خبراء: الظواهري يكتفي بالبيانات ويحاول الحفاظ على حياته [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تاريخ النشر : 2011-11-07
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] غزة - دنيا الوطن
يقول خبراء إن أيمن الظواهري يكتفي منذ أن خلف أسامة بن لادن على رأس تنظيم
القاعدة قبل أربعة أشهر بإصدار البيانات الجهادية عبر مواقع إلكترونية
ساعيا في الوقت نفسه إلى الحفاظ على حياته لإدراكه بأنه مستهدف. وقد تم
اختيار الظواهري (59 عاما) زعيما لـ«القاعدة» منتصف يونيو (حزيران)
الماضي، بعد ستة أسابيع من مقتل بن لادن في غارة أميركية على المنزل الذي
كان يقيم فيه في باكستان.
وأعلنت تنظيمات سلفية جهادية مثل «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» مبايعته في حين اكتفت تشكيلات أخرى بالإشادة بقرار اختياره.
ويقول جان فيليب فيليو الأستاذ بمعهد العلوم السياسية في باريس، مؤلف كتاب
«القصة الحقيقية لـ(القاعدة)»، إن حصيلة «الأشهر الأربعة من توليه زعامة
التنظيم محض دفاعية». ويضيف «إنه يدير رأس مال جهادي يتراجع بشدة، ويحاول
بشراسة تأكيد قدراته».
ويتابع «لكنه لا يحقق تقدما في أي مجال. وإذا كان من المؤكد أنه سجل بعض
النقاط في اليمن مثل السيطرة على مدينة زنجبار، فإن ذلك مرده حالة الفوضى
التي يعيشها هذا البلد. وحتى في هذه الحال، فإن (قاعدة الجهاد في جزيرة
العرب) لا تنسب له الفضل في هذا النصر».
ومع حركات الاحتجاج في العالم العربي، يشيد الظواهري الذي اختبر العمل
المسلح في مصر، بسقوط الأنظمة. فقد دعا في 12 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي
الليبيين إلى تأسيس دولة إسلامية وحض الجزائريين على الانتفاض والتمرد،
كما حيا في يوليو (تموز) «المجاهدين» في سوريا.
ويرى فيليو أن «وسائل الإعلام الغربية لا تعير اهتماما لبيانات الظواهري، فهي غير ذات أهمية مقارنة مع تهديدات بن لادن».
من جهته، يقول دومينيك توماس خبير التطرف الإسلامي بالمعهد العالي لدراسة
العلوم الاجتماعية في باريس، إن الظواهري «يبعث برسائل إلى الحلفاء محاولا
البقاء فوق هذه المعمعة. فهو حاضر عبر تصريحاته فيما يخص الانتفاضات
العربية محاولا إقناعها بتأسيس دول إسلامية وعدم ترك الغرب يسرق ثوراتها».
وعلى الصعيد العملاني، ليس هناك ما يدعو للاعتقاد بأن الظواهري، الذي رصدت
لرأسه مكافأة قيمتها 25 مليون دولار والمهدد بصواريخ تطلقها طائرات
أميركية من دون طيار، قادر على القيام بعمليات واسعة النطاق أو تنسيقها..
إذ إن همه الأول هو البقاء على قيد الحياة.
ويضيف توماس أن «الضغوط الأميركية هائلة، لقد شاهد كيف تمت تصفية الإمام
أنور العولقي في اليمن في 30 سبتمبر (أيلول) الماضي، فهو لم يأخذ التهديدات
على محمل الجد فقتل فور خروجه من معقل قبيلته».
ويشير إلى «الضربات التي توجهها طائرات من دون طيار بشكل شبه يومي في باكستان وأفغانستان مما يشكل ضغوطا كبيرة على الظواهري».
ولا يبدو أن الولايات المتحدة تميل إلى التقليل من استعداداتها لتعقب الظواهري الذي سيشكل مقتله ضربة موجعة لـ«القاعدة».
ويضيف توماس أنه «بقدر ما كانت الرؤية واضحة في مسألة خلافة بن لادن، بقدر
ما هي معدومة في حال مقتل الظواهري. سيكون هناك ثقب أسود بالنسبة لتنظيم
القاعدة». ويقول إن «الجيل الذي ولد في أفغانستان إبان الثمانينات
والتسعينات انتهى ولم يبق منه إلا واحد أو اثنان فقط، وقلة تعرفهما ولن
يستطيعا فرض نفسيهما كما فعل الظواهري. إنه لأمر حيوي بالنسبة لـ(القاعدة)
أن يظل قيد الحياة أطول فترة ممكنة».
وستبذل واشنطن كل ما في وسعها لقتله. وقد صرح دوغلاس لوت كبير مستشاري
الرئيس الأميركي باراك أوباما للشؤون الأفغانية والباكستانية، أمام معهد
أسبن الصيف الماضي، بأن «(القاعدة) أصبحت في المجهول».
وقال «لم يسبق لها أن واجهت مسألة خلافة، إنها مرحلة مضطربة بالنسبة لها. يجب أن نغتنم الفرصة أكثر والسعي إلى القضاء عليها».