. (16)ابوبكر التركي:
نورد قصته هنا وذلك بعد ان سمعت خبر مقتله رحمه الله مع ابوجعفر اليمني تقبلهما الله ...ولأن اول ارض جاهد بها هي ارض البوسنه......
حينما ترى عيناك ذلك الرجل ترتاح نفسك له، والارواح جنود مجنده رأيت الرجل اول مرة في بداية عام 1994م في الخط الخلفي للمجاهدين في جبهة شريشا ، تلك الجبهة التي قتل بها الأسد ابوثابت المصري(غير ابوثابت المهاجر المصري) ،
التقيته ولم يكن يعلم من اللغة العربية شي؟؟ ولكن رأيت في نظراته الحماس
المنقطع النظير لنصرة اخوانه البوسنويين وفي الأعمال التي توكل عليه
تنفيذا دقيقا ، كان رحمه الله في تلك الجبهة على خيل من خيول الغنائم ….يعسفها ويدربها ويطعمها……..ويوصل الطعام الى المجاهدين في الخط الأول عليها ……فكانت رؤيته في الجبهة ترتاح لها من جهتين؟؟؟؟…..من جهة ان الطعام قد اتى……..والأخرى رؤية وجهه المشع بنور الطاعة ولانزكي على الله احدا……. مرت الأيام وبدأت المعارك في صيف 1995م
واستبسل الرجل ……وصال وجال بين اعداء الله الصرب اثخانا وتقتيلا……حتى اتى
اليوم الحزين اللذي بث فيه خبر ايقاف المعارك في البوسنه واتفاق الأطراف
الصربيه والكرواتيه والمسلمه على وقف اطلاق النار والامتثال لقرارات دايتون!!!!!!!!!!!!!!!!
رأيت قسمات وجهه الحزينه ……وقد ارتسمت على جبينه تقطيبه ……واسئلة يكررها بسرعة رهيبه……تسندها المعات الغزير……اصحيح ما نسمع يا(…..) حمد ……
اصحيح ان الجهاد قد انتهى…….فكان والله كالذي فقد اعز مايملك…….بل كالذي فقد ماله واهله ………فأخذت اهدي من روعه ……وابشره ان هناك جبهة اخرى هي جبهة الشيشان (هذا الكلام في الحرب الأولى للشيشان) …..فانفرجت اساريره…..ورجعت ابتسامته المعهوده……… ووجهه المشرق الجميل ……الله اكبر…..الله اكبر…..سأذهب هناك واشارك اخواني الشيشانيين جهادهم……وانال مكرمة الله بالشهادة في سبيله……ولكنه كان مرتبطا ببعض الامور في البوسنه ..زفسبقته الى الشيشان……زوحدث لي ظرف وخرجت من الشيشان …..الى البوسنه….مرة اخرى ….لم استطع الرجوع الى قطر ……وذلك لحبي الشديدلاخواني المجاهدين ……فآثرت السلام عليهم والتمتع بالنظر في وجوههم …..واخبارهم اخبار اخوانهم في الشيشان….لما رآني طار فرحا ..وعانقني عناقا حارا….ودموعا متصله…ويقول لي سألك بالله ايوجد طريق للشيشان…….قلت له نعم ……قال ارسلني……وعانقته عناقا حارا بعد ايام ..عناق الوداع الأخير ……ورجعت الى قطر…..وذهب الى الشيشان .واستطاع الدخول ولكن.الحرب قد انتهت؟؟؟!؟
مكث بها بعد الحرب يدرس ويعلم ويخدم اخوانه الشيشانيين ….وكان شديد التولع بسير الحور العين وكان دوما يقول ياابا(….) الله اكبر.. .كيف الحور …كيف الجنه …خرج بعد سنة الى بلده تركيا…..فاتصل على احد اصحابه المجاهدين يقول .وهو يبكي مالذي اخرجني من الشيشان …..والله ان الحياة لاتطاق بعد الجهاد…..والرباط ………..و…و…و..
فرجع
مرة اخرى الى الشيشان …ومكث بها حتى اتت الحرب الثانيه فكانت له الصولات
والجولات ……وكان آخر ايامه مع القائد الفذالهمام ابوجعفر اليمني رحمه الله
وتقبله وبينما هما يهمان بفك احد الألغام اذ انفجر بهما اللغم……..فخر الأسدان صريعان….تقبلهما الله في عداد شهدائه واسكنهم فسيح جناته فرحم الله تلك السير العطره وتلك الوجوه النيره……