حولت القيادة الاسرائيلية إحياءها حرب اكتوبر الى منابر تهديد بحرب مقبلة
ضد ايران وحلفائها في المنطقة. وفي حين كان رئيس الحكومة، بنيامين
نتانياهو، يلقي خطابه في الجمعية العامة في الامم المتحدة، كان وزير
دفاعه، ايهود باراك، يتوعد خلال كلمته في مراسيم احياء القتلى الاسرائيليين
في حرب اكتوبر بخوض بلاده الحرب للحفاظ على امنها قائلا "ان اسرائيل
ستحارب في كل معركة إذا اقتضت الضرورة ، حتى لو كان الثمن مؤلما"، فيما
أثنى وزير الجبهة الداخلية آفي ديختر، على حديث نتانياهو واعتبر احتمال
القيام بعملية حربية استباقية، أو عملية سلمية استباقية، هو احدى استخلاصات
العبر. وقال ديختر:" ايران لا تخفي هدفها بالقضاء على اسرائيل والتغيّرات
التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الاخيرة تلزمنا بأن نكون مستعدين
لمواجهة اي سوء".
وكانت اسرائيل قد احيت ذكرى قتلى حرب اكتوبر في ظل تهديدات متواصلة
للقيادة الاسرائيلية اثارت اجواء خوف بين الجمهور الاسرائيلي، الذي توقع
اكثر من خمسين في المئة منه وقوع حرب مع ايران قريبا. وكان باراك قد صعد
تهديداته خلال كلمته التي القاها امام عائلات قتلى الحرب وقال:" يجب الحفاظ
على اليقظة المطلقة، وعدم الوقوع في أسر الأوهام والأمنيات. وعند
الامتحان فإن إسرائيل تستطيع فقط الاعتماد على نفسها، وأن هذا الأمر صحيح
وواضح حتى بعد 39 عاما".
وكانت كلمة نتانياهو في الجمعية العامة وحديثه عن الخطوط الحمر للملف
النووي الايراني قد اثارت نقاشاً اسرائيلياً لانعكاساتها على العلاقة مع
الولايات المتحدة الاميركية. وسعى المقربون من نتانياهو الى اثارة اجواء
تفاهم مع واشنطن حول الملف الايراني وقال الوزير غلعاد اردن ان مستوى
التنسيق الامني بين اسرائيل والولايات المتحدة شبه كامل معتبرا تصريحات
الرئيس الاميركي باراك اوباما من على منبر الامم المتحدة بخصوص ايران في
غاية من الاهمية، فيما دعا زعيم المعارضة، شاؤول موفاز، الى التوصل الى
تفاهمات بشأن خطوط حمراء بالتنسيق مع الولايات المتحدة عبر قنوات هادئة.
ورأى موفاز ان وضع خط احمر بصورة احادية الجانب يقيّد مجال المناورة
الاسرائيلي ويصوّر التهديد الايراني على انه مشكلة يهودية وليست عالمية.
من جهتها قالت رئيسة حزب العمل شيلي يحيموفيتش، إن إسرائيل موحدة في
معارضتها لحصول ايران على قدرات نووية إلا أنه لا يتم رسم خطوط حمراء من
خلال عرض رسومات وانما عبر اجراء محادثات مغلقة والتعاون مع الولايات
المتحدة باعتبارها أهم حليف لاسرائيل. ودعت يحيموفيتش رئيس الحكومة الى بذل
قصارى جهوده لترميم العلاقات مع واشنطن.
وجاء هذا النقاش بعد ان اعتبر نتانياهو الموعد الاخير الممكن منع حصول
إيران على القنبلة الذرية هو الربيع المقبل، أو في أقصى تقدير الصيف
المقبل. وقال نتانياهو ان السبيل الوحيد لمنع ايران بالطرق السلمية من
الحصول على قنبلة ذرية يتمثل برسم خط أحمر واضح لمشروعها النووي وذلك قبل
حصولها على كمية من اليورانيوم المخصب تكفي لانتاج القنبلة .
وأكد نتانياهو أن الخطوط الحمراء لا تؤدي الى نشوب حرب وانما تمنعها . واضاف انه اذا تم رسم خط احمر واضح لايران فإنها ستتراجع .