موسكو في مواجهة الدرع الصاروخية في أوروبا
موسكو في مواجهة الدرع الصاروخية في أوروبا
هل يمكن أن تُستأنف مفاوضات بناءة وذات شأن بين موسكو وواشنطن حول معضلة الدرع الصاروخية؟ لماذا يرفض الحلف الأطلسي إعطاء ضمانات بأن الدفاعات الصاروخية الأوروبية ليست موجهة ضد روسيا؟ هل هذه القضية قابلة للحل أصلا؟ كيف سيكون تصرف موسكو السياسي والعسكري ردا على نشر عناصر ِ الدرع الصاروخية الأمريكية في أوروبا وفي تركيا؟
معلومات حول الموضوع:
لا تزال شبكة المضادات الصاروخية التي تعمل الولايات المتحدة على نشرها في عدد من الدول الأوروبية وتركيا تمثلا اعقد مشكلة في العلاقات بين موسكو وواشنطن. فهذا المشروع يثير قلقا متزايدا لدى موسكو طالما ان الدرع الصاروخية الأوروبية يمكن ان تشكل في المستقبل خطرا على الصواريخ البالستية الروسية. وقد استنكرت روسيا، على سبيل المثال، قرار واشنطن ومدريد الأخير بنشر قاعدة صاروخية اميركية اخرى في ميناء روتا الإسباني تضم اربع سفن مزودة بنظام "إيجيس" للتحكم بالصواريخ الاعتراضية "اس ايم ثلاثة".
ويعتقد بعض الخبراء العسكريين ان هذا الإجراء يهدف ليس الى حماية اوروبا من الصواريخ الإيرانية الإفتراضية ، بل هو موجه ضد الغواصات الروسية من الجيل الجديد، طراز "بوريَ" المسلحة بصواريخ "بولافا" البالستية. وتثير اشد السخط لدى الجانب الروسي سياسة الأمر الواقع التي تنتهجها الولايات المتحدة حينما تتخذ القرارات بشأن نشر شبكة الدفاع المضاد للصواريخ في اوروبا من دون ان تأخذ رأي الأطراف المعنية. وتعتقد روسيا ان هذه الأفعال يمكن ان تترك أثرار سلبيا على الأمن والإستقرار في رحاب اوروبا والمحيط الهادي.
كما تبقى معلقة من دون حل مسألة تعهدات قانونية بشأن عدم توجيه شبكات الدفاع الصاروخية في اوروبا ضد روسيا. فالحوار الروسي الأميركي الذي دخل طريقا مسدودا بهذا الخصوص يغدو محكا لإستعداد الولايات المتحدة وحلف الناتو للتعاون الفعلي مع روسيا على اساس التكافؤ من عدمه. وأيضا ترك تعثر التفاهم بشأن الدرع الصاروخية أثرا سلبيا على إعادة البناء التي بدأها الرئيسان الأميركي والروسي في العلاقات بين البلدين. الا انه لا زال يلوح أمل في استئناف الحوار بين روسيا واميركا حول مبادئ التكامل بين شبكتي الدفاعات الصاروخية لحلف الناتو وروسيا من اجل التصدي لضربات بلدان ثالثة.
print