]
أنا لا اشكك في قدراتنا في الدفاع الجوي ومدى كفاءتنا وتقدمنا في هذا
المجال على وجه الخصوص، وما فعله الدفاع الجوي في حربنا المجيدة من تحطيم
أسطورة التفوق الجوي الإسرائيلي. ولكن لنكن صادقين وصرحيين مع أنفسنا. نعم
كلنا نحب مصر ونثق فيها ونريد لها أن تكون قوة يحسب لها ألف حساب في الشرق
الأوسط ولكن هل تعتقد أن الصاروخ أو الرادار الذي اخترع في الخمسينات
والستينات والسبعينات قادر أن يواجه الطائرة أو الأسلحة المضادة التي صنعت
في الثمانينات والتسعينات وان يواجه تكنولوجيتها الجديدة ؟؟؟
في رأيي الخاص والذي يقلقني أن بعد أربع وثلاثون عاماً مازال الدفاع الجوي
يستخدم ويعتمد اعتماد رئيسي تقريباً على نفس المنظومة الشرقية التي
استخدمت في وقت الحرب حينها. أنا على علم ودراية تامة بان هناك مراحل
تطوير وان هناك نسخ جديدة من صواريخ ورادارات وتعديل على القديم بجانب
طبعاً التدريب المتواصل والسعي إلى توظيف السلاح الذي يستخدمه الجندي
المصري إلى أقصى الإمكانيات بالاضافه إدخال بعض المنظومات الغربية من
رادارات وصواريخ بالاضافه أيضا إلى التعديلات المصرية وإنتاج بعض أسلحة
الدفاع الجوي قصيرة المدى . أنا لن اذكر التفاصيل حرصاً على احترام قوانين
المنتدى ولكن سوف أتكلم عن الأنواع التي على ما اعتقد أنكم كلكم على علم
بها.
تمتلك مصر في الدفاع الجوي التالي:
انظمه غريبة:
•صواريخ: تشاربال (قصير المدى)، كروتال (قصير المدى)، هوك المحسن (متوسط
المدى( باتريوت (PAC3) متوسط المدى، سكاي جارد (قصير المدى) أفينجر (قصير
المدى)، ستينجر (قصير المدى)
•رادارات: Tiger , lion system , TPS-63, TPS5
أنظمه شرقية:
•صواريخ: سام-2 و 3 و 6 (متوسط المدى) و سام-7 و 9 (قصير المدى)
•رادارات: P 11 , 12 , 14 , 15 , 35 و JY-9A
انظمه مصرية بمساعدة خارجية:
•عين الصقر، آمون، سيناء.
نرى أن هناك نوعاً ما عملية تطوير ملحوظ في الرادارات وان معظمها ذو مدى
بعيد من حيث الرصد والتعقب والتشويش وكانت آخر صفقه للرادارات على حد علمي
في التسعينات وتم شرائها من الصين، وتعتبر الرادارات احدث نوعاً ما من
منظومة الصواريخ والتي كان أحدثها تقريباً هوك المحسن ذو المدى المتوسط
الذي دخل الخدمة في الثمانينات. وانظمه قصيرة المدى مثل تشاربال وكروتال
وأفينجر، بالاضافه إلى إدخال الخدمة عين الصقر ونظام سيناء ونظام آمون.
اسمحولي أن اعلق وان ابدي راي الخاص في الدفاع الجوي المصري وابدي بعض الملاحظات:
•الافتقار التام لمنظومة دفاع جوي طويلة المدى.
•قدم هذه الرادارات والصواريخ بالذات، وخصوصاً بالنسبة لعائلة صواريخ سام
وعائلة الرادارات السوفيتية P وان معظمهم تم إنتاجهم وإدخالهم الخدمة في
الستينات والسبعينات.
•التركيز على إنشاء وشراء صواريخ ومنظومات قصيرة المدى في الوقت الحالي.
•الاعتماد وبشكل أساسي ورئيسي على الأسلحة السوفيتية في الدفاع الجوي على
الرغم من أننا أوقفنا التعامل مع السوفييت منذ زمن طويل والتوجه للاعتماد
على أمريكا للتسلح ومصادر أخرى (على علم بعملية التحديث للأسلحة السوفييت(.
أنا على علم أن الصواريخ والرادارات الشرقية مازالت تستخدم في شتى أرجاء
العالم،وأن صواريخ تلك المنظومة وراداراتها تمثل العمود الفقاري في كثير
من الدول. وان هناك عمليات تحديث وتدريب وتطوير مستمرة تقوم بها مصر لتلك
المنظومة وان مصر تعتبر الرائدة في المجال العسكري في الشرق الأوسط أو
بالأصح في الدول العربية ولكن لنرى ماذا حدث لدول تمتلك تقريباً نفس
منظومة الدفاع الجوي التي نمتلكها؟؟؟
سو ف ابدأ بالتكلم عن أجدد الحوادث ثم أقدمها:
1- سوريا:
تعد سوريا تقريباً احدي أقوى الجيوش العربية على الرغم من قدم بعض الأسلحة
في فروع قواتها المسلحة واعتمادها التام على السلاح الشرقي، وعلى الرغم من
ذلك تعرضت سوريا لحوادث مريرة على سبيل المثال في سنة 1982 أثناء حرب
لبنان تم إسقاط عدد لا يحصى من الطائرات السورية وتدمير جزء كبير من
منظومة الدفاع الجوي السوري في أيام قليلة ( رحم الله شهدائهم) ولم يتم
إسقاط طائرة إسرائيلية واحدة. وطبعاً ويعود أحد الأسباب الرئيسية أن
أمريكا أعادة تسليح إسرائيل بأحدث التكنولوجيا بعد هزيمة 1973 .
وفي الثامن من أغسطس 2003 قامت الطائرات الحربية الإسرائيلية بالظهور فجأة
فوق قصر الرئاسة السوري وثم عادت هذه الطائرات إلى قواعدها سالمة حتى من
دون أن يتيقظ الدفاع الجوي السوري إلا في آخر لحظه، كما أن تم ضرب محطة
إنذار مبكر لدى السوريين وهربت الطائرات الاسرائيليه دون أن يتم إسقاط
طائرة واحدة. . لا اعلم كيف حدث ذلك ؟؟ ولكن في تخميني الخاص يمكن أن يكون
أحد الأسباب التالية:
•استخدام نوع جديد من أجهزة التشويش أو دهان خفي للطائرات.
•إسرائيل أحسنت ووظفت التضاريس السورية للوصول إلى القصر والرادار المبكر.
•وجود ثغرة في الشبكة الرادارية أو عدم استعداد أو عدم تيقظ من الجانب السوري.
•قدم وتخلف المنظومة الشرقية وعدم قدرتها على مواجهة الحملة الجوية الغربية الحديثة.
فقلقي هو أن تقريباً تمتلك سوريا نفس المنظومة الشرقية التي نمتلكها وبل تتميز عنا في بعض النقاط وتختلف عنا في بعض النقاط مثل:
•سوريا تتميز بأنها حليف أساسي لروسيا وبالتالي يصلها جميع المستجدات وقطع
الغيار والتطبيقات الحديثة للمنظومة من الدولة المصنعة على عكس مصر التي
تركت الاتحاد السوفيتي آنذاك وتوجهت للتسليح الغربي واعتمدت على مصادر
أخرى لتحديث وصيانة المنظومة الشرقية الحالية.
•بالنسبة للتدريب فقد أتيحت لمصر فترة للتدريب والتطوير بعد انتهاء الحرب
ولم تحظى سوريا للأسف الشديد بهذه الفرصة نظراً لاستمرارها الحرب مع
إسرائيل والاستنفار التام للجيش السوري بجميع قواته معظم الوقت.
•ازدياد الخبرة القتالية عند السوريين نظراً لاستمرارهم في الحرب وكان من
الأساسي أن يكون عامل الخبرة في صالح الجيش السوري ولكن لم يكن هناك أي
فائدة لتلك الخبرة في 1982 وفي الحوادث الأخيرة.
•تمتاز سوريا أنها من إحدى الدول العربية التي تمتلك منظومة سام-5 طويل
المدى ولكن للأسف لم يكن له أي دور ، على الرغم من تطويره وذلك لقدم هذا
النظام حيث تم تصنيعه في الخمسينات وخروجه من الخدمة في قوات الدفاع الجوي
الروسي مما جعل تطويره وصيانته صعب للغاية في الآونة الأخيرة.
[color:1f72=#990000:1f72]2- العراق:
كان العراق تقريباً من أقوى الدول العربية قبل غزو الكويت، وكانت هناك
مقالات وتقارير تقول أنه كان أقوى الدول العربية في تلك الفترة. ولقد أهتم
العراق بتحديث وتحديد مهام الدفاع الجوي بعد الحملة الإسرائيلية على مفاعل
النووي أوزيراك عام 1981. وفي الحرب الإيرانية العراقية لم يكن للدفاع
الجوي العراقي أي دور أساسي في الحرب وأدى التدهور في بعض فروع القوات
المسلحة إلى انهيار الدفاعات العراقية ووصول القوات الإيرانية إلى داخل
الأراضي في العراق، ولكن بعد تدخل الخبراء العسكريين المصريين والقوات
المسلحة المصرية بصورة غير مباشرة وتدريب بعض أفرع القوات المسلحة العراقية انقلبت معايير الحرب للعراق.
وهدفي من سرد هذه النقطة أن أقول أن العراق تعرض نوعاً ما لنفس التدريب
الذي يتلقاه الجيش المصري، وأن هناك وجه تشابه كبير بين الدفاع الجوي
العراقي والدفاع الجوي المصري، فكان هناك دمج بين المنظومة الغربية
والشرقية وذلك لإحداث تكامل في منظومة الدفاع الجوي، بالإضافة إلى الخبرة
القتالية المكتسبة من الحرب العراقية الإيرانية.
ولا ننسى عنصر هام أن العراق كان يعد حليف أساسي لروسيا فكان يصل له أحدث التقنيات والأسلحة والرادارات من روسيا في تلك الفترة.
ولكن بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، قام بالاعتداء على دولة شقيقة
وهي الكويت والتي كانت من أكبر المساندين للعراق مادياً ومعنوياً أبان
الحرب العراقية الإيرانية، وبدأت معركة التحرير وذلك عن طريق الحملة
الجوية، والذي أذهلني هو إخماد وسقوط وتهاوي الدفاع الجوي العراقي وشل
قدرته في أيام معدودة، وعدم إسقاط كمية مؤثرة من طائرات التحالف من خلال
الدفاع الجوي، ولم يكن للدفاع الجوي العراقي أي دور يذكر في الحرب، ونتيجة
لذلك حصلت قوات التحالف على السيادة الجوية مبكراً و هزيمة العراق.
ونرى أن هناك بعض النقاط التي يتشابه فيها العراق فيها مع مصر، وهناك نقط يختلف، وذلك في الآتي:
•تدريب القوات العراقية تدريب جيد على أيدي الروس وعلى أيدينا.
•يعد العراق من الدول القلائل التي دمجت بين المنظومة الغربية والشرقية وذلك لإحداث تكامل في منظومة الدفاع الجوي مثل مصر.
•الخبرة القتالية المكتسبة من الحرب العراقية الإيرانية مثل مصر.
•كان العراق يعد حليف أساسي لروسيا فكان يصل له أحدث التقنيات والأسلحة والرادارات والصيانة من روسيا في تلك الفترة على عكس مصر.
أما عن أسباب سقوط الدفاع الجوي العراقي سوف أذكرها وأذكر منها الأسباب الأساسية بالإضافة سوف اذكر بعض النقاط من رأي الخاص:
• إجهاد العراق نتيجة دخوله حرب بعد الحرب مع إيران والتي استمرت العشر سنوات.
•مواجهة عدد كبير من قوات التحالف ولم يكن في مقدور العراق أن يواجه كم هائل من قوات التحالف.
•عوامل داخلية، انقسامات، تخلي عن القيادة واستسلام.
•تحطيم المنظومة المدمجة بواسطة قوات التحالف نتيجة أنها غير قادرة على
العمل بكفاءة، وذلك لتعدد أنظمته المدمجة من عدة جهات، كما سببت الاتصالات
المتعددة وعمليات استخلاص البيانات الصعبة وتطويراتها التي لم تواكب
الموقف عدم القدرة على ردع الحملة الجوية الغربية الحديثة.
[/size]