قائد شعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي، اللواء نِمرود شيفر، عن أن عدد
الجنود في الجيش يبلغ قرابة 700 ألف، بينهم حوالي 210 آلاف جندي نظامي فقط،
و70 % احتياط، معبراً عن قلقه من تراجع نسبة الشبّان الإسرائيليين الذين
يتجنّدون للجيش.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن شيفر قوله،
خلال المؤتمر السنوي لمعهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب في 23
نيسان/ أبريل، إن عدد الجنود الإسرائيليين 700 ألف، وإن 70% منهم هم جنود
في الاحتياط، مشيراً إلى أن "حجم القوات المقاتلة في الجيش الإسرائيلي هو
نصف حجمها قبل 30 عاماً".
وأضاف شيفر أن "ما بين 3 – 5% فقط من الجنود
معرفون كمهنيين، وهذا قليل جداً قياساً بجيوش أخرى" مشدداً على أنه هناك
نقص بآلاف الجنود بين ما هو مطلوب وما هو موجود.
ورأى شيفر أن "الانخفاض في نسب التجنّد هو
تحدٍ اجتماعي للدولة، فهناك جنود أقل ونشعر بهذا في الممارسة اليومية، وعلى
سبيل المثال يوجد نقص في حجم قوات السايبر (الحرب الإلكترونية في
الإنترنت) والقبة الحديدية" وهي المنظومة المضادة للصواريخ القصيرة المدى.
وتوقع شيفر أن "حجم القوات التقليدية سيتناقص في المستقبل بشكل أكبر".
لكن شيفر لفت إلى أنه لا توجد لدى الجيش
الإسرائيلي موارد لتفعيل جيش بالحجم السابق، وقال إنه "من الصواب أن يكون
الجيش أصغر وتحويله إلى جيش ناجع أكثر، والجيش الإسرائيلي جاهز لتغييرات
عميقة وجوهرية تشمل تقليصاً في حجم القوات".
يُشار إلى أن أقوال شيفر تأتي في وقت تسعى
فيه المؤسسة السياسية الإسرائيلية من خلال الكنيست إلى سن قانون يلزم
بتجنيد الشبان الحريديم، أي اليهود المتشددين دينياً، الذين بغالبيتهم
الساحقة يمتنعون عن تأدية الخدمة العسكرية، الأمر الذي يؤدي إلى صراع
علماني – ديني وتوتر بين الجانبين.
وتطرّق شيفر إلى احتمال تقليص ميزانية الأمن
في موازنة العام الحالي، وقال إن هذه الميزانية ليست ليّنة ولا يمكن
تغييرها من عام إلى آخر، مشيراً إلى أن ميزانية الجيش هي لعدة أعوام "وليس
بإمكاننا تخطيطها لفترة عام واحد، إذ لا يمكن إدارة ميزانية الجيش لمدة 12
شهراً، وإنما على المدى الطويل فقط، وتقليص كهذا سيؤثر فوراً على أنشطة
الجيش وليس على بنيته والرواتب فقط".
وفي المقابل، تطرّق شيفر إلى الجيوش
النظامية في دول عربية مجاورة لإسرائيل وخصوصاً سوريا، في ظل أزمتها
الداخلية، وقال إن "تفكك سوريا لا يسمح بالانفصال عن قدرات عسكرية للجيش
الإسرائيلي، ولا يمكننا أن نسمح بحرب طويلة يتم خلالها إطلاق الصواريخ
باتجاه الجبهة الداخلية (الإسرائيلية)".
وأضاف أن "سوريا تضع تحديات لم نعرف مثلها
منذ 40 عاماً (أي منذ حرب تشرين العام 1973)، وأصبح تفعيل لواء مدرعات
اليوم مكلفاً أكثر مما كان عليه قبل 10 أعوام، كما أن ضرب منصة إطلاق صاروخ
سكود معقّد أكثر من إسقاط طائرة ميغ".