مفاعلات إسرائيل النووية:
اولا: مفاعل ناحال سوريك
مفاعل يقع في قرية ناحال سوريك على البحر المتوسط غرب يافن ورحبوت.افتتح رسمياً في 18 كانون الثاني من عام 1959. وهو مفاعل نووي يستخدم اسلوباً غير متطور الى حد ما, بدأ العمل بقدرة 1 ميكاواط وقد تم انشاؤه ويستخدم الماء الخفيف للتهدئة وقادر على IRR بمساعدة الولايات المتحدة الامريكيةفي عام 1953 وهو من نوع
انتاج البلوتونيوم وقد بدأ تشغيله عام 1960 بالقدرة المذكورة التي طورت بعد ذلك الى 5 ميكا واط في العام 1969 . وقوده الانشطاري اليورانيوم المخصّب بنسبة 90% وقد تطور في سنين السبعينيات الى 10 ميكاواط .وحيث ان الزيادة المقررة قد توفرت امكانياً للمفاعل وبهذه القدرة المذكورة فهو قادر على انتاج الاسلحة النووية, حيث يذكر احد المتخصصين في هذا المجال انه(( خلال الفترة الواقعة ما بين 1960, 1966 وافقت الولايات المتحدة على تزويد اسرائيل بخمسين كبلو غراماً من اليورانيوم 235 باغناء 90% لتزويد مفاعل! 604; ناحال سوريك بالطاقة)).[نقلاً عن كتاب الاسلحة النووية في اسرائيل للدكتور تيسير الناشف .المؤسسة العربية للدراسات والنشر.1990 ].
ثانياً: مفاعل ديمونة:
يقع هذا المفاعل على بعد 14 كم من مركز ديمونا البلدة الصحراوية الواقعة في صحراء النقب بالقرب من بئر السبع.تتالف المنطقة التصنيعية النووية في ديمونا من ابنية متعددة يصل عددها الى تسعة ابنية. البناءات 1,2,8,9 تصنع بشكل مباشر السلاح النووي والنووي الحراري . اما البقية فتقدم لسابقاتها الدعم الخدمي من اجهزة ثانوية ومركبات الكترونية كما يحتوي بعضها على معامل لمعالجة النفايات المشعة ذات الاشعة العالية والمحتوية على منتجات انشطار نووي فتقوم بتخزينها وتعبئتها في براميل خاصة لتخزن في مقابر جهزت لهذا الغرض علماً ان هذه المقابر او المستودعات المؤقتة مطمورة تحت الارض وقد يرشح بعضها وترتفع درجات حرارتها فتولد غازات قابلة للاشتعال خلال فترة زمنية قصيرة لتحدث كارثة في المنطقة لاتقل عن الكوارث التي شابهتها بالاساس. اما اذا حدث ما لاتحمد عقباه كالزلازل او الهزات الارضية كالتي حدثت قبل فترة قصيرة في مثلث العقبة- سيناء, فان هذه المستودعات ستتحول الى مزابل اشعاعية قاتلة لا يمكن السيطرة على اشعاعاتها باي شكل من الاشكال ومن الغازات المتوقع تسربها مثلاً الكربتون – 85 وعمره النصفي 10.72 ساعة (يسبب سرطان الدم ويهاجم كل الاعضاء) الزينون- 133 وعمره النصفي 5.25يوم (يهاجم كل الجسم ويسبب عدداً من الامراض الخطيرة).[ العمر النصفي : هو الفتره! 577; الزمنية اللازمة لهبوط النشاط الاشعاعي للنظير المشع الى النصف, فمن النظائر ما يصل عمرها النصفي الى 4.5 مليار سنة ومنها ما يصل الى اجزاء الثانية] إضافة الى النظائر الظاهرة في النفايات مثل اليورانيوم 235 و 238 والبلوتونيوم 238, 239, 240 (اعمارها النصفية تصل الى 24390 سنة كما في البلوتونيوم239 ).اما النفايات ذات الاشعاع المتباين السائلة فتوضع في اوعية خاصة كما ان هذه النفايات المشعة تحتوي على اشعاعات كاما وبيتا والنظائر المعروفة بالثقيلة مثل النبتونيوم والبلوتونيوم والامريسيوم والكوريوم وهي مواد ذات فعالية اشعاعية عالية تؤثر مباشرة بالطبيعة والكائنات عموماً بضمنها الانسان[كل هذه العناصر تتسرب في العظام فتسبب ارتخاءها وعدم استطاعتها حمل الجسم].
لقد كان الهدف من انشاء مفاعل ديمونا بالذات عام 1963 ليتم انتاج البلوتونيوم , اضافة الى انتاج الطاقة الحرارية التي تقدر ب26 ميكاواط بعد ان كان 24 ميكاواط. وفي هذا المفاعل استخدمت هندسة مدنية متقدمة لحمايتها من اي خطر(اعتداء) حيث انشئت هذه الابنية من الخرسانة المحكمة, اطوالها 24 ×60 متراً ويبلغ سمكها عدة اقدام لحمايتها من الضربات الجوية. فقد ساعدت فرنسا في تصميمه وبنائه وتدريب العاملين فيه حيث قدمت مساعدة فرنسا تحت لواء وتمتلك فيه! 575; الحكومة الفرنسية نسبة 66%بينما استمرت اسرائيل بتطوير المفاعل الى حد ادى الى تطور قدرة المفاعل الى حوالي 70 ميكاواط اي ان بامكانة لوحده انتاج مالايقل عن عشر قنابل من الوزن المتوسط والشيء المثير حقاً والخطير. ان عملية التوسيع والتطوير الجارية على هذا المفاعل تسير بشكل مخيف لا يعرف احد عواقبه , فمن المعلومات التي ذكرها موردخاي فعنونو الاسرائيلي المغربي الاصل الذي هرب من اسرائيل في آذار عام 1988 ونشرتها صحيفة سانداي تايمز البريطانية انه(( تم توسيع مفاعل ديمونة بحيث من المحتمل انه يعمل الان بطاقة 150 ميكاوات! 5;ط لاستخلاص كمية اكبر من البلوتونيوم يبلغ معدلها 40 كغم سنوياً فيقوم نظام للتبريد في المفاعل باخفاء الكمية المنتجة)).
بعض خواص مفاعل ديمونة:
1- تتم التهدئة بالماء الثقيل الذي يتم انتاج اكبر قدر منه داخل اسرائيل نفسها( المهديء: يعمل بشكل اساسي لتقليل طاقة النيوترونات السريعة الناتجة من انشطار نوى اليورانيوم وذلك لتتم السيطرة على احداث اي تفاعل قادم وهو يحيط باليورانيوم الطبيعي المستخدم كوقود نووي بحيث اذا اصطدم النيوترون بهذا المهديء يفقده جزءاً كبيراً من سرعته( او من طاقته) وجزيئة الماء الثقيل عبارة عن اوكسيد الديتيريوم , ذرتان للهيدروجين الثقيل المعروف بالديتيريوم( نواته تحتوي على نيوترون وبروتون) وذرة اوكسجين واحدة.
2- ان الوقود المستخدم في مفاعل ديمونة , اليورانيوم الطبيعي على شكل قضبان طويلة موزعة بشكل منتظم في قلب المفاعل المذكور, ويتحول الماء الثقيل ( المهديء) من خلاله.
3- يستخدم الماء الثقيل كذلك كمبرد للتقليل من درجة الحرارة الناتجة من انشطار نوى اليورانيوم اذا ما ازدادت عن الحد المتفق عليه ك&#! 1610; لا يحدث انفجاراً ويهدم قلب المفاعل.
4- هناك مبادل حراري يحول الماء الى بخار خلال دورة ثانوية. يطلق خلاله البخار الى الجو الخارجي( علماً ان هذا البخار يحتوي على كمية كبيرة من الاشعاع , وانه ( اي البخار) في المفاعلات الاخرى يستخدم لتدوير التوربينات لتوليد الكهرباء ولا يظهر منه الا القليل لاي سبب . !
5- يعمل المفاعل كل ثمانية اشهر سنوياً ينتج 5 كغم من البلوتونيوم شهرياً.
6- يتوفر في ديمونة معمل لاعادة التصنيع , وفيها يتم فصل البلوتونيوم بالطرق الكيميائية عن وقود اليورانيوم غير المستخدم , باستخدام طريقة معروفة اسمها بيوريكس وفيها تستخدم مادة ثلاثي بوتيل الفوسفات المذاب في هيدروكربون الكيروسين كونه عاملاً لفصل المواد.
7- تنتج عن المفاعل حوالي 100 طن من النفايات المشعة سنوياً.
لقد تمت مساعدة اسرائيل بواسطة دول اخرى كذلك على التنقيب عن كميات كبيرة من الفوسفات المشتملة على اليورانيوم منخفض الدرجة في صحراء النقب الغنية به.