدرعة الخفيفة، والجيش الكندي لاستخدامه مع عربات الاستطلاع. يقوم الجيش
الأمريكي بتكامل جهاز شركة ليتون لتقدير المسافة بالليزر غير الضار بالعين
مع نظم إدارة النيران للدبابة M1A2 كما قام بالتعاقد مع شركة هيوز
للطائرات على توريد 416 نظام لتقدير المسافة لاستخدامها مع عربات برادلي
المجهزة لاستخدام الصواريخ المضادة للدبابات تو (TOW).
استخدام الليزر في الاتصالات
يمكن بواسطة تضمين (Modulation) شعاع الليزر توفير نطاق واسع من الموجات
تناسب بعض أشكال الاتصالات وخصوصاً في تلك الوصلات التي تكون على خط البصر
حيث يتم استغلال خاصية انتقال شعاع الليزر في خط مستقيم ومتماسك مما يجعل
من الصعب على العدو التنصت عليه. يمكن للأمطار والسحب والدخان، والغبار أن
تضعف الشعاع ولكن تأثير ذلك لا يؤثر في الاستخدامات المتخصصة وخصوصاً في
الاتصالات الفضائية أو في المسافات القصيرة خلال الجو.
يوفر عرض الموجة المتاح بواسطة الليزر توصيل البيانات بمعدل عال جداً.
قامت شركة ماكدونالد دوجلاس (بوينج حالياً) بتطوير الجيل الأول من أجهزة
الاتصالات البينية لصالح القمر الصناعي للاتصالات MILSTAR والذي يستخدم
الليزر ذو الطاقة 250 وات وله مدى يصل إلى 84000 كيلومتر. قامت هيئة
الدفاع ضد الصواريخ البالستية (BMDO) بتمويل وحدة إرسال واستقبال من
المتوقع أن تطير مع مركبة الفضاء لأغراض الأبحاث خلال العام القادم.
تقوم شركة استرو ترا (Astro Terra) بإنتاج وحدة تجريبية للإتصالات قادرة
على نقل 155 ميجا بت في الثانية الواحدة وتتكلف في حدود 75000 دولار ويقوم
حالياً مركز نظم الحرب البحرية والفضائية بتقييمه لصالح الاستخدام في
الاتصالات بين القطع البحرية والساحل ومن الساحل للقطع البحرية. تقوم
أيضاً شركة ثرمو تركس (Thermo Trex) بإنتاج نظام مشابه لصالح مكتب
الاستطلاع المحمول جواً للأغراض الدفاعية (Defense Airborne
Reconnaissance Office) التابع للقوات الجوية الأمريكية وذلك لاستخدامه في
الاتصالات من وإلى الطائرات بدون طيار. كما تقوم قيادة الفضاء والدفاع
الصاروخي (Army Space And Missile Command) التابعة للجيش الأمريكي
بالإشراف على تطوير نظام يطلق عليه النظارات المتحدثة (Talking
Binoculars) يستخدم الليزر في نقل البيانات خلال فترات الصمت اللاسلكي.
استخدام الليزر في الكشف عن الألغام البحرية والغواصات
تتيح قدرة شعاع الليزر الأزرق الأخضر على اختراق ماء البحر وتكوين صورة
ذات درجة تحليل مناسبة عن حجم وشكل الشئ تتيح استخدامه لكشف الغواصات
والألغام البحرية. يعتبر الليدار وسيلة فعالة لكشف وتصنيف الأهداف
المغمورة تحت سطح الماء. بعد غرق القطعة البحرية الأمريكية صامويل. ب.
روبرتس (Samuel B. Roberts) في الخليج العربي عام 1988م بواسطة لغم بحري
غير متقدم قامت شركة كامان إيروسبيس (Kaman Aerospace) بتطوير نظام
الليدار ماجيك لانترن (Magic Lantern) لكشف الألغام. بعد تدمير القطعتين
البحريتين الأمريكيتين تريبلي (Tripli) وبرنستون (Princeton) أثناء حرب
تحرير الكويت تم التفكير في وسيلة فعالة للإجراءات المضادة ضد الألغام
وأوضحت التجارب الأولية نجاح الأنواع التجريبية التي استخدمت وفي عام 1996
بدأت البحرية الأمريكية في استخدام النظام ماجيك لانترن. يقوم احتياطي
البحرية بتجهيز أحد سربيه من الحوامات سوبر سي سبرايت (Super Seasprite)
من النوع SH-2G بثلاثة أنواع من نظام الإجراءات المضادة للألغام المحمول
جواً ماجيك لانترن الذي تنتجه شركة كامان أيروسبيس ويستخدم الليزر الأزرق
الأخضر ومصفوفة من آلات التصوير وذلك لمسح الماء أسفل الحوامات من السطح
وحتى قاع القطع البحرية. يقوم هذا النظام بعد القيام بعدة عمليات مسح
بمقارنتها والربط بينها لكشف الألغام الطافية أو الغاطسة ويتم تحديد موقع
تلك الألغام بواسطة جهاز استقبال للنظام العالمي لتحديد الموقع (GPS).
قامت شركة ساندرز (Sanders) بتطوير نظام مشابه طراز ATD-111 لصالح برنامج
تجارب الحرب ضد الغواصات في عام 1989. يتم تحميل هذا النظام داخل مستودع
وتم تجربته مع الحوامات سي هوك (Sea Hawk) حيث تم تجميع البيانات من هذا
النظام في وضع العمل على الكشف عن الألغام. من المتوقع أن يكون النظام
ماجيك لانترن و النظام ATD-111 قد دخلا في منافسة في أواخر عام 1998 وذلك
لاختيار أفضلهما لصالح برنامج نظام الليزر للكشف عن الألغام المحمول جواً.
الاستخدامات الأخرى لأشعة الليزر
يستخدم الليزر في أغراض مدنية كثير سواء في الطب أو الصناعة ولكننا سنناقش
هنا الاستخدامات التي يمكن أن تكون مدنية وفي نفس الوقت يمكن استغلالها في
الأغراض العسكرية. من هذه الاستخدامات الكشف عن مكونات الهواء الجوي
وبالتالي الإنذار عن استخدام غازات الحرب الكيميائية، ودراسة التغيرات
الجوية مثل العواصف والدوامات الهوائية، تجنب الهيئات الأرضية المرتفعة
والعوائق بمختلف انواعها.
يستخدم جهاز ليدار الامتصاص التفاضلي (Differential Absorption Lidars) في
مراقبة آثار الغازات والجزيئات الجوية الأخرى. تستخدم تلك الوحدات مصدرين
لأشعة الليزر يعملان على طولي موجة متجاورين. يقوم المصدر الأول بتوليد
أشعة ليزر لها طول موجة قريب من طول الموجة الذي يحدث عنده أقصى امتصاص
للأشعة بواسطة الغاز المطلوب الكشف عنه. بينما يقوم المصدر الثاني بتوليد
أشعة ليزر لها طول موجة في الحيز الذي لا يمتصه الغاز المطلوب الكشف عنه.
نظراً لأن كل نوع من جزيئات الغازات له شكل محدد لامتصاص أشعة الليزر كما
أن قوة وعرض وخطوط الامتصاص تعتمد على كثافة، وضغط، ودرجة حرارة الغاز مما
يتيح استخدام مثل تلك الأجهزة مراقبة المكونات الغريبة بالجو.
في أوائل التسعينات قامت شركة هيوز للطائرات بتطوير جهاز استشعار بالليزر
له قدرة على كشف وتحديد نوع الغازات الكيميائية الموجودة في