قوات حفظ السلام الدولية (التابعه لمنظمة الأمم المتحده) .. تشكيلاتها .. ومهامها
أنشئت
قوات حفظ السلام الدولية بعدا نهاية الحرب العالمية الثانية بعدة سنوات،
وبالتحديد بعد العدوان الثلاثي على جمهورية مصر العربية في عام 1956م
بواسطة إنجلترا وفرنسا وإسرائيل، وعقب تأميم مصر لقناة السويس. وذلك للفصل
بين القوات المصرية والإسرائيلية المحتلة في سيناء. وهي غير منصوص عليها في
ميثاق الأمم المتحدة. لكن اقتضت الظروف تكوينها لتؤدي مهاما مختلفة لحفظ
السلام العالمي. وهي تتبع هيئة الأمم المتحدة، ولا تستخدم إلا بقرار من هذه
الهيئة أو مجلس الأمن. وهذه القوات ليست قوات ثابتة وتتكون من وحدات
وتشكيلات قائمة بصفة مستمرة، لكنها تجمع عند الحاجة، من عدة دول عند صدور
قرار باستخدامها. ولا تتكون قوات حفظ السلام من وحدات عسكرية لدول معينة،
لكن تشكل من دول مختلفة توافق على الاشتراك فيها.
ويراعى أن تكون الدول المشتركة في هذه القوات بعيدة عن أطراف النزاع حتى لا
يكون هناك احتمال أن تميل إلى أحد الجانبين المتنازعين.. ويعين قائد لهذه
القوات من إحدى الدول المشاركة فيها. ويرتدي افراد هذه القوات زياً موحداً،
وغطاء للرأس أزرق اللون، مع شارة الأمم المتحدة لتمييزهم، ولذلك يسمونهم
رجال القبعات الزرقاء. وتصبغ السيارات التي يستخدمونها باللون الأبيض، مع
وضع شارة الأمم المتحدة عليها.
وتشكيل قوات حفظ السلام الدولية يحتاج إلى ميزانية كبيرة لإعاشتها ونفقاتها
ورواتبها. ويتم تدبير هذه الميزانية بواسطة هيئة الأمم المتحدة التي تسهم
الدول الأعضاء في نفقاتها. ورغم اختلاف جنسيات وتنظيم وتسليح الوحدات التي
تشكل منها قوات حفظ السلام الدولية، فإنها تعمل بتعاون وثيق وتنظيم واحد،
وتحت قيادة موحدة.. لتحقيق المهام التي تكلف بها.
مهام حفظ السلام
تشمل المهام التي تكلف بها هذه القوات:
الفصل بين القوات المتحاربة بعد وقف إطلاق النار.
مراقبة وقف إطلاق النار من الجانبين.
مراقبة أوضاع القوات وعدم قيام أحد الجانبين بتحسين أوضاع قواته على حساب الجانب الآخر.
تحديد الجانب الذي ينتهك وقف إطلاق النار.. أو يقوم بأي نشاط عسكري.
تقديم تقارير باستمرار عن الموقف العسكري بالمنطقة التي تعمل بها إلى سكرتير عام الأمم المتحدة.
ولقد بدأت عمليات حفظ السلام تأخذ أشكالاً كثيرة، وهي عبارة عن آلية تستخدم
طبقاً لاحتياجات الموقف. فهي يمكن أن تستخدم لإنشاء مناطق عازلة، أو
لتسهيل التفاهم بين الدول، أو لمنع دولة من الهجوم على دولة أخرى، أو
لمراقبة تخفيض التسليح، أو للقيام بأعمال إنسانية. وبقاء هذه القوات لأداء
مهامها المذكورة.. يتوقف على موافقة الجانبين المتنازعين، وموافقة هيئة
الأمم المتحدة أو مجلس الأمن، حيث يتم تمديد فترة عمل هذه القوات بموافقة
هذه الأطراف كلها.
وقد تضخمت عمليات حفظ السلام منذ عام 1993م إلى أكبر من 17 عملية في مختلف
أنحاء العالم.. وتستوعب ميزانية ضخمة، إذ قفزت الأموال المخصصة لها من 3.1
مليار دولار إلى 3.3 مليار دولار. ويشارك فيها 70 ألفاً من الجنود الذين
تستخدمهم الأمم المتحدة من حكومات الدول الأعضاء.
ومن ابرز المهام التي تقوم بها قوات حفظ السلام الدولية الآن:
الفصل بين القوات العربية والإسرائيلية.. سواء في الجولان السورية أم جنوب لبنان أم سيناء المصرية. وفي جنوب السودان وفي أفغانستان.
إن قوات حفظ السلام الدولية قد تحولت إلى رمز جيد للذراع القوية للأمم
المتحدة.. إلا أن الجدل مازال قائماً حول شكل هذه العمليات في المستقبل
وإدارتها. فالولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها أكبر قوة عسكرية في
العالم اليوم، تعارض إنشاء قوة دولية مستقلة، وهو الاقتراح الذي تقدمت به
بعض الدول بتشكيل فرقة من المتطوعين ، إن الدور الذي تقوم به قوات حفظ
السلام الدولية هو دور مهم وحيوي للمحافظة على السلام الدولي في كثير من
مناطق التوتر في العالم ويجب على المجتمع الدولي أن يساند هذه القوات ويعمل
على دعمها بالأموال والأفراد حتى يحل السلام مكان الحرب والدمار.
لقد أكدت تقارير الأمم المتحدة أهمية دور قوات حفظ السلام في تحقيق السلام
حيث أوضحت أن المنظمة قامت خلال عام 2003م بنشر حوالي 38 ألف جندي لحفظ
السلام شهرياً في مناطق الصراع حول العالم. وهذا الرقم يمثل 3 أضعاف المعدل
في عام1990م.
قوات حفظ السلام
هي قوات يتكون أفرادها من مدنيين وغير مدنيين (جنود، شرطة وضباط عسكريين)
يسعون إلى السلام ومساعدة البلدان الواقعة تحت نيران الصراعات والحروب،
تميّزوا بقبعاتهم الزرقاء، هذه القوات عالمية لا بلد لها، ينتمي أفرادها
إلى البلدان عديدة من العالم، قوات حفظ السلام هي واحدة عمليات الأمم
المتحدة، إلا أن مجلس الأمن التابع لهيئة الأمم المتحدة هو المسؤول عن
إصدار القرار بنشرها من عدمه، من مهام قوات حفظ السلام العمل على تنفيذ
اتفاقيات السلام، تعزيز الديمقراطية، نشر الأمن والاستقرار، تعزيز سيادة
القانون، العمل على دفع عجلة التنمية والعمل على تحقيق حقوق الإنسان. وقد
ظهرت الحاجة لقوات حفظ السلام في أيام عصر الحرب الباردة. نشر مجلس الأمن
العديد من قوات حفظ السلام في مختلف أنحاء العالم، في الصومال، ولبنان،
جمهورية الكونغو الديموقراطية، ليبيريا، سيراليون، كوسوفو، هاييتي، تيمور
وغيرها من دول العالم.
وقد فشلت قوات حفظ السلام في تحقيق أهدافها في كل من البوسنة والهرسك
ورواندا وهوما استدعى الأمين العام للأمم المتحدة السابق كوفي عنان في عام
1999م لإجراء تقييم شامل للتجربتين وإجراء إصلاحات لقوات حفظ السلام. لا
تلجأ قوات حفظ السلام إلى القوة وفقاً للمفهوم التقليدي للأمم المتحدة،
أفراد قوات حفظ السلام لا يحملون أسلحة أو قد يحملون أسلحة خفيفة ولا
يمكنهم استخدام القوة إلا دفاعاً عن النفس، لكن في السنوات الأخيرة دفعت
الحاجة الأمم المتحدة إلى تعزيز قواتها من الناحية الكمية والنوعية.
هذه القوات تنظم وتدير منظمات حفظ السلام في المناطق المتنازعة وتحول بين
أي نزاعات بينها. تساعد هذه المنظمة أيضاً في كثير من النشاطات في البلدان
النامية مثل قياس طول المباني، المساعدات المدنية، الدعم للخدمات الكهربية،
تعزيز القوة القضائية بالنسبة إلى قوات حفظ السلام فهي تفضل خوذات الوقاية
الزرقاء (نسبة إلى علم الأمم المتحدة) وهي شاملة لجميع القوات فيها.
ميثاق الأمم المتحدة يعطي مجلس الأمن الصلاحية والطاقة المطلقة لاستجماع أي
قوة للمحافظة على السلام والأمن. لهذا السبب، يرى المجتمع الدولي مجلس
الأمن كقوة فعالة في حفظ السلام في المناطق المتوترة. بالنسبة إلى الأمم
المتحدة فهي ليست المنظمة الوحيدة التي تعنى بحفظ السلام.