تشكيلة الجيش الاسرائيلي
تتولى هيئة الأركان العامة المشتركة، برئاسة رئيس هيئة الأركان العامة، والإشراف على الأسلحة الرئيسية الثلاثة، وإن كانت قيادتا سلاحي الجو والبحرية، تتمتعان باستقلال ذاتي والأركان العامة مقسمة الى أركان منسقة وأركان مهيمنة، كما توجد هناك قيادات ميدانية وتنظيمية.
ويعتبر رئيس هيئة الأركان العامة القائد العسكري الأعلى للقوات المسلحة، ويحمل رتبة (راف ألوف) (جنرال) . وتتألف تشكيلة القوات المسلحة الاسرائيلية من هيئة الأركان العامة التي تضم الشعب المنسقة التالية: الأركان العامة، المستودعات، الطاقة البشرية، الاستخبارات، الأركان المهيمنة فتضم قادة مختلف الأسلحة، وضابط التثقيف الرئيسـي، وضابطة سلاح النساء الرئيسية والحاخام العسكري الرئيسي، والمدعي العام العسـكري. وفي التشكيلات العسكرية توجد سبع قيادات، ثلاث منها ميدانية في المناطق العسكرية الثلاث: الشمال والوسط والجنوب ، و أربع قيادات تنظيمية غير ميدانية ، وهي قيادات الناحال والتدريب والأسلحة البرية، وتتفاوت درجة الاستقلالية للأســلحة والخدمات في القوات المسلحة الاسرائيلية تبعاً لأهمية وظائفها .
ويتألف الجيش الاسرائيلي من ثلاثة تشكيلات، وهي القوات البرية، والقوات البحرية، والقوات الجوية.
منقول مع التعديل للاستفادة.
وشكرا
القوات البرية في الجيش الاسرائيلي
وتشكل تلك القوات عماد الجيش الاسرائيلي، وتقوم بالمهام الأساسية في عمليات الهجوم والدفاع على السواء، وتقوم على أساس الدمج بين أسلحة برية متعددة، منها الدبابات والمدفعية والهندسة والمشاة، وعلى أساس التعاون مع كل من سلاح الجو وسلاح البحرية.
والتشكيل الأساسي في القوات البرية هو الـ "أوجداه" وتتألف "أوجداه" الدائمة من ثلاثة ألوية الى خمسة، ويتراوح عددجنودها ما بين (15-25 ألف جندي) موزعين ما بين التشكيلات المدرعة والمشاة الميكانيكية والمظليين والمدفعية والهندســـــــة، والخدمــات ووحدات الدعم اللوجستي تبعاً للمهام المطلوبة.
وقد طرأ تحول على القوات البرية خلال عملية غزو لبنان عام 1982، حيث تشكلت قيادة فيلق تضم (3-4) "أوجدات" وبعدها تم استحداث هيكلية قيادة فيلقين دون أن يتم تحديد الـ "أوجدات" التابعة لها.
وبلغ العدد الإجمالي في عام 1996 للقوات البرية أكثر من خمسمائة ألف جندي**** منهم 136 ألفاً من القوات النظامية (من العاملين والمجندين) و363 ألفاً من قوات الاحتيــاط، ويتوزع الباقون ما بين وحدات الناجال (حوالي 7500 جندي) وقوات حرس الحدود (حوالي 6000 جندي) والقسم الأساسي منهم موزع على وحدات في 12 "أوجدات" مدرعة وآلية و4 "أوجدات" مشاة اقليمية، و(5) ألوية مستقلة مدرعــــة وميكانيكيــة، و(5) ألوية من قوات المظليين والقوات المحمولة جواً. ويعتمد التسليح الأساسي للقوات البرية على دبابات القتال الرئيسية التي يبلغ عددها 3895 دبابة، والقسم الأساسي من الدبابات البريطانية"سنتوريون"، إضافة الى الدبابات الأمريكية من طراز "M60" تليها مباشرة دبابات مركافا الاسرائيلية،
ويضاف الى ما سبق في التسليح المدرع للقوات البرية نحو 400 عربة استطلاع مدرعة ونحو 6000 ناقلة جنود مدرعة، ما بين مجنزرة و نصف مجنزرة، أما سلاح المدفعية فيقدر بنحو (1600) مدفع، بينها 400 من المدافع المتطورة، والبقية من المدافع ذاتية الحركة ومن السيارات المتعددة، وفي سلاح المدفعية 5500 مدفع هاون متعدد العيارات، وبعضها ذاتي الحركة، وفي عداد الأسلحة البرية للجيش الاسرائيلي راجمات صواريخ متعددة السبطانات، وصواريخ أرض/ أرض من طراز (ZANCE) وأخرى من طراز أريحا (2-1) التي تنتجها اسرائيل، وكذلك أسلحة مضادة للدروع من بينها صواريخ "تاو" و"دراجون" و"ساجر AT-3" (16).
القوة الجوية الاسرائيلية
تعكس القوة الجوية الاسرائيلية القاعدة التكنولوجية والبشرية الفنية التي تملكــها. و تعتمد العقيدة الجوية الاسرائيلية على افتراض يقول بأن القوة الجوية مهمتها تنفيذ المهمات الموكلة إليها وتوفير الدعم والإسناد للجيوش البرية والقوة البحرية. وقد كانت القوة الجوية الاسرائيلية وما تزال الدرع الاستراتيجي الرئيسي، وهي تمثل جزءاً كبيراً وفعالاً من سياسة الردع الاسرائيلية، وتمتلك اسرائيل أكثر المعدات والأجهزة تعقيداً وتقدماً في العالم وبخاصة الطائرات الهجومية والمروحيات الهجومية .
إضافة لما تقدم يشغل سلاح الجو في اسرائيل مكانة هامة في نظام جمع المعلومــات، وهو من أحدث وأقوى أسلحة الجو في منطقة الشرق الأوسط. يبلغ العدد الإجمالي للمنخرطين في سلاح الجو الاسرائيلي حوالي (87) ألفاً، منهم 33 ألفاً من القوات النظامية (من العاملين والمجندين) فيما يبلغ عدد الاحتياطيين نحو 54 ألفاً، ويتمتع سلاح الجو الاسرائيلي بمزايا فنية وتقنية عالية، تختصرها القاعدة التقنية التي يوفرها التعاون العسكري الأمريكي – الاسرائيلي في هذا المجال، ويصل عدد طائرات سلاح الجو الاسرائيلي (742) طائرة من مختلف الطرز. وعماد سلاح الجو الاسرائيلي الطائرات المقاتلة والمهاجمة للأهداف الأرضية، وعددها يبلغ (61) سرباً تتوزع طائراتها على الطرز الأمريكية (F-4E) و(F15) و(F16) من نماذج متعددة، لإضافة الى طائرات "كفير" الاسرائيلية الصنع، والى ذلك يملك سلاح الجو الاسرائيلي طائرات مروحية يبلغ عددها 253 موزعة ما بين طائرة قتـــــال واستطلاع ونقل، وهي من طرز مختلفة، الأبرز منها "أباتشي" و"كوبرا" كما تملك اسرائيل طائرات استطلاع، وطائرات الحرب الالكترونية وأخرى للتدريـــب والنقل، و تضم أسلحة الدفاع الجوي منظومات صاروخية ومدافع مضادة للطائرات متنوعة الطرز.
وفي الوقت ذاته تطور تسليح الطائرات الاسرائيلية من حيث القدرة على إصابة الأهداف من بعيد، نظراً لحصولها على صواريخ (جو-أرض) و(جو- جو) الموجهة بالأشعة تحت الحمراء.
القوات البحرية الاسرائيلية
منذ إنشاء وتكوين الجيش الاسرائيلي وحتى الآن، وسلاح البحرية الاسرائيلي يحتل المرتبة الثالثة في قائمة الأولويات في الجيش الاسرائيلي بعد القوات البرية والقوات الجوية، إن من الأسباب الرئيسية لعدم تقوية اسرائيل لأسطولها البحري بالتناسب مع تقوية باقي أفرع القوات المسلحة الأخرى، هو اعتماد اسرائيل على حماية الأسطول الأمريكي وقطعه البحرية المتواجدة في البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، إضافة الى تفوقها الجوي الذي يؤمنه سلاحها الجوي فوق الأجواء البرية والبحرية على حد سواء في مسرح العمليات، وكان "ايغال ألون" قد حدد سابقاً المهام المنوطة بالقوة البحرية والتي لا تزال حتى الآن هي نفسها حين قال: "إن على سلاح البحرية أن يحمي شواطئ الدولة ضد إنزال القوات للعدو من البحر" وأن يبعد سفن العدو خلف مدى الإصابة المؤثرة لصواريخها ومدافعها، و أن يهدد موانئ العدو، وأن يؤمن حرية الحركة للسفن الاسرائيلية في الخطوط الملاحية في البحر، وأن يقوم بتنفيذ عمليات إنزال قوات برية تكتيكية أو عملياتية على شواطئ العدو.
وبشكل عام يؤكد الباحثون العسكريون، أن اسرائيل قامت بتطوير حجم القوات البحرية، وكذلك المهمات والامكانات في العقدين الأخيرين، وبرزت بصورة خاصة إبان الاجتياح الاسرائيلي للبنان في عام 1982، حيث أنيطت بسلاح البحرية الاسرائيلي مهمات فرض الحصار على السواحل اللبنانية، كما شاركت وحدات منه مع القوات البرية والجوية في عمليات ضمن الأراضي اللبنانية، وذلك إضافة الى مهماته التقليدية، ويضم سلاح البحرية (19) ألف عسكري، منهم (9) آلاف من الجنود النظاميين الذين يؤدون الخدمة الالزاميــة ولديه قرابة (58) قطعة بحرية، معظمها مصنع محلياً، أو بمساعدة أمريكية فرنســــية، وحيازات سلاح البحرية الاسرائيلي (3) غواصات من الطراز البريطاني "فيكرز"، إضافة الى سفن الحراسة، و زوارق الدورية السريعة، الى جانب المدافع المضادة للصواريخ والطائرات، كما يضم سلاح البحرية الاسرائيلي (11) سفينة إنزال صغيرة ومتوسطة، ومع أن هذا السلاح يعتبر صغيراً نسبياً، إلا أن تسليحه متفوق، ولا سيما في المجالين الصــــاروخي والإلكتروني، بالإضافة الى طائرات الهليكوبتر الهجومية البحرية.
الصواريخ البالستية
يؤكد الباحثون الاستراتيجيون في الشرق الأوسط أن اسرائيل هي الأكثر تقدماً في المنطقة فيما يتعلق بتكنولوجيا الصواريخ البالستية، ويتوفر لديها صواريخ قصيرة المــدى، وأنواع عديدة من القذائف الأخرى، ذات المدى القصير، ونوعان من الصواريخ ذات المدى المتوسط، وقد حصلت اسرائيل من الولايات المتحدة في منتصف السبعينات على صاروخ من نوع (إم جي إم /52 سي / لانس)، إضافة الى صاروخ قصير المدى من طراز (مار-290)، وقد اعتمد في بناء أول صاروخ بالستي اسرائيلي على الصاروخ الفرنسي (داسو إم دي 660) فيما تشير الى أنه صاروخ متحرك وذو مرحلتين ويعمل بالوقود الصلب، حيث يبلغ مداه نحو 480 كم، وقد أصبح صاروخ (جاريكو ا) في الخدمة منذ أواخر الستينات ومطلع السبعينات.
ومنذ عام 1986 تسعى اسرائيل لتطوير صاروخ بعيد المدى هو (جاريكو 2) وتم اختباره في أيار / مايو 1987، وسبتمبر 1988، وسبتمبر 1989، وهناك تقارير تشير الى أن اسرائيل قد نشرت فعلاً مائة من صواريخ جاريكو 2 .
لم تعترف اسرائيل علناً ورسمياً أنها تمتلك صواريخ بالستية، بيد أنها كشفت عن قدرتها على استخدام هذه الصواريخ، ففي سبتمبر 1988 أطلقت اسرائيل قمرها الصناعي التجريبي الأول (أوفيك-1) وأطلقت الثاني في ابريل 1990، والثالث في ابريل 1995، ثم أطلقت قمرها الصناعي التجسسي (أوفيك-3) في العام ذاته ، و قد تم اطلاق جميع هذه الصواريخ عبر المنصة المعروفة باسم (شافيت) و قد تم تقديم هذا الصاروخ الى (ناسا) في عام 1990 ، وهو مكون من ثلاث مراحل ويعمل بالوقود الصلب، ويمكن تطوير قدرات (شافيت) ليصبح صاروخاً بالستياً قادراً على حمل 1000 كغ لمدى 4500 كم، ويمكن لاسرائيل أن تزودصواريخاً برؤوس نووية، وبذلك تغدو هذه الصواريخ البالستية أسلحة تدميرية فتاكة، فيما يرى الباحث أن اسرائيل لن تستخدمها إلا كملاذ أخير وحين يتعرض وجودها للخطر .
ويؤكد الباحث العسكري محمد زهير دياب أن اسرائيل طورت في أوائل الثمانينات الصاروخ (يريحو-2) بمدى يتراوح بين (490) و(750) كم، وهو مخصص لرؤوس نووية زنة 450-680 كغ، ومع آخر العقد، أتبعته بـ " يريحو-3" وهو صاروخ ذو مدى يتراوح بين (800-1400) كم، ويستطيع حمل رأس نووي زنة 750كغ، وهو من مرحلتين، ويعتقد أن العمل جار الآن على تطوير صاروخ بمدى أبعد من مدى (يريحو-3)، إذ أصبحت اسرائيل تعتبر إيران في صفوف دول المواجهة، وكذلك الجزائر، الى حد ما، نظراً الى أنها بدأت في تطوير قدرة نووية سليمة، والأمر نفسه بالنسبة الى ليبيا التي يمكن أن تمتلك قدرة نووية عن طريق شراء سلاح نووي .
الدور الغربي في بناء ترسانة الأسلحة الاسرائيلية
يمكن التأكيد بأن اسرائيل، لولا الدعم الأمريكي والأوروبي منذ عام 1948، لما استطاعت بناء ترسانتها العسكرية، سواء في السلاح التقليدي أو غير التقليدي، وقد أشرنا في أكثر من دراسة، أن المساعدات الأمريكية لاسرائيل قد بلغت خلال الفترة (1948-2001) نحو (80) مليار دولار، منها 61% على شكل مساعدات عسكرية، بيد أن المنعطف الاستراتيجي لتلك المساعدات كان بعد حرب حزيران في عام 1967، واحتلال اسرائيل أراضي عربية جديدة، وأصبحت اسرائيل تلعب دوراً استراتيجياً في إطار المصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وقد عوضت الولايات المتحدة الأمريكية اسرائيل عن خسائرها العسكرية إثر كل حرب خاضتها مع الدول العربية، وزودتها بصنوف الأسلحة المتطورة عشية كل توسع قامت به في الدول العربية، ومازالت الولايات المتحدة الأمريكية، ترى أن اسرائيل القوية عسكرياً، بمثابة ضمانة استراتيجية لها ولدورها في الشرق الأوسـط، و تذهب الولايات المتحدة الأمريكية الى أبعد من ذلك حيثما تقوم باجتذاب أسلحة ذات صناعة اسرائيلية وتبيعها لصالح اسرائيل للدول المتخلفة في آسيا و أفريقيا، لكن لا بد من الاشارة أن حرب تشرين، أو حرب الغفران كما يسميها الاسرائيليون، لم تشكل نوعاً من الأزمة داخل اسرائيل استدعت تغييراً ومحاسبة على المستوى السياسي وحسب، بل كان لها أثر في العقيدة العسكرية الاسرائيلية نفسها، فالاسرائيليون الذين واجهوا هجوماً عربياً لأول مرة في سلسلة حروبهم ضد الدولة العربية، أجروا بعد تقييم مجرياتها ونتائجها، تغييرات في فكرهم الاستراتيجي العسكري، وكانت عملية غزو لبنان هي الميدان الذي طبقوا من خلاله هذه التكتيكات الجديدة.
والملاحظ أنه على الرغم من تراجع نسبة الانفاق على المؤسسة العسكرية من نحو 30% من الموازنات الاسرائيلية في الثمانينات الى نحو (16-19 % في عقد التسعينات، إلا أن الأرقام المطلقة للانفاق على القطاع العسكري ارتفعت ارتفاعاً ملحوظاً، بسبب ارتفاع الأرقام المطلقة للموازنات الاسرائيلية، و ذلك على الرغم من دخول اسرائيل عملية تفاوض مع الأطراف العربية منذ نهاية عام 1991 في العاصمة الاسبانية مدريد، الأمر الذي يعكس حالة الجاهزية العسكرية التي أبقت عليها اسرائيل للإبقاء على التفوق النوعي على الدول العربية سواء في الأسلحة التقليدية أو غير التقليدية.