إسرائيل لا تعارض الجهود الأردنية ولا تعرقلها بل على العكس من ذلك قدمت
للأردن مساعدات ذرية ونصائح بشأن إقامة مفاعل للأغراض السلمية.
ووفقاً للصحيفة العبرية فإن هذه التصريحات جاءت ردا على ما قاله العاهل
الأردنى قبل نحو عشرة أيام فى مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية، حيث صرح
بأنه عندما بدأت الأردن خطواتها الأولى لتطوير مفاعل للأغراض السلمية توجه
لعدد من الدول لتلقى المساعدات، لكن سرعان ما تبين للأردن أن إسرائيل مارست
ضغوطا على هذه الدول بعدم التعاون مع الأردن فى هذا المشروع.
وأضافت هاآرتس أن اللجنة الإسرائيلية لشئون الطاقة ردت على تصريحات العاهل
الأردنى بالقول "إن إسرائيل ساعدت الأردن حتى فى تحديد الموقع الأفضل
لإقامة المفاعل الذرى الأردنى للأغراض السلمية، لتوليد الطاقة الكهربائية".
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن تصريحات العاهل الأردنى جاءت قبل افتتاح
المؤتمر السنوى لوكالة الطاقة الذرية، والتى أثارت الغضب فى أوساط جهات غير
قليلة تعمل فى إسرائيل بهذا المجال.
ونقلت الصحيفة العبرية عن نائب وكالة الطاقة الذرية الإسرائيلية دافيد
دانيال قوله "إن عددا غير قليل من الدول الغربية طلبت مع افتتاح المؤتمر من
إسرائيل توضيحات حول مسألة التصريحات الأردنية وسبب معارضة إسرائيل
للمشروع الأردنى، علما بأن الأمريكيين والفرنسيين كانوا على علم بحقيقة
الموقف الإسرائيلى".
وتقرر على ضوء هذه التوجهات أن يضمن شاؤول حوريف، رئيس اللجنة الإسرائيلية
للطاقة الذرية، خلال خطابه الرسمى أمام المؤتمر فقرة لا تنفى فقط ما قاله
العاهل الأردنى، بل توضح وتذكر حقيقة المساعدات الإسرائيلية للمشروع
الأردنى فى السنوات الأخيرة.
وقال حوريف فى كلمته أمام المؤتمر، ردا على تصريحات الملك عبد الله الثانى:
"إننى أؤكد أن إسرائيل تؤيد استخدام جاراتها الطاقة الذرية للأغراض
السلمية لتوفير احتياجاتها من الماء والكهرباء، فإسرائيل تعتقد بوجوب
استخدام الطاقة الذرية لهذه الأغراض فى الشرق الأوسط"، طالما احترمت هذه
الدول كامل التزاماتها الدولية، وبالنسبة للحالة الأردنية فقد ساعدت
إسرائيل الأردن فى إجراء دراسة جيولوجية لتحديد الموقع الأفضل لإقامة هذا
المفاعل بناء على طلب من الأردن".
ونقلت هاآرتس عن نائبه دانييل دافيد: "إن الأردن توجه بطلب رسمى لإسرائيل
عام 2010 وأطلع إسرائيل على نية الأردن إقامة مفاعل ذرى، قرب العقبة،
لإنتاج الطاقة الكهربائية ولتحليه مياه البحر، وطلب الأردن من إسرائيل
مساعدات بشأن معلومات حول طبيعة الموقع الجيولوجية".
وأضاف المسئول الإسرائيلى: "أن الأردن وبالاعتماد على المعلومات
الإسرائيلية والمسح الجيولوجى الإسرائيلى لمنطقة إيلات والعقبة، قرر نقل
موقع المفاعل إلى شمالى عمان".
وقالت الصحيفة العبرية إن إسرائيل نجحت خلال المؤتمر السنوى لوكالة الطاقة
الذرية الأسبوع الماضى، فى إحباط اقتراح روسى بعقد مؤتمر دولى لجعل منطقة
الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.