حلم القنبلة العربية النووية
انه
العالم يحيى المشد العالم العربى المصرى الذى اغتيل على يد الوحوش مع
بداية الصراع الاسرائيلى المصرى بدات اسرائيل بمشروع ديمونا مفاعلها
النووى وكانت مصر الدولة الذى نكن لها كل حب واحترام ايضا بداية فى مشروع
مركز الطاقة الذرية المصرى بإنشائه فارس العرب الاخ الريئس الراحل جمال
عبد الناصر اليكم اخوانى كيف تمت عملية الاغتيال لعالمنا يحي المشد وغيره
الكثيرون ممن نعرف ولانعرف فهناك محمود ادريس ان لم تخنى الذاكرة ولاكن فى
النهاية كسبنا الحرب بواسطة قلب الامة العربية ((مصر)) وكان قد شارك
السودان الشقيق فى حرب العبور العظيم وهو الدولة العربية الوحيدة المشاركة
فى الجبهة.......... نعود اخوانى الى قصة يحى المشد اليكم القصة
ولد الشهيد الدكتور يحيى المشّد في بنها عام 1932، وتعلم
في مدارس طنطا وتخرج من قسم الكهرباء في جامعة الإسكندرية، و مع انبعاث
المد العربي عام 1952، أختير لبعثة الدكتوراه إلى لندن عام 1956، لكن
العدوان الثلاثي على مصر حولها إلى موسكو، تزوج وسافر وقضى هناك ست سنوات
عاد بعدها عام 1963 الدكتور يحيى المشد متخصصاً في هندسة المفاعلات
النووية، إلتحق بهيئة الطاقة الذرية المصرية، التي كان أنشأها الزعيم
الراحل جمال عبد الناصر رحمه الله، الذي أمر أيضاً قبل ذلك بعام بإنشاء
قسم للهندسة النووية في جامعة الإسكندرية، إنتقل إليه المشد، حتى صار
رئيسه عام 1968 بعد سنوات قليلة من جلوسه وراء هذه النافذة حمل الرجل عصاه
ومضى تاركاً تلاميذه لمصيرهم. هاجر إلى البلد العربي الوحيد الذي أنعم
الله عليه بالحسنيين الماء والنفط العراق، بدأ مارده في أعقاب حرب الكرامة
العربية عام 1973 ينفض التراب عن قمقمه. ودَّع يحيى المشد وراءه حلماً
غالياً في مصر، لم يجده تماماً في الجامعة التكنولوجيا في العراق. في
المختبرات التي جمَّعها آلة بآلة كان يجد مع تلاميذه قليلاً من العزاء.
لكن مصر في تلك الأثناء كانت تتجه في طريق آخر، وضع السادات يده في أيدي
اليهود، وتزعم العراق جبهة الصمود والتصدي، فضرب المشد جذوراً أعمق في
العراق. و على هامش عمله في الجامعة التكنولوجية سمح للمشد بالتردد أثناء
عطلته الأسبوعية على منظمة الطاقة الذرية العراقية، إلى أن جاء العام الذي
وقع السادات فيه ما يوصف بمعاهدة "السلام".
في عام 74 وصل فاليري جيسكار دي ستان إلى سدة الحكم في
فرنسا وقد انفجرت أسعار النفط العربي. بعدها بعام عام 1975 كانت نائب مجلس
قيادة الثورة العراقية آنذاك صدام حسين في زيارة لفرنسا، وكانت على جدول
أعماله جولة بصحبة رئيس الوزراء الفرنسي آنذاك جاك شيراك لتفقد مركز
الطاقة النووية الفرنسي في منطقة كتراج بالقرب من مارسيليا في جنوب فرنسا،
تقول مصادر غربية إن الزعيمين احتفلا لدى نهاية الزيارة بتوقيع صفقة. بعد
ذلك بعام عام 1976 كان جاك شيراك يرد الزيارة، في تلك الآونة كانت دول
أوروبية قد استحدثت أسلوب الطرد المركزي لاستخلاص اليورانيوم 235 بنسبة
تخصيب تصل إلى 93%، ما يغني عن الحاجة إلى إنشاء مفاعل ضخم لإنتاج
البولتنيوم 239. بعيد التحاق يحيى المشد بمنظمة الطاقة الذرية العراقية
هبط في مطار إير قرب مدينة تولون في جنوب فرنسا فريق من ثلاث أشخاص قدموا
في رحلة داخلية من باريس، عندما وصلوا إلى (تولون) توجهوا إلى محطة القطار
حيث أستأجروا سيارة من طراز رينو 12 قادوها إلى فيلا قريبة، داخلها كان
أربعة آخرون في انتظارهم، هؤلاء تقول مصادر فرنسية إنهم من عملاء جهاز
الاستخبارات الصهيوني "الموساد"، باتوا ليلتهم يرسمون خطة تخريبية. في
اليوم التالي الخامس من أبريل نيسان عام 79 توجه المخربون في طريقهم إلى
مرفأ صغير، غربي تولون يدعى لاسين سومير كانت هذه جولة استطلاعية أرادوا
من وراءها تحديد موقع جريمتهم، في هذا الموقع، في مخزن بعينه كانت تقبع
درة التعاون العراقي الفرنسي تمهيداً لشحنها عن طريق مارسيليا إلى بغداد
بعد أيام معدودة. وضع زوار الليل لمساتهم الأخيرة على خطتهم قبل أن يعودوا
تحت جنح الظلام، فيما يراد لنا أن نفهم أن خطتهم الأولى كانت سرقة قلبي
المفاعلين العراقيين "إيزيس" و"أوزوريس" كما سماهم الفرنسيون أو كما سماهم
العراقيون "تموز1"، و"تموز2" في يسر تسللوا إلى الداخل، وفي يسر ميزوا
الشحنة العراقية من بين شحنات أخرى مماثلة، وفي يسر تسرب الوقت فلجأوا إلى
خطتهم البديلة، فجروا قلبي المفاعلين ولاذوا بالفرار.
دخل الفندق وجه يركب المصعد للصعود إلى غرفته، فإذا بسيدة
مجهولة تتبعت خطواته، و تدخلت معه المصعد والصعود معه، و تحاولت إغراءه
بكافة المحاولات، لكي تقضي سهرة معه في حجرته، لكنه كان رجل متدين وبعيد
عن هذا الاتجاه، و رفض إنه يطاوعها في أغراضها، وتركها واتجه إلى الحجرته.
إنه التصور النهائي للجريمة نتيجة كل الفحص الكامل أنه ما
حدث في تلك اللحظة أنه مارين مجَّال ال***** دورها قد انتهى، لأنه سيناريو
الجريمة لم ينتهي على هذا النحو، فهنا يأتي رجل الموساد يطرق الباب في نفس
اللحظة، وعندما يفشل فياخد طيائرة وينزل في تل أبيب و برسل اثنين من رجاله
في وحدة القتل وبتتم عملية القتل بأنه فتح الباب، بمفتاح master key، ويتم ضرب الدكتور بآلة حادة على رأسه.
ذهب إلى يحيى المشد في غرفته وطرق الباب عليه بعد قصة
ال***** ماري ماجال وقال له: "نحن أصدقاء.. إحنا ولاد عم"، وقال له "إن
أنا عندي أصدقاء، وإني مستعد إن إحنا ندفع لك أي مبلغ تطلبه"، فكان رد
الدكتور حاد جداً ورد شرقي، قال له إذهب يا --- أنت والذين بعثوك، فخرج
مسؤول القتل في الموساد وأخد طائرة العال الصهيوني الذاهبة إلى تل أبيب
وبعد أكثر من نصف ساعة كانت عملية. وفي هذه الليلة بالذات 13 يونيو 1980
قيل أن القاتل كان ضمن الغرفة التي دخل إليها الدكتور المشد، لم يطرق على
بابه إنما كان ينتظره ضمن الغرفة، هنا أراد المجرمون أن يشوشوا الصورة لكي
يعني يموهوا دورهم ويخفوا حقيقة من ارتكب هذه العملية. فيبدو الجريمة
وكأنها طبيعية. تقرير الطبيب الشرعي "قتل بآلة حادة" لماذا؟ لكي يتم
الإيحاء أو الإيهام بأن القاتل ليس محترفاً، ولا ينتمي إلى أي تنظيم أو
جهاز سري، إنما القصة أرادوا أن يحصروا القصة في علاقة دكتور مع امرأة.
لم تنته القصة عند هذا الحد، ففي ضاحية سان ميشيل بعدها
بأقل من شهر كانت أهم شاهدة في القضية ال***** ماري كلود ماجال تغادر أحد
حانات باريس الرخصية وقد بدي لمن يراها هكذا في الشارع وكأنها مخمورة،
منظر مألوف في هذه الضاحية بعد منتصف الليل، لكن غير المألوف أنها وقد
كانت تعبر الشارع دهستها سيارة مجهولة لم يعثر عليها حتى اليوم، مرة أخرى
قيدت القضية ضد مجهول.
مفوضاً من منظمة الطاقة الذرية العراقية مع ثلاثة آخرين من
زملائه العراقيين وصل الرجل إلى باريس في السابع من يونيو/ حزيران عام
1980، فنزل في غرفة بالطابق الأخير من هذا الفندق، يكتب في مذكراته بخط
يده ملاحظات على اجتماعاته بنظرائه الفرنسيين، تبرز من بينها كلمة كراميل
ومشاريع لتدريب العقول العراقية في المؤسسات الفرنسية، ويبرز أيضاً من
بينها جانب الإنسان في يحيى المشد، كيف يوزع ميزانية السفر الزهيدة وكيف
يجد لأفراد عائلته ملابس تناسب مقاساتهم كان يفكر في الذرة وفي الملابس
الداخلية لابنه أيمن في آنٍ معاً، لكنه مات قبل أن يُكمل إنجاز أيٍّ منهما
في الثالث عشر من يونيو / حزيران لفظ أنفاسه الأخيرة، ولم تكتشف جثته إلا
بعدها بأكثر من يوم، لكن الشرطة الفرنسية كتمت الخبر عن العالم لأربعة
أيام أخر.
في تقريرها النهائي أشارت الشرطة الفرنسية بأصابع الاتهام
في اغتيال المشد إلى ما وصفته بمنظمة يهودية لها علاقة بالسلطات الفرنسية،
لكن أقوى دليل يأتي في سياق كتاب صدر عام 2000، يضم اعتراف المسؤول عن
شعبة القتل في الموساد.
هؤلاء الكلاب كما وصفهم الشهيد المشد، لا ينفون ولا يؤكدون
في محاولة لإرهاب علمائنا وإرهابنا، لكنهم يجدون في أجندة الأميركيين
كثيراً مما يوافق أغراضهم.
فهذا الإرهابي عمير أورين من صحيفة "ها آرتيس" الصهيونية
يقول: "في أواخر حقبة السبعينات و أوائل حقبة الثمانينات فيما كان
البرنامج النووي العراقي في طريق التقدم، أقسمت إسرائيل علناً أن تضع حداً
له، و وفقاً لتقارير موثوق بها حاولت إسرائيل النيل من الأشخاص الضالعين
في البرنامج كالعلماء والمهندسين والوسطاء، وأيضاً حاولت النيل من المواد
التي كانت في طريقها إلى المفاعل". و أيضا الإرهابي شلومو أجرونسون أستاذ
العلوم السياسية- جامعة القدس: "كيف يمكن ثلاث مائة وعشرين مليون عربي أن
يتقبلوا جزيرة يهودية من خمسة ملايين؟ سياسياً لا يعقلها العرب، شيء واحد
فقط يمكن أن يرغمهم على قبولنا ألا وهو القنبلة النووية، بمعنى أن يكون
باستطاعتنا إنزال مصيبة مفجعة على العالم العربي كله لو حاولوا تدميرنا".
يتنازل العرب طوعاً عن حقوقهم، وهم متأكدون أن الصهاينة نصبوا قنابلهم
النووية أمام بيوتنا، فيما يذبح العراق كل يوم لمجرد الشك.. مجرد الشك،
فرق من التفتيش بعد فرق من التفتيش قادها أعداء العرب، لم تثبت لنا حتى
اليوم وجود سلاح نووي واحد، فما بالك بمائتين وأكثر ونحن لا حياة لمن
تنادي.
بعد عامٍ على اغتيال المشد تنطلق مقاتلات صهيونية من أرض
عربية كي تعبر فوق سموات عربية قبل أن تصل إلى بلدٍ عربي اسمه العراق
فتدمر المفاعل النووي، خبر آخر نتسلى به قبل النوم.
يخيم "السلام" على القاهرة أم الدنيا مع ما ندر من غمزات
ولمزات تنطلق من حين إلى آخر على استحياء، بين هذا وذاك يقع الشارع العربي
في مصر في أسر الآلة الإعلامية، هكذا نساعد أعداءنا على ترسيخ نظرية
المؤامرة وعلى إرهاب علمائنا، يراد لنا أن نقتنع بأن اليد الطولى للصهاينة
تطولنا ولو كنا في بروج مشيدة، الدكتور سميرة موسى، الدكتور سعيد بدير،
والدكتور علي مصطفى مشرفة، وغيرهم. الذي لا شك فيه أن يحيى المشد مات بفعل
فاعل، وأن قاتله يعرف نفسه، وأن الذي بيده عمل شيء لا يريد أن يعرف
القاتل، لا مصر التي هو ابنها أرادت أن تعكر آنئذ أفراح السلام الزائف،
ولا العراق الذي منحه أنفاسه الأخيرة أراد أن يلفت إليه مزيداً من
الأضواء، ولا فرنسا الذي مات على أرضها أرادت أمام الصهاينة والأميركيين،
بل وهي في غنى عنها، ضاع دمه هدراً، ولم يُكرم أسرته بعد رحيله إلا الرئيس
العراقي صدام حسين. فزوجته السيدة تقول عن هذه المقابلة: " دخلنا صالون
وفيه صالون تاني، وبعدين لقينا مكتب كبير وطالع من وراه السيد الرئيس صدام
حسين، قال: أهلاً بيكم بأهلي وقرايبي وإخواتي في بلدكم، تفضلوا، جيه على
كنبة عريضة قعد في النص، وأنا على اليمن ولميا على الشمال، وحط إيديه
علينا زي النسر، قال: أنا فقدت أخ.. أخ عزيز عليَّ وهو الدكتور المشد،
أنتو لو طلبتوا روحي ما تفدهوش، روحي نفسها، أنتو أهلي، تطلبي تقعدي معانا
في العراق ابني لك قصر جنب قصري، أعمل لك اللي أنت عايزاه".
في بلدٍ كالعراق تحطمت آلته ونضب ماؤه وجف ضرعه، يبقى له
سواعد أهله وما تبقى من عقول علمائه، ويبقى دم يحيى المشد معتصراً في فجوة
علمية مخيفة تتسع كل يوم باتساع رقعة الحصار، هكذا يتحول الرجل إلى رمز
يلخص كثيراً من ملامح الواقع العربي، ويستريح على صفحة بيضاء بين دفتي
كتاب أسود، وهكذا يطيب لأعداء الأمة أن يلقى بنصف علمائها إلى مذابل
الإهمال ويُلقى بالنصف الآخر إلى شباك الإرهاب العلمي، ألف رحمة على روح
الشهيد الدكتور يحيى المشد، وألف تحية إلى هؤلاء من علمائنا الذين لا
يزالون يقبضون على جمرة الإرادة
منقول