طوارئ فى إسرائيل واجتماعات عاجلة بمقر قيادة الأركان ونشر 3 بطاريات من القبة الحديدية على الحدود الشمالية بعد الغارات على سوريا
تشهد إسرائيل حالة من الطوارئ عقب الغارات التى شنتها مقاتلاتها الحربية مؤخرا على عدة أهداف عسكرية على الحدود السورية اللبنانية، حيث وضعت تل أبيب منظومتها الأمنية والجيش فى حالة تأهب قصوى، وقررت نشر بطارية ثالثة من منظومة القبة الحديدية فى الشمال فى منطقة مرج ابن عامر خشية من التهديدات التى أطلقتها سوريا وإيران وحزب الله، عقب الغارة التى استهدفت مركزا للأبحاث العسكرية بالقرب من دمشق.
وكان قد نسب الهجوم لسلاح الجو الإسرائيلى حسب الصحف العالمية، فى الوقت الذى تزال فيه إسرائيل بفرض سرية تامة والالتزام بحالة الصمت حيال هذه الأنباء، فيما ذكرت وكالات أنباء دولية أول أمس الأربعاء، عن استهداف سلاح الجو الإسرائيلى لقافلة محملة بالسلاح على الحدود السورية اللبنانية، وقالت مصادر غربية إنها كانت محملة بصواريخ من نوع SA-17 الروسية، وكانت فى طريقها لحزب الله.
وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية اليوم الجمعة، إن المنظومة الأمنية والجيش الإسرائيلى وضعوا فى حالة تأهب على ضوء هذا التوتر، مشيرة إلى أن "الكابنيت" السياسى الأمنى بمختلف تركيباته عقد عدة مشاورات لتقدير الموقف، إلى جانب انعقاد مقر قيادة الأركان للجيش الإسرائيلى برئاسة بنيامين نتانياهو، ورؤساء الأجهزة الأمنية، حيث خرج الجميع بتقدير وضع شامل وسيناريوهات الرد المحتمل.
وأضافت معاريف، أن أحد السيناريوهات المحتملة رداً على الغارة الإسرائيلية، إطلاق سوريا وحزب الله صواريخ على إسرائيل، ونسب الهجوم إلى منظمات مسلحة غير معروفة تعمل لحسابهم، والسيناريو الآخر يتحدث عن عمليات ضد أهداف إسرائيلية فى الخارج تقوم بها عناصر إيرانية، حيث أعلنت حالة التأهب القصوى فى جميع السفارات والقنصليات الإسرائيلية فى العالم خوفا من وقوع اعتداءات عليها.
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أنه على الرغم من حالة التوتر الإقليمى وما تشهدها المنطقة الشمالية من تداعيات وحرك فى الجانب الإسرائيلى تحسبا لأية ردود فعل محتملة، إلا أنها لم تصدر تعليمات للإسرائيليين فى الشمال تنذر بتدهور الأوضاع على خلفية التهديدات التى أطلقتها سوريا وحلفائها فى المنطقة.
وكانت قد تحدثت عدة صحف أمريكية أمس الخميس، عن الدوافع وراء قيام إسرائيل بمهاجمة أهداف تقول إنها عسكرية فى سوريا فى هذا التوقيت، متجاهلة ردة الفعل السورية أو حلفائها بالمنطقة، وإمكانية انزلاقها إلى تصعيد كبير جداً.
وامتنع مسئولون إسرائيليون عن التعليق على الموضوع، فيما أعلن التلفزيون السورى تأكيده للغارة، مشيراً إلى أن القصف استهدف مركزا للبحوث العسكرية قريبا من العاصمة السورية دمشق، وأن القصف أسفر عن مقتل شخصين كانوا فى المكان، وأن إسرائيل تقف من خلف العملية.
ونقلت صحيفة "وال ستريت جورنال" عن تيمور جوكسل الخبير فى شئون منظمة حزب الله اللبنانية، قوله "إن هجوم من أى نوع يعتبر تصعيد كبير وهل تفعل إسرائيل ذلك من فراغ؟"، مضيفا "الجواب وفقاً لمسئولين غربيين ومحليين أمنيين هو أن إسرائيل تبنت مخاطرة محسوبة العواقب، حيث إن النظام السورى يمر بحالة توتر كبيرة نتيجة الصراعات الداخلية مع الثوار، وهو بذلك سيختار عدم الرد".