٦٤ جاسوس «سلام» علي مصر
في ١٥ عاماً .... !!!!
عندما نقرأ الوضوع التالى .... نتسائل .... أيهما أسهل ..... الكشف عن الجواسيس خلال وقت الحرب مع إسرائيل أو الكشف عن الجواسيس خلال وقت السلام مع إسرائيل ...؟؟؟ من متهما أسهل أو أصعب .... ؟؟؟؟؟؟ يحى الشاعر
"..............
رغم مرور ٢٨ عاما علي اتفاقية السلام مع إسرائيل مازالت تل أبيب تتعامل مع
مصر بمنطق العدو ومن ثم تكثف نشاطها التجسسي بالشكل الذي يشابه ما كان
يحدث بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي أيام الحرب الباردة.
ووفق التقارير الأمنية فإن إسرائيل كثفت نشاطها التجسسي علي مصر خلال
سنوات السلم أكثر من سنوات الحرب وذلك من خلال الدفع بعدد من رجال الموساد
أو من خلال زرع شبكات لها داخل مصر،ولذا فإنه يمكن القول إن إسرائيل
استغلت اتفاقية السلام لتكثيف عمليات التجسس علي مصر لتحقيق هدفين هما:
جمع المعلومات في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية
واستخدامها ضد مصر في حالات السلم أو ادخارها إلي وقت الحرب، وزرع شبكات
لها عن طريق تجنيد بعض المصريين ممن سافروا إلي إسرائيل أو الذين لم
يسافروا إليها، ومن ثم تصبح لديها قاعدة كبيرة من الجواسيس جاهزة ومدربة
بكفاءة عالية لإمدادها بما تريد من معلومات.
وحسب مراقبين كان التجسس جزءا أصيلا في الشخصية اليهودية ومن ثم يظل ذلك نهجهم رغم اتفاقيات السلام.
وفي السنوات العشر الأخيرة جري ضبط ٢٥ شبكة تجسس إسرائيلية في مصر، وترصد
التقارير أن عدد جواسيس الموساد الذين تم تجنيدهم خلال الـ ١٥ عاماً
الأخيرة بلغ ٦٤ جاسوسا ٧٥% منهم مصريون و٢٥% جواسيس إسرائيليون.
ومنذ اتفاقية السلام لم تضبط أجهزة الأمن المصرية إلا شبكات تجسس
إسرائيلية باستثناء حالة واحدة تم ضبطها لحساب المخابرات الأمريكية. وحسب
التقارير الأمنية فإن ٨٦% من جرائم التهريب وتزوير العملات في مصر ارتكبها
إسرائيليون، في حين بلغت أعداد قضايا المخدرات المتهم فيها إسرائيليون
خلال ١٠ سنوات نحو ٤ آلاف و٤٥٧ قضية.
ومن أشهر عمليات التجسس الإسرائيلية علي مصر بعد اتفاقية السلام شبكة
التجسس التي تم الكشف عنها عام ١٩٨٥، وكانت مكونة من ٩ أفراد ينتمون إلي
الموساد الإسرائيلي وجاءوا إلي مصر تحت غطاء كونهم سياحا وضبطت أجهزة
الأمن معهم خرائط وصورا لأماكن سيادية وكذلك بعض الأفلام التي قاموا
بتصويرها.
وفي عام ١٩٨٦، تم ضبط شبكة تجسس أخري ضمت عددا من العاملين في المركز
الأكاديمي الإسرائيلي بالقاهرة إلي جانب سيدة أمريكية تعمل في هيئة
المعونة الأمريكية، وكان بحوزتهم كمية من الأفلام والصور ومحطة إرسال
واستقبال ومعمل تحميض، وتبين أن هذه الصور تم التقاطها لوحدات عسكرية
أثناء الليل باستخدام أشعة الليزر.
وفي نهاية عام ١٩٨٦، جري ضبط أربعة جواسيس في شرم الشيخ، وفي عام ١٩٨٧،
ألقت أجهزة الأمن القبض علي إبراهيم مصباح عوارة لاشتراكه مع أحد ضباط
الموساد في تحريض فتاة مصرية تدعي «سحر» علي التخابر مع إسرائيل، وكشفت
الفتاة عن ذلك لأجهزة الأمن وتم ضبط العميل الإسرائيلي وصدر ضده حكم
بالحبس ١٥ عاماً.
وفي عام ١٩٩٢ ، سقطت شبكة آل مصراتي التي ضمت ٤ جواسيس هم: صبحي مصراتي
وولداه ماجد وفائقة بجانب جاسوس آخر يدعي «ديفيد أوفتيس»، وقد اعترفت
فائقة مصراتي في التحقيقات بأن الموساد جندها للعمل لديه منذ سنتين عن
طريق «أوفتيس» الذي تولي تدريبها علي جمع المعلومات عن الأهداف العسكرية
والاستراتيجية والشخصيات العامة في مصر.
واستغلت فائقة جمالها في إقامة علاقات جنسية مع الشباب المصري الذين
يشغلون مواقع مهمة مما ساعدها في جمع معلومات في غاية الأهمية مدت بها
الموساد، وقد أفرجت مصر عن عائلة مصراتي وبادلتهم بعدد من المصريين
المقبوض عليهم في تهم مختلفة داخل إسرائيل.
وفي عام ١٩٩١، ألقت أجهزة الأمن القبض علي جاسوس آخر هو عبدالملك
عبدالمنعم الذي اعترف بعمله لحساب الموساد وقد تم تجنيده داخل إسرائيل.
وفي نوفمبر ١٩٩٦، جري الكشف عن أشهر قضية تجسس خلال العقود الثلاثة
الأخيرة بإلقاء القبض علي الجاسوس الإسرائيلي عزام مصعب عزام وشريكه
المصري عماد عبدالحميد، وحظيت القضية بزخم إعلامي تصاعد بشدة لدي مبادلة
عزام عزام ببعض الطلاب المصريين الذين ألقت إسرائيل القبض عليهم بتهمة
التسلل إليها.
وفي أغسطس ١٩٩٧، ألقت أجهزة الأمن القبض علي الجاسوس سمير عثمان الذي سقط
أثناء قيامه بالتجسس مرتديا بدلة الغوص حيث كانت مهمته التنقل عائما بين
مصر وإسرائيل،
واعترف الجاسوس بأنه تم تجنيده عام ١٩٨٨، علي يد الموساد بعد أن ترك عمله
في جهاز مصري حساس وضبطت أجهزة الأمن ٤ جوازات سفر يستخدمها في تنقلاته
وأثناء تفتيش منزله تم العثور علي مستندات مهمة وأدوات خاصة تستخدم في
عمليات التجسس.
ومن أغرب قضايا التجسس الإسرائيلي علي مصر قضية تجنيد الجاسوس سمحان موسي
مطيري حيث كانت المرة الأولي التي يتم فيها تجنيد تاجر مخدرات للتخابر
لصالح إسرائيل حيث جري الاتفاق علي أن يتم إعطاؤه مخدرات مقابل تسليمهم
معلومات عن مصر.
وفي عام ٢٠٠٠، تم الكشف عن قضية شريف الفيلالي الذي تم تجنيده في ألمانيا
عن طريق سيدة ألمانية يهودية تدعي إيرينا ثم سافر إلي إسبانيا وتعرف هناك
علي ضابط مخابرات سوفيتي سابق وطلب منه إمداده بمعلومات سياسية وعسكرية عن
مصر وكذلك معلومات عن مشروعات استثمارية منها ما هو سياحي وزراعي بمساعدة
ابن عمه وكيل وزارة الزراعة آنذاك، وانتهت القضية بالحكم علي الفيلالي
بالسجن ١٥ عاماً.
وفي عام ٢٠٠٢، تم إحباط عملية تجسس أخري لدي القبض علي مجدي أنور توفيق
الذي حكم عليه بالسجن ١٠ سنوات أشغالاً شاقة للسعي للتخابر مع الموساد
الإسرائيلي.
وقال الدكتور محمود أبوغدير أستاذ الدراسات العبرية بجامعة الأزهر:
«التجسس طبع من طبائع اليهود بحكم تجربتهم التاريخية، فعلي الدوام كانوا
يعيشون وسط مجتمعات غريبة عنهم ومن ثم وهاجس الأمم شاغلهم الأساسي لأن
الشك جزء أصيل في شخصية اليهودي فهو منهج حياة».
وأضاف: «العبرية» هي اللغة الوحيدة التي تصف «غير اليهودي» بـ ٨ مصطلحات وهو ما لا يوجد في أي لغة في العالم.
وتابع: التجسس سيستمر لأن اليهود لا يثقون في الآخرين حتي وإن كان هذا
الآخر هو أصدق أصدقائها أي الولايات المتحدة ولذا نجد واشنطن تكشف كل فترة
عن شبكة إسرائيلية للتجسس عليها وهو ما يعد درسا لنا كعرب يدعونا إلي عدم
التعامل مع إسرائيل بعقليتنا العربية المتسامحة، فهي ليست دولة طبيعية
والإسرائيليون أنفسهم يعتبرون دولتهم «دولة غير طبيعية».
وأكد أبوغدير أن ما حدث من إسرائيل شيء متوقع وسيحدث في المستقبل مهما
قدمنا لها من تنازلات، وقال: نحن هنا لا ندعو للحرب مع إسرائيل ولكن ندعو
إلي التعامل مع هذا الكيان كما يري نفسه دون الالتجاء إلي عقليتنا
المتسامحة.
وقال اللواء نبهان سويلم الخبير بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط: إن
حالة السلم هي أعظم فترة للعمل السري وهو ما ينطبق علي الحالة المصرية-
الإسرائيلية بعد اتفاقية السلام ومن ثم تكثف إسرائيل من نشاطها التجسسي في
هذه الفترة بحكم أنها دولة بناها الجيش وتقوم بالأساس علي المعلومات.
وأضاف: البعض يعتقد أن السلام لا يعني التجسس في حين أن هذه الفترة تستلزم
جمع أكبر قدر من المعلومات تحسبا لأي فعل قادم في المستقبل.
وتابع: وينبغي هنا بالنسبة لقضية التجسس الأخيرة أن نقدم تحية لجهاز
المخابرات العامة الذي يعمل في القضية منذ سنوات حتي أنهاها بنجاح بالكشف
عن هذه الشبكة وإلقاء القبض علي العنصر الرئيسي فيها.
وأشار إلي أن الفرد الجاسوس سيظل محور عمليات التجسس حتي في ظل تدفق
المعلومات من الأقمار الصناعية والإنترنت، لأن هذه الوسائل لا يمكنها
تحديد الأهداف والأتيان بالتفاصيل مثل الفرو الجاسوس، فالأقمار الصناعية
والانترنت لا يكشفان عن النوايا والأغراض رغم كونهما من مصادر التجسس.
وقال: منهجية التجسس واحدة لا تختلف في الحاضر عن الماضي، فالجاسوس في
النهاية هو شخص يبحث عن شيء لا يعرف عنه أي شيء، والتجنيد يتم بطريقة
كلاسيكية من خلال استغلال نقاط الضعف ضد الفرد المراد تجنيده كالبطالة أو
الجنس أو غيرهما، ومن يقم بالتجنيد شخص آخر غير الذي يتولي التشغيل.