كتَاب: صدّام أُعْدِم بطريقة "حضارية" والقذافي عُذّب حتّى الموت [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تاريخ النشر : 2011-11-09
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] غزة - دنيا الوطن
صاحَبَ انتفاضات الربيع العربي تركيز كبير على الزعيم فحسب وليس النظام،
بغية إذلاله وقهره والانتقام منه والتشفي به، ولاغرو في ذلك فلطالما كان
الرقص على الجثث ظاهرة متخلفة ومقززة، فهو يختصر ثقافة ثأرية اختمرت
طويلاً في أعماق المجتمع بأجياله كافة بحسب الكاتب العربي عبد الوهاب
بدرخان في حديثه ل "إيلاف "، ففي مصر أولى المنتفضون اهتماما كبيرا برأس
النظام وليس النظام ككل، حتى بدا وكأنه مطلبهم الوحيد، وفي الوقت الذي آل
إليه مصير الرئيس المصري المخلوع إلى السجن تلاحقه قضايا رفعت ضده أمام
المحاكم، الا ان مصير التغيير في ليبيا هو ملاحقة القذافي والقبض عليه
وقتله على أيدي ملثمين و" أنصاف" ملثمين، بدت في بعض تفاصيلها مشابهة
ل"حفلة " إعدام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين الذي حوكم وأعدم في
محاكمة علنية، تحت الحماية الأميركية، لكن التشابه كان في إحاطته لحظة
الإعدام بأفراد اختفت وجوههم خلف الأقنعة وبدوا بحسب مشاهد الفيديو التي
سُربت انهم ينتقمون من الرئيس المخلوع أي انتقام.
لكن الكاتب خير الله خير الله يرى في ما حدث بديهية في العالم العربي،
فقد حصد معمر القذافي، وقبله صدام حسين ما زرعاه لا أكثر ولا اقل حيث
لعبا دورا مهما في القضاء على كل ما هو حضاري في البلد. تاركين كلاهما
البلد للرعاع.
و مثلما تسربت إشاعات نبش قبر الرئيس الراحل صدام حسين وقتها، من قبل
مجهولين، فان قبر والدة القذافي لم يسلم من الأمر ذاته فقد انتشلت عظامها
وأحرقت من قبل ليبيين، لتقدم أبشع صور الانتقام في الزمن الحاضر. هذا
التقرير يسلط الضوء على وجهات النخب المثقفة في ما يخص حفلات إعدام الزعماء
العرب، ولاسيما ان بعض الكتاب من مثل الكاتب المصري فؤاد التوني يسرد
تفاصيل دقيقة عن لحظات الرئيس العراقي صدام حسين حيث يصفها كالتالي في
حواره مع إيلاف: انتهز "مقتدى الصدر" الفرصة للتشفي وحضر لحظة الإعدام
وتعمد رجاله إطالة الحبل الملفوف حول عنقه حتى يسقط على الأرض حيا، ثم
تولوا تعذيبه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، ثم وضعوا الحبل حول عنقه لإعطاء
الانطباع أنه أُعدم شنقا، وفصل رجال الصدر رقبته عن رأسه قبل أن تسلم الجثة
إلى شيوخ بلدة "العوجة" مسقط رأسه لدفنه ( بحسب وصف التوني )، وهو ما
يتفق والحالة الليبية في انه ينافي الأعراف الدولية ومبادئ القانون
والأديان السماوية. يصف التوني
تفاصيل دقيقة عن لحظات الرئيس العراقي صدام حسين، في حواره مع إيلاف
كالتالي: انتهز "مقتدى الصدر" الفرصة للتشفي، وحضر لحظة الإعدام، وتعمد
رجاله إطالة الحبل الملفوف حول عنقه حتى يسقط على الأرض حيًا، ثم تولوا
تعذيبه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، ثم وضعوا الحبل حول عنقه لإعطاء الانطباع
أنه أُعدم شنقا، وفصل رجال الصدر رقبته عن رأسه قبل أن تسلم الجثة إلى
شيوخ بلدة "العوجة" مسقط رأسه لدفنه (بحسب وصف التوني)، وهو ما يتفق
والحالة الليبية في انه ينافي الأعراف الدولية ومبادئ القانون والأديان
السماوية.
أقرأ الجزء الأول :
الشعوب ترد على الظلم والإذلال بإهانة زعمائها المخلوعين (1)
عبدالخالق عبدالله : خطوة حضارية تحتسب للعراق
يرى الأكاديمي والباحث الإماراتي عبدالخالق عبدالله ان صدام حسين لم
يقتل سحلا بل حوكم في محكمة علنية وأعطيت له فرصة نادرة للدفاع عن
نفسه. ويرى عبدالخالق ان تلك كانت خطوة حضارية وتحتسب للعراق. لكن طريقة
اعدامه لم تكن بالقدر نفسه من التحضر بل تمت على عجل وكانت مشبعة بروح
انتقامية.
ويتابع : أما نهاية معمر القذافي المأسوية فجاءت ملتبسة وجسدت اللحظات
الصعبة والمرتبكة للثورة الليبية في ساعاتها الأخيرة حيث كانت النفوس
معبئة ومنهكة والرؤية غير واضحة. القذافي الذي تعامل مع شعبه كجرذان ربما
يستحق نهاية أسوأ من هذه النهاية البائسة. لقد ارتكبت اخطاء عديدة في
النهايات لكن الأمر كله أصبح الآن بيد لجنة التحقيق لمعرفة تفاصيل كل ذلك
وربما معاقبة من ارتكب مثل هذه الأخطاء. في كل الأحوال لا أسف ولا رحمة
على نهاية طاغية ومستبد ظلم وحقّر شعبه طويلا.
عبدالله المدني: الرعاع والأوباش
ويقول الأكاديمي والكاتب البحريني عبدالله المدني في حديثه ل"إيلاف "
إن الثائر الذي يثور من أجل العدالة والمساواة ودولة القانون والحريات
والمواطنة يجب ألا يرتكب ما ارتكبه رموز النظام البائد من تجاوزات، وإلا
ما الفرق بينه وبين من ثار ضدهم.
ويتابع : في تاريخنا العربي المعاصر ارتكبت حوادث يندى لها الجبين من
قتل وسحل وتعليق للجثث أو تقطيعها إربا، فبعيدا عن صدام والقذافي ارتكب من
سموا أنفسهم ثوارا في العراق في عام 1958 أكبر الجرائم بحق الأسرة
الهاشمية المالكة حينما اغتالوا الملك فيصل وكافة أسرته وخدمه، وسحلوا
عبدالإله ونوري باشا السعيد في الشوارع. ثم أعادوا الكرة في 1963 بقتل
الزعيم عبدالكريم قاسم بوحشية وهو صائم في شهر رمضان.
ويعتبر المدني ان من ارتكب هذه الجرائم لا يستحق صفة الثوار وإنما الرعاع والأوباش.
ضاري الشريدة : أراد الله للطغاة تلك النهايات
أما الكاتب والصحافي الكويتي ضاري الشريدة، فيعتبر ان مثل تلك الظواهر
تتطلب منا الأخذ في الاعتبار نفسية كل من قتل زعيما، فهؤلاء الزعماء
أشاعوا القتل في البلاد، وقد ولّد بطشهم بالشعوب ردود أفعال انتقامية قد
لا يلام عليها هذا الشعب أو ذاك.
ويضيف: مهما كانت الدوافع والمحركات، فقد أراد الله للطغاة مثل تلك
النهايات ليكونوا عبرة لمن يعقبهم، والأفضل من كل ذلك في الوقت الراهن
تجاهل مثل هذه الأمور وتشجيع تلك الشعوب لطي صفحة الماضي والإنطلاق نحو
مستقبل زاهر من دون بطش أو ظلم أو تبديد للثروات وانتهاك المحرمات.
حازم العظمة: صدام حسين..المحاكمة المهزلة
ويرى الشاعر والكاتب السوري حازم العظمة انه مع ان الغضب الذي تراكم في
سنين طويلة قد يجعلنا نفهم هذا السلوك، إلا أن " فورة الدم" هذه غالباً
ما تخفي وتموّه رغبة لطرفٍ من الأطراف أو لعدة أطراف في إعدام ما قد تكشفه
المحاكمات أو ما هو فاضح من الأسرار التي قد ييوح بها المجرمون في فعل
انتقامي من الجميع.. و يشير العظمة الى المحاكمات التي قد تكشف التواطؤ
والشراكات الخفية التي كان يحتفظ بها الجلاد وأسياده معاً في أدراجهم
السرية..
ويتابع : حدث هذا في كل مكان تقريباً.. إلا أن " الوحشية" التي قتل بها
القذافي مثلاً والتي يجري استخدامها للتدليل على "تخلف" و"همجية " العرب
عموماً، تماماً كما استخدمت سيرته حياً، مردودة على أصحابها حين نفكر بـ "
المدنية " التي كانت للأميركيين وهم يصطادون المدنيين من الهليكوبتر في
العراق.. كمثال.. أو بالمحاكمة- المهزلة التي أخرجوها لصدام حسين ( الذي،
وليس بالصدفة، كان أيضاً ربيبهم )، المدنية آخر ما يمكن أن يدعيه أسياد
القذافي الفعليون.. منذ أشهر قليلة القذافي هذا كان ضيف شرفٍ على موائدهم.
حميد الكفائي: ماذا لو قبض العراقيون على صدام حسين؟
ويعتبر الكاتب العراقي حميد الكفائي أن القذافي قضى بطريقة مهينة لا
تليق بأي كائن حي، لكن الجميع، بمن فيهم من قتلوه، كان يتمنى أن يراه في
قفص الاتهام يجيب عن الأسئلة الكثيرة التي تبحث عن أجوبة، من قتْلِه
وسجْنِه وتشريدِه آلاف الليبيين إلى خطف وقتل المعارضين لنظامه في الداخل
والخارج، إلى تبديده ثروة الشعب الليبي على قضايا وحروب لا ناقة لليبيين
فيها ولا جمل، تماماً كما فعل صدام حسين بالشعب العراقي وثروته لخمسة
وثلاثين عاماً.
ويتابع الكفائي حديثه ل"إيلاف" : لا بد من أن الليبيين قبل غيرهم ليسوا
راضين كلياً على النهاية الدموية المريعة للقذافي، وكانوا يتمنون له
نهاية أخرى كتلك التي تلقاها زميله صدام حسين، رغم أنهم، ومعهم كل أحرار
العالم، فرحون بنهايته على رغم بشاعتها.
ويضيف: من الصعب جداً أن يُتوقع من شعب غاضب جريح يئن من القمع
والتعذيب والتهمـيـش والإهـانة لسـنـين طويلـة، أن يـسـيطر عـلـى عـواطـفه
ويتعامل بلطف وإنسانية مع رجل لـم يعـرف الإنـسانية يوماً في حياته.
نهاية القذافي كانت بشعة ومأسوية دون شك، لكنها كانت متوقعة من شعب عانى
أبشع صنوف القهر خلال أربعة عقود.