ابومعاذ الكويتي(عادل الغانم)وترى الرجل النحيل فتزدريه وفي اثوابه اسد زؤور
رجل من رجالات هذه
الأمه والتي قلما تجود بمثله نساء هذا الزمان من مواليد الكويت تربى وعاش
على روح المغامره وحب التحدي فكانت له صولات وجولات قبل ان ييسر الله له
طريق الهدايه وكان ممن يشار له بالبنان في الكويت حيث انه كان من اشهر
العدائين واحرز للكويت كذا بطوله هداه الله عز وجل ونفسه تتوق للعزه
والكرامة حتى وجد ضالته في الجهاد في سبيل الله فعقد العزم على السفر الى
بلاد الأفغان لنصرة المسلمين هناك ونيل شرف الجهاد والإستشهاد وفعلا وصل
هنالك وكان مميزا من بين اخوانه المجاهدين حتى اصبح قائدا من قادة
المجاهدين ، مكث رحمه الله فترة طويله في افغانستان بالسنين وكانت له
صولات وجولات ومن قصصه البطوليه كان في منطقة يقوم بحراستها مع الافغان
فسمع ان قائدا روسيا موجود في الجبهة التي تواجهه من اعداء الله فعزم ان
يأتي به اسيرا وفعلا رسم الخطه ونزل باتجاه العدو حتى وصل اليهم دون ان
يشعروا به ولكن لم يرد الله ان يؤسر ذلك القائد الروسي وانكشف امر ابي
معاذ والاخ الذي معه فتراجعوا تحت وابل النيران حتى احتموا في بيت طين
مهجور وبدأالشيوعيين بالبحث عنهم وطال الانتظار فأراد ابي معاذ ان يرى
الأحوال بالخارج واخرج طرف عينه من النافذه فإذا وجهه بوجه الشيوعي فقتله
فانفضح امرهم وبدأوا يقصفونهم من كل حدب وصوب حتى قتل الأخ المجاهد الذي
مع ابي معاذ وتم تبادل اطلاق النار وزحف ابي معاذ وخرج من البيت ونجاه
الله وعاد الى المجاهدين وكان رحمه الله يدرب المجاهدين الجدد بإنزالهم
مباشرة معه في الترصد ومباغتة الشيوعيين بكر وفر وما زالت قصص شجاعته
ومغامراته يعرفها من كان هناك ، بعد سنوات حافلة بالبطولات والتضحيات
اعتدى العراق على دولة الكويت فسمع بذلك رحمه الله فرجع مباشرة الى الكويت
للدفاع عن بلده وكانت له القصص المشهوره حتى رجعت الكويت لأهلها فمرض رحمه
الله فعكف على كتب اهل العلم يحصن نفسه من الجهل وليزداد معرفة بمسائل
الجهاد وكان وقتها احداث البوسنه والهرسك قد غطت على احداث العالم ومجازر
الصرب المروعه لم تفارق مخيلة كل مسلم واغتصاب الكلاب للمسلمات لم يجعل
للقعود والتنعم مجالا فذهب رحمه الله الى مكه ليأخذ عمره وأخذ غفوة بعد
العمره فرأى اطفال البوسنه ورجالهم ينادونه بإسمه فاستيقظ وبدأيفكر تفكير
جدي بالذهاب هناك فأعد العده وانطلق هنالك في عام 93 وشارك
اخوانه بعض العمليات ثم رجع للكويت لينقل الصوره ويجمع التبرعات وفعلا رجع
للكويت وكان شعلة متقده رحمه الله وجمع مايستطيع وفي ذات يوم قال له احد
الكويتيين اتعرف فلان قال نعم اعرف اسمه وكان من كبار تجار الكويت فقال له
اذا وصلت اليه فسيكفيك عن طلب التبرعات فقال كيف اصل اليه قال حاول ولكنه
هو هو من سيكفيك في امر التبرعات ، وفعلا ذهب وحاول وحاول حتى وصل اليه
وقال ممكن اتكلم معك لحظه ارجوك فقال التاجر له هيا بسرعه فأخبره عن احوال
المسلمين هناك وما شاهده من اهوال ومصائب من قتل الشيوخ والأطفال واغتصاب
النساء والقتل
والتشريدو...و...و.. فكانت
المفاجأه برد التاجر عليه ان بصق بوجهه بكل احتقار وقال لست متفرغا لك
ولبوسنوييك فرد عليه بلطف وقال ابومعاذ هذه البصقة التي في وجهي لي انا
ولكن ماذا ستعطي اخواننا هناك؟ فأثرت هذه الكلمه في نفس التاجر وقال له
سامحني واطلب ما تريد رجع رحمه الله الى البوسنه في عام 94 في
نهاية الحصار الكرواتي على البوسنه والتحق بكتيبة المجاهدين وكان مدربا
بها حت اتت معركة فيسيكو قلافا فاحتاجوا له رحمه الله وكان اميرا على
مجموعه وانتقل
المجاهدون
الى جبهة زافيدوفيتش وكان عدد المجاهدين قد كثر لان الحصار الكرواتي قد
زال فكان رحمه الله اميرا على قمة من القمم الثلاث هناك وكان رحمه الله
اذا خرج بمجموعته للحراسه يقف بعد كل مسافة قصيره يتفقد المجاهدين ويريح
المتعبين ويبث في نفوسهم روح الاحتساب وهكذا نزل الثلج بغزارة خلال تلك
الأيام وانحاز المجاهدون الى مدرسة في المدينه ليرتاحوا من مشقة الثلج
وصادفت هدنة مع الصرب خلال هذه الفتره امره المجاهدون على امارة العرب في
الكتيبه لما يتمتع به من اخلاق فاضله وابتسامة بشوشه يتميز بها عن غيره
دون تكلف او تصنع وكان شجاعا مقداما حليما متواضعا ويؤل الرؤى فكان رحمه
الله كالأم للمجاهدين يواسي هذا ويعود هذا وينصح هذا ويسهر على راحة هذا
حتى احبه البوسنويين قبل الأنصار المجاهدين وتملك حبه قلوب الشباب المجاهد
حتى اتت معركة الفتح المبين وتقسمت المجموعات ونادى المنادي ياخيل الله
اركبي وتدافع الأبطال وبدأت المعركه فكان يوجه المعركه وهو واقفا كالجبل
الأشم وسلاحه معلق على كتفه وهو يوجهه المجاهدين ويتابعهم بحرص والرصاصات
والقذائف تمر من بين يديه ومن فوقه وهو لاينثني يتابع المجاهدين ويوجههم
فسبحان من اعطاه الشجاعه والثبات انتهت المعركة بنصر لجند الرحمن وبعدها
بشهر كان هنالك معركة اخرى نزل ابومعاذ رحمه الله الى المدينه وكان عازما
على الزواج من بوسنويه واستصدر لها فيزة في الكويت وقرب زواجه ولكنه اجله
لحين انتهاء العملية الثانيه ثم رجع للجبهه يحرس ويتابع..... .
نزل ذات يوم هو وابي
العلاء اليمني رحمه الله واحد المجاهدين من الجبهة سيرا على الأقدام
وتوقفوا عند مقبرة الشهداء العرب والبوسنويين رحمهم الله واذا بقبرين
محفورين بهما ماء كثير فقال ابوالعلاء اليمني وهو من حفظة كتاب الله الذي
سيوضع في هذا القبر مسكين ستغمره المياه فقال ابومعاذ المهم نقتل ويتقبلنا
الله ولامشكلة بعد ذلك في الدفن وبعد المعركة دفن ابي العلا وابي معاذ في
ذانك القبرين الذين كانا يتحدثان عندهما .
اقترب موعد معركة
الكرامه واستعد المجاهدون لها ايما استعداد وبدأت المعركه وانتصر جندالله
وانقلب الصرب بغيظهم خاسرين مهزومين وبدأت عملية تثبيت الخط وانتصف النهار
وابي معاذ رحمه الله يتابع سير الخنادق وحفرها حتى صعد على قمة جبل فإذا
بصربي لئيم جبان قد اقتنص ابومعاذ رحمه الله بطلقات سقط على اثرها شهيدا
نحسبه كذلك ولانزكي على الله احدا وكانت الفاجعة بمقتله رحمه الله بأن
فقدت الأمه احد رجالاتها المخلصين وفقدت ارض الكويت احد ابنائها البرره
وفقد المجاهدون احد قادتهم النادرين المتمكنين فرحم الله ابامعاذ الكويتي
واسكنه فسيح جناته وكان في وصيته بأن ترك مايملكه في الكويت وهو محل لبيع
العسل لصديق له في الكويت ضعيف الماده فانظر كيف لم ينسى اخوانه وانظر
رحمك الله لوفائه فوداعا يا عادل.......