ابوحسان المكي......
يوصينا الرسول صلى الله عليه وسلم...فيقول......
(اوصيكم بالأنصار خيرا.....فإن الناس يزيدون والأنصار لايزيدون...)....
هو من سلالة الأنصار رضي الله عنهم وارضاهم ....
حفيد لمن آوى الرسول صلى الله عليه وسلم......
وناصروه .....وافتدوه بدمهم ...وابنائهم....واموالهم...
نحيل الجسم طيب الأخلاق ....حسن المعشر....والذكر....
ذهب الى الجهاد في افغانستان ولم يبلغ من العمر العشرين عاما.....
والتحق بركب المجاهدين في طاجكستان...فرابط وصبر ....
وبعد انتهاء القضيه في الطاجيك ...لم يتوانا...او يتأخر ...
بل هب هبة الاسود لنصرة اخوانه في البوسنه والهرسك......وصل الى البوسنه والهرسك....
وذهب الى جبهة توزلا....ورابط هناك مع اخوانه المجاهدين......
وكان خلال فترة الرباط ينزل الى مساجد القرية هو واخوانه المجاهدين ....
ويعلم اطفالهم القرآن وقراءته وحفظه.....وصلاة النبي عليه السلام الصحيحه.....
وشيء من العقيدة الصحيحه......يمتاز عن اخوانه المجاهدين بحبه الشديد للفائده......
وشجاعته المفرطه ...ولياقته العليه...ورقة القلب عند الذكر.....
وبشاشة وجهه .....واشراقة روحه.....وخدمته لاخوانه....دخل المعارك تلو المعارك ....
وخاضها بكل شجاعة وثقة بموعود الله فكان مضربا للمثل.....
انتهى الجهاد في البوسنه والهرسك.......واصيب بضيق شديد في صدره ...والم وهم وغم....
كيف ان الجهاد انتهى ولم يختاره الله من الشهداء..؟؟؟؟..
فأخذ يلوم نفسه ويوبخها ....ويحاسبها ....فرجع مهموما ....مواصلا الدعاء والتضرع الى الله ان يختاره في زمرة الشهداء.......ويلحقه بهم عاجلا......
وفعلا سمع صيحة في سبيل الله آتية من ارض اثيوبيا....فطار لها فرحا .......
واعد نفسه للذهاب دون تردد ......وفعلا وصل الى هناك....
والتقى بالمجاهدين....وبينما هم يتنقلون من منطقة لأخرى ...حيث ان تنقلهم.....
صعب ...ويمشون بالساعات الطوال.....فأخذوا موقعا لهم....
ليرتاحوا ويتقووا ....فاستلقوا على ظهورهم ورفعوا ارجلهم على الاشجار لينزل منها الدم......
واذ بالأحباش النصارى يهجمون عليهم هجوما مباغتا......
فانحاز المجاهدون وكلهم اثيوبيين ماعدا ابوحسان واخ عربي آخر....
وبينما يركض ابوحسان والعربي الآخر اذ تأتي طلقة في خلفية جمجمته ...فيخر شهيدا ان شاء الله
وواصل المجاهدون انحيازهم حتى تفرقوا.....وتاهوا..؟؟؟...
فإذ بالأخ العربي المجاهد يدخل بعد يومين من الضياع على قرية للمسلمين فوجد بها احد رفقائه ...
والقرية المجاوره الآخر ....وهكذا حتى تجمعوا......
فرجعوا الى ارض الكمين ليجدوا اخونا ابوحسان على هيئته يوم قتل .....
لم يتعفن.....او تتغير رائحته.....او حتى اشراقة وجهه.....
فرحم الله ذلك الأنصاري ابوحسان....وجمعه بأجداده الأنصار......