ابوزيد الهاجري القطري...
ابو زيد القطري شاب في
ريعان شبابه ووردة في مقتبل العمر من اهالي قطر ومن سكان مدينة الدوحه
التي انجبت ذلك الأسد ، والده يعمل بالجيش القطري برتبة رفيعه وعندما بلغ
عمر ابنه الرابعة عشر عاما بدأالأب بأخذ ابنه معه للجيش واستطاع الأب ان
يلحق الابن في الجيش فتعلم ما يستطيع ويناسب سنه حتى بلغ عمره سبعة عشر
عاما وكانت في تلك الفتره احداث البوسنه والهرسك قد غطت على كل الاخبار
واقضت مضاجع الأخيار ومن كان به خير هب وطار لنصرة اخوانه هناك بالنفس او
المال المدرار واخذ ابوزيد يتتبع الاخبار وكيف يستطيع نصرتهم والافكار
تراوده ان يكون ممن قدموا انفسهم لنصرة ورفع شأن دينهم على دمائهم
واشلائهم حتى وفقه الله بأربعة من شباب قطر الأخيار هم ابواحمد وابومصعب
وابو معاذ وكانوا ينوون الذهاب الى البوسنه ومناصرة اخوانهم هناك علهم ان
يلحقوا بركب ابوصالح القطري وابو معاذ القطري وابوخالد القطري رحمهم الله
جميعا ، وفعلا تحرك الابطال ومعهم ابوزيد رحمه الله وواجهوا المشاق
والمتاعب وتركوا الدنيا بزخارفها وزينتها وبهرجها خلف ظهورهم ويمموا
يطلبون الشهادة .
وصلوا الى البوسنه
والتحقوا بكتيبة المجاهدين بعد اشهر اضطر رفاق دربه ان ينزلوا الى اهلهم
في قطر ففكر وفكر وهم طلب الشهادة يراوده حتى اتخذ قراره القاطع بعدم
الرغبة في الرجوع الى قطر ، وفعلا ودع اصحابه وهو يحاول ان يثنيهم عن
قرارهم ولكن دون فائده و في شتاء عام 1994م
نزل المجاهدون من الخنادق الى الخطوط الخلفيه للراحة شهرا كاملا لان في
هذا الشهر تتعاظم الثلوج وتكون بالأمتار وهنا في الخط الخلفي للمسلمين
تجمع المجاهدون في مدرسه للبوسنيين وفي هذا المكان ظهرت صفات الشهادة على
اخينا ابي زيد القطري من تواضع وايثار لاخوانه حيث كان هو من يقوم بتوزيع
الأكل على المجاهدين ولا يأكل حتى يقوم آخر مجاهد من المائده ثم يأكل ما
يجد ، وكانت روحه مرحه ويحب ملاطفة الشباب والترويح عنهم وفي الليل فلا
تسل عن قيامه وخشوعه وتذلله بين يدي ربه وفي النهار صيام يوم وافطار يوم
بعدها تحرك المجاهدون باتجاه الجبهه للقيام بواجب الحراسه وبينما هو يحرس
ذات يوم والسماء صافيه والثلوج تملأ الأرض وفي آخر الليل كان امير الخط
يتجول على الخنادق فرأى ابي زيد مشخص البصر للسماء وينظر بإستغراب شديد
اليها فناداه الأمير يا ابا زيد…ابوزيد…ابوزيد فلم يرد عليه حتى اقترب منه
الامير وهزه ماذا بك قال لا شيئ قال والله لتخبرني قال والله لقد رأيت
السماء وكأنها انفتحت واذا بإمرأه من اجمل من رأيت في حياتي تشير لي بيدها
وتسلم علي ، كتم الأمير ذلك الأمر وواصلا الحراسه ، واقتربت معركة الفتح
المبين واستعد الأسود لخوض هذه المعركه الهامة والحاسمه والتي يقول عنها
الخبراء العسكريين ان المنطقه-الجبهه- لاتفتح
الا بالطيران الحربي وقد جرب الجيش البوسنوي فتح المنطقه من قبل وباءت كل
محاولاته بالفشل ، تقدم المجاهدون الى تلك المنطقة الحصينه وكل منهم لسان
حاله يقول::
سأحمل روحي على راحتي والقي بها في مهاوي الردى
وكل يتمنى الشهادة بصدق
من قلبه بعد ان يثخن في اعداء الله الصرب ويذيقهم العذاب في الدنيا قبل
الآخره وعندما بدأت المعركه وتعالت صيحات التكبير سقط اخونا ابوزيدالقطري
رحمه الله شهيدا مقبلا غير مدبر نحسبه كذلك ولا نزكي على الله احدا …
فرحم الله ذالك البطل الصغير في عمره الكبير في افعاله ذو السبعة عشر عاما …
فوداعا ابي زيد والى جنات الخلد ان شاء الله ….