الإفراج عن عزام كان مفاجأة للكثيرين داخل مصر وخارجها
أحمد عبد الله: في الخامس من ديسمبر عام 2004 أطلق سراح عزام بعد قضائه
حوالي ثماني سنوات في السجن وهي نصف مدة العقوبة، جاء الإفراج عن عزام
مفاجأة للكثيرين داخل مصر وخارجها فقد رفضت السلطات المصرية مراراً
وتكراراً طلب الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة والوساطات الأميركية
والدولية الإفراج عنه، وبعد أن أكدت مصر على أن القضاء وحده هو الحكم
الأوحد.
حسني مبارك: عزام عزام في أيدي القضاء، ولا نستطيع أن نتدخل في القضاء حتى يكون واضحاً هذا.
- بشكر كل اللي ساهموا وساعدوا أنها تبقى الفرحة على وجوه الناس ده كلها.
أحمد عبد الله: وما أدهش الكثيرين أيضاً هو تلك الصفقة التي لم يكن
يتوقعها أحد، ستة طلاب مصريين ضلوا طريقهم أو بالأحرى عبروا الحدود إلى
إسرائيل عن طريق الخطأ كما تردد في معظم وسائل الإعلام المصرية بينما ذكرت
بعض المصادر الإسرائيلية رواية أخرى وتظل التفاصيل الحقيقية رهن التكهنات
في صفقة انتقدها الكثيرون في العالم العربي، كيف؟ ولماذا؟ رغم أحاديث من
هنا وهناك عن صفقة أكبر وأهم وسؤال ملح عن هوية ودوافع الطلاب الستة،
أسئلة كثيرة وروايات متناثرة وفرضية امتلأت بها صفحات الصحف العربية
والدولية ما بين قائل بأن القصة كلها ما هي إلا عمل استخباراتي أمني من
أجل تحسين العلاقات المتردية بين مصر وإسرائيل في أواخر التسعينات، وبين
آخر يؤكد على أن الصفقة ما هي إلا ثمن تدفعه مصر إرضاءً لأميركا في ظل
ظروف سياسية غاية في الحساسية، في الحادي عشر من أكتوبر تقدمنا بطلب لمكتب
النائب العام المصري من أجل إجراء مقابلة معنا أو تفويض شخص من طرفه
للتعليق على اتهامات عزام عزام ضد القضاء المصري، ولكن وبعد حوالي شهرين
اعتذر النائب العام نظراً لانشغاله، وفي شهر أكتوبر أيضاً تكرر الموقف
نفسه مع وزارة الخارجية المصرية ولم نتمكن من لقاء أحد للتعليق على ما
عُرف بصفقة عزام عزام، لكن ورغم رغبة البعض في طيّ ملف عزام والطلاب الستة
إلى الأبد لا يزال محامي عزام المصري فريد الديب الذي تعرض لانتقادات حادة
بسبب دفاعه عن عزام عزام، لا يزال يصرّ على أن الحكم الذي صدر في أغسطس
عام 1997 هو حكم سياسي وليس جنائياً.
فريد الديب (محامي عزام): ما زلت عند رأيي أن الحكم وإن كان مع الاحترام
الكامل له ولهيئة المحكمة التي أصدرته رأيي أنه حكم خاطئ، ولكن للأسف
الشديد الحكم لأنه كان طوارئ من محكمة الطوارئ يعني أمن دولة عليا طوارئ
لم يكن يجوز الطعن فيه أمام محكمة النقض، وبالتالي فما فيش غير الدرجة ده
بس، وأنا أوضحت في مذكرة دفاعي أن هناك عوامل سياسية كثيرة أدت إلى خلق
هذه القضية في هذا التوقيت بالذات.
سامح عاشور (نقيب المحامين): الإدانة ثابتة في حقه بدليل أنه حُكم عليه،
العقوبة تقدير العقوبة بحدها الأقصى أو بحدها الأدنى يدخل في تقدير
المحكمة بملابسات بظروف، إنما بالتأكيد فيه إدانة في المسألة ما فيها شك،
وإحنا يسيئنا الإفراج عنه ولو قبلها بأربعة وعشرين ساعة بغض النظر عن
الموقف والاستفادة من الإفراج عنه بالإفراج عن الطلاب المصريين أو
المواطنين المصريين، لأنه موقف المواطنين المصريين مختلف، الحقيقة لأنها
هي عملية بلطجة إسرائيلية جرت في أنهم هم قبضوا على عدد من المصريين على
الحدود والحدود متداخلة ومتشابهة والصحراء واحدة والأرض واحدة، بالإضافة
إلى أن رفح وغزة ليست أرض إسرائيلية حتى بإقرارهم هم فقُبض عليهم بشكل
يوحي أن هناك نية مبيتة لاستغلالهم بأغراض سياسية.
أسعد الأسعد (مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نتنياهو): إطلاق سراح
عزام عزام لم تكن صفقة ولكن المدة أو نصف المدة التي انسجنها في مصر هذا
عادة حسب العرف المصري أو القانون المصري بعدما تمرّ نصف المدة عادة رئيس
الجمهورية يخرج الناس من السجن، وهذا سمعته قبل سنتين مما طلع عزام من
السجن من وزير الخارجية المصري الحالي أحمد أبو الغيط، كان سفير مصر في
الأمم المتحدة وكان لي لقاء معه سألني في هذاك الوقت: أديش عزام صار له في
السجن؟ قلت له: ست سنين ونصف سبع سنين، أعطاني خبر أنه عادة بعدما تمرّ
نصف المدة رئيس الجمهورية ما يسمى ينظف السجون من الموجودين هناك.
سامح عاشور (نقيب المحامين): ليس لدينا أي معلومات عن وجود شكل رسمي
لصفقة، لكن الذي أمامنا إفراج عن عزام عزام قبل معاده غير راضي عنه، إذا
كانت هناك صفقة فأنا غير راضي، أنا راضي عن رجوع المصريين بالتأكيد، لكن
غير راضي عن تسليم عزام عزام.
داني ياتوم (رئيس الموساد 1994- 1997): عدة مرات سافرت إلى مصر ضمن مهامي
المختلفة والتقيت الرئيس مبارك وأوضحت له أنه ليس لعزام عزام صلة بالموساد
أو بأي جهاز استخبارات آخر، وأنه لم يعمل باسم الدولة ولا علاقة له
بالتجسس، الرئيس مبارك وعد بأن يدرس الموضوع ويرى إمكانية اختصار مدة
السجن، من وجهة نظري كان بإمكان المصريين إطلاق سراحه قبل هذا الوقت بكثير.
أسعد الأسعد (مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نتنياهو): كان لي
حديث مع رئيس المخابرات الإسرائيلي داني ياتوم في هذا الوقت الذي قال رئيس
المخابرات المصري أنه فيه حلف شرف أو حديث بين رؤساء المخابرات أنه قال
له: أنا على ذمتي أن عزام مش جاسوس ومش إحنا بعثناه، ولهذا حكومة إسرائيل
بالنسبة لعزام عملت المستحيل تروحه بسبب الضجة الإعلامية التي قامت في
هذاك الوقت مشان عزام، والعلاقات الخاصة الموجودة بين إسرائيل وبين مصر
وحكومات إسرائيل المتتالية مع جمهورية مصر، كنت مستشار لنتنياهو وبعدما
تركت الكنيست وفي هذه الفترة انسجن عزام في نوفمبر 1997، طبعاً أنا ذهبت
لمصر وللقاهرة أن أتكلم مع محامين كان لي حديث مع مستشار رئيس الجمهورية
الدكتور أسامة الباز وعالجت قضية عزام من بدايتها وعرفت تفاصيل المحكمة
والقضاء وحكم عزام وإلى آخره، طبيعي حاولت كل الفترة بعدما انسجن عزام
وبعدما سمعت من المحامي تبع عزام أن عزام كان بريء وحُكم عليه بسبب
الأوضاع السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين ومصر.
أسامة سرايا (رئيس تحرير جريدة الأهرام): هو ثبت أنه يتبادل معلومات مع
عدد من المصانع خاصة المعلومات الاقتصادية، ممكن في ذلك الوقت تكون في ذلك
الوقت معلومات تشكل جريمة جاسوسية ممكن في مرحلة أخرى هي تشكل جريمة
جاسوسية، وسعادتك هو فعلاً عزام أدين بالمحكمة وكان واضح أنه ينقل معلومات
ويتعاون ويشتغل في مصر لصالح عدد من مصانع النسيج وينقل لهم المعلومات في
هذا الإطار.
داني ياتوم (رئيس الموساد 1994- 1997): أكثر من هذا أنا كنت شاهداً على
عشرات المحادثات لباراك وبيريز ونتنياهو مع زعماء العالم وعلى رأسهم
الرئيس الأميركي كلينتون، وقالوا له: إن عزام ليس جاسوساً فدولة إسرائيل
لن تخاطر بالكذب على كلينتون، وقالوا له: اذهب واسدِ لنا معروفاً لدى
الرئيس مبارك، وحاول أن تطلق سراح هذا المسكين فهو مسجون رغم أنه لم يفعل
شيئاً.
فريد الديب (محامي عزام): أنا رأيي طبعاً غير رأي كده خاصة، الحقيقة غير
كده السبب في هذه المطالبات المتكررة من الحكومات المتعاقبة للأحزاب
الإسرائيلية المختلفة سببها أن عزام عزام درزي وطائفة الدروز في إسرائيل
كما هي في كثير من البلدان طائفة قوية لها نفوذها ويُحسب لها حساب سواء في
الانتخابات أو في غير الانتخابات.
أسامة سرايا (رئيس تحرير جريدة الأهرام): لم يكن عزام عزام جاسوسي وأنه
بطل قومي استقبل في إسرائيل واستقبله أرئيل شارون من لحظة وصوله، أليس هذا
دليل على أن المحاكم المصرية عندما حاكمت عزام على أنه جاسوس؟ ألا تقول أن
إصرار إسرائيل ووزراء إسرائيل المتعاقبون على زيارة عزام في السجون
المصرية أليست إشارة على أنه جاسوس؟ أليست البطولة التي أشار لها عزام على
أنها جاسوس؟ أليست الطريقة التي تم بها الإفراج عن عزام في صفقة سياسية
كبيرة التي تشير إلى أن عزام كان صيداً ثميناً للمخابرات المصرية أنه
جاسوس؟ أنا لا يخالجني الشك لحظة إلى أن أجهزة الأمن المصرية عندما قبضت
على عزام كان جاسوساً وعندما أدانته المحاكم المصرية كان جاسوساً.
أحمد عبد الله: الفريق مجدي عمر مساعد رئيس الاستخبارات المصرية الأسبق
يرى أن موضوع عزام هو موضوع سياسي بداية ونهاية وأن إسرائيل افتعلت الموقف
كله من أجل استعادة الانتماء القوي للطائفة الدرزية.
الفريق مجدي عمر (مساعد رئيس الاستخبارات المصرية الأسبق): ما تنساش برضه
أنه درزي والدولة مهتمة جداً بأنها تخلي الأقلية الدرزية مربوطة بها لدرجة
مثلاً أن سلاح الحدود معظمه دروز كله دروز، والدروز بقى قيمتهم أنهم
يتكلمون عربي وأنهم محسوبين على الإسلام، وببساطة كده وأنا اشتغلت ميداني
يعني أنا ما جانيش حد بالمنظر ده، ما أتعبش وقتي ما أضيعش وقتي معاه،
أنشطة المخابرات هي أربعة أساساً: جمع المعلومات، تحليل المعلومات، العمل
السري، المخابرات المضادة، ده من ناحية النوعية هي الأربع مجالات أو
ميادين رئيسية بتاعة أي أجهزة مخابرات في أي دولة الأربعة دول.
أحمد عبد الله: ما هو في حالة حرب في حالة سلم لا بد..
الفريق مجدي عمر (مساعد رئيس الاستخبارات المصرية الأسبق): مستمرة..
أحمد عبد الله: مستمرة.
الفريق مجدي عمر (مساعد رئيس الاستخبارات المصرية الأسبق): وبالنسبة للعدو والصديق على السواء..
أحمد عبد الله: العدو والصديق.
الفريق مجدي عمر (مساعد رئيس الاستخبارات المصرية الأسبق): والصديق لأنه.. طبعاً.
أحمد عبد الله: طيب معنى ذلك أنه بين مصر وإسرائيل حتى الآن هناك برضه عملاء.
الفريق مجدي عمر (مساعد رئيس الاستخبارات المصرية الأسبق): بالتأكيد طبعاً بالتأكيد.
أحمد عبد الله: بصرف النظر عن السبب الحقيقي وراء الاهتمام بعزام وما إذا
كان عزام جاسوساً أم جزءاً من شبكة جواسيس، فهل لا تزال إسرائيل المعروفة
بزرعها جواسيس حتى داخل الدول الصديقة بما فيها أميركا؟ هل لا تزال تعتبر
نفسها في حالة حرب مع مصر؟ وهل لو صحت قصة عزام وعماد ومنى وزهرة هل
انتهكت بذلك اتفاقات السلام مع مصر؟ أسئلة وجّهناها إلى داني ياتوم الرئيس
السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية المعروف بالموساد.
داني ياتوم (رئيس الموساد): حتى في العصر الحديث لا يزال استعمال العملاء
الجواسيس وهذا ما يسمى بالاستخبارات البشرية، فهناك أهمية ووزن كبيران
لهذا، ويسمى اليومينج بلغة المهنة، وليس هناك أي جهاز استخبارات لا يستعمل
اليومينج لأنه في بعض الأحيان يستعمل للحصول على جزء صغير من التفاصيل يتم
عبر تفعيل عميل أحياناً إسرائيلي، وأحياناً أخرى محلي يسمى بالمتعاون،
عندما يكون هناك خطر على حياة الجاسوس أو العميل فمن شبه المؤكد أن الدولة
ستخرج عن صمتها وتعترف وتبذل كل الجهود لمساعدته، عندما تم القبض على
عملائنا في الأردن الذين كان هدفهم اغتيال خالد مشعل والذين أرسلتهم بنفسي
عندما كنت رئيساً للموساد قمت مباشرة بالعمل على جميع الأصعدة وجنّدت كل
من استطعت تجنيده لكي أنقذهم، وفعلاً عاد آخر واحد فيهما إلى إسرائيل بعد
اثني عشر يوماً، وكان بإمكاني تجاهل الموقف والقول بأنهما ليسا من رجالي،
وكان من الممكن أن يبقيا في السجن، لكن من وجهة نظري عندما يتيح لك الوضع
الخيار بين أفضلية العميل أم أفضلية الدولة فالدولة مع العميل، لا أستطيع
أن أقول بأن لدى إسرائيل بالفعل أجهزة أمن واستخبارات قوية جداً، وصحيح أن
الموساد يُذكر في عناوين الأخبار عندما تكون هناك أخطاء، ولكن كلنا يستطيع
أن يفهم أنه من بين هذه الأخطاء هناك العشرات ومئات الآلاف من العمليات
الناجحة حتى يومنا هذا، وحقيقة الأمر أن أحداً لم يسمع عنها، إنما يدل ذلك
على أنها بدأت وانتهت بنجاح لأنه لو انتهت بالفشل فكان العالم كله سيسمع
بها كما حدث معنا عدة مرات.
أحمد عبد الله: إذا كانت الدولة تخرج عن صمتها في حال اكتشاف عميلها كما
ذكر رئيس الموساد السابق، فلماذا إذاً لا يكون عزام جاسوساً؟ لكن عزام
ينفي ويصرّ على النفي بأنه لم يكن جاسوساً.
مخاطباً عزام عزام: يعني إسرائيل معروفة بزرع جواسيس في أماكن كثيرة من العالم..
عزام عزام: والمصريين لا..
أحمد عبد الله: والمصريين زرعوا جواسيس..
عزام عزام: لحظة واحدة هل سمعت بكارين إي، سفينة كارين إي، ما كان بها سفينة كارين إي؟
أحمد عبد الله: ما كان بها كارين إي؟ احكي لي.
عزام عزام: بطاطس وطماطم؟ كان فيها ذخيرة مهربة، ماشي؟ وقُبض على ثمانية
من طاقم السفينة ده مصريين، كانوا يعملوا إي المصريين الثمانية دول؟ كانوا
يلعبوا شيش بيش على السفينة ولاّ كانوا عارفين أنه فيه باطن السفينة ذخيرة
مهربة، مهربة لمين؟ ما ليش دعوة؟
أحمد عبد الله: معروف..
عزام عزام: وأفرج عنهم ولم يحاكموا وأفرجت عنهم إسرائيل، ولاّ هم دايماً
أبرياء وإحنا أولاد الل.. الزي ما بيقولوا المصريين، إحنا المتهمين إحنا
اللي منعمل الحاجة الوحشة، وهمّ كمان، والستة المصريين اللي دخلوا من غار
حريف..
أحمد عبد الله: ستة طلاب.
عزام عزام: الستة المخربين أي طلاب؟ أو درسوا بجامعة تخريب.. كده مش ممكن
يكونوا طلاب وداخلين يخربوا في إسرائيل ويسرقوا ويخطفوا جنود ويقتلوا بني
آدمين ويخطفوا جنود..
أحمد عبد الله: وأنت تأكدت من كده؟
عزام عزام: أنا زي ما المصريين يصدقوا النيابة المصرية أنا بصدق الإسرائيليين، وبختم لهم وأنا مغمض.
أحمد عبد الله: طيب أنت كان عندك أي معلومات عن هذه الصفقة؟ أي تفاصيل؟
عزام عزام: أي صفقة؟
أحمد عبد الله: الصفقة الأخيرة التي تم الإفراج عنك بسببها؟
عزام عزام: في الفترة الأخيرة كان لديّ راديو ترانزستور وكنت أقرأ الصحف المصرية ولم يُسمح لي بالعبرية.
أحمد عبد الله: كنت تسمع ما يدور في العالم من خلال..
عزام عزام: من خلال الراديو، سأقص عليك قصة كمان العالم العربي لسّه ما
سمعاش بأنني كنت أسمع بهذا الراديو بعد أن صُرّح لي براديو ترانزستور إي
إم موجة واحدة مش موجتين يعني إف إم ممنوع، وأنا بقيت جرّبت أعمل أي حاجة
هنا عيّرته وبقيت أسمع صوت إسرائيل.
أحمد عبد الله: ولم يلحظ أحد من ضباط الأمن؟
عزام عزام: فأنا لم أعطيهم الفرصة لأنهم لو علموا كنت خفت بأن يصادروا لي هذا الراديو لأنه كان عالمي الخارجي هو الراديو..
أحمد عبد الله: هذا الراديو يعني غير عادي.
عزام عزام: لا.. مصري، مصري، من مصر، ده من داخل مصر، اشتراه القنصل من داخل مصر..
أحمد عبد الله: هذا القنصل إسرائيلي.
عزام عزام: القنصل إسرائيلي، وراح معاه ضابط مصري، لما صُرّح لي براديو
طلبت طلب، صُرّح لي بعد ثلاث سنوات أنت فاكر من أول يوم كان معي راديو
ترانزستور؟ أنت لو تعرف كنت عايش إزاي داخل الزنزانة بعدين رح يقولوا كان
جاسوس ولاّ ما كانش جاسوس، بعد ثلاث سنوات صُرّح لي، قالوا لي: قدم طلب
فقدمت طلب، الطلب راح للمأمور الذي هو مدير السجن ورفعه لإدارة مصلحة
السجون، ولما بعرفش وصل فين بعرفش وصل فين بعدين، أنا كنت خايف مرة من كثر
ما يقولوا لي رفعناه رفعناه للأعلى كان ليوصل لعند ربنا عشان يجيبوا لي
تصريح، فأجا لي تصريح فأجا القنصل قال له: مبروك أجا تصريح لعزام براديو
ترانزستور، ولكن مسموح له بس بإي إم موجة واحدة، قال له: طيب أنا ببعث
السواق يجيب، قال له: لا.. لا رح يطلع معاك الباشا نبعث معك باشا، بعثه
معه ضابط راح اشترى راديو وأدهوا لي، فجيت أنا ألعب بيه فلحظي الحلو جبت
صوت إسرائيل فمن خلال الراديو بقيت أنا أسمع صوت إسرائيل.
أحمد عبد الله: يعني أنت ده الوقت خمس سنوات داخل السجن تسمع صوت إسرائيل
من غير الأمن المصري ما يعرف عنك شيء، خمس سنوات، ولم يلحظ أي أحد أنك كنت
تسمع..
عزام عزام: لأنني كنت أخرج من الزنزانة ساعتين باليوم، وكنت داخل الزنزانة
ما عنديش ولا حاجة أعملها يا أقرأ جرايد يا أسمع راديو، فلما أعرف أنهم رح
يفتحوا لي في الساعة المعينة ده كانوا يفتحوا عليّ الساعة تسعة الصبح، أنا
ألعب في الإشارات في المؤشر وأبدله ما حدش.. ولما كنت أسمع كنت أسمع
بالوشويش.
أحمد عبد الله: أنت أكيد عندك خبرة في الراديو.