أسلحة الهجوم البحرية
منذ
فجر التاريخ، عرف الإنسان أن قوته البدنية لن تكون كافية في جميع الأحوال
لمواجهة أعدائه، فابتكر أنواعاً مختلفة من الأسلحة ، طبقاً لاحتياجه.
وتطورت هذه الأسلحة على مر التاريخ، بحثاً عن التفوق والحسم في ميدان
القتال.
مع بداية العهد بالمعارك البحرية، كان من الضروري تلاحم
السفن المتقاتلة، لتدور المعارك باستخدام الأسلحة البيضاء. ومع التطور
بدأت السفن في استخدام الأسلحة النارية للتراشق عن بعد، إلى أن يُحسم
القتال بالأسلحة البيضاء.
وعقب اختراع المدافع وتطور أعيرتها اختلف الأمر، إذ أصبح القتال البحري
يمكن حسمه بإغراق السفن المعادية، أو إحداث أضرار بها، تخرجها من ميدان
القتال، دون اللجوء إلى القتال المتلاحم؛ ولم تكن مدافع السفن هي المرحلة
الأخيرة، في تطور أسلحة القتال البحري، فقد زوّدت السّفن بعد ذ لك بقذائف
الطوربيد، ذات الطاقة التدميرية التي تفوق قذائف المدافع. وكان ظهور هذه
القذائف نقطة تحول في الأسلحة البحرية؛ أدت إلى ظهور سفن خاصة مسلحة
بالطوربيد، استخدمت بتوسع في جميع المعارك البحرية، التي حدثت في القرن
الماضي.
وظل سباق تطوير الأسلحة البحرية، يسعى للوصول إلى المدى الأبعد، مع دقة
إصابة الهدف، لحسم المعركة، قبل أن يتدخل العدو تدخلا مباشراً. فظهرت
أجيال السفن المسلحة بالصواريخ الموجهة، بأنواعها المختلفة. وبدأت القطع
الرئيسية في البحريات العالمية، في التحول التدريجي إلى سفن صاروخية؛
وامتداداً للتفكير في زيادة المدى، زودت سفن القتال الرئيسية، بطائرات
خاصة، لها مهام هجومية ودفاعية. وأدى هذا التطور إلى إضافة مهام جديدة
للقوات البحرية، مثل تقديم المعاونة بالنيران للقوات، التي تعمل بحذاء
السواحل. ووصل الأمر إلى تكليف بعض أنواع السفن بتدمير أهداف على بعد آلاف
الكيلومترات، مستخدمة الطيران البحري، أو الصواريخ الكروز.
وقد أدى تطور الأسلحة البحرية، والتعامل مع الأهداف البعيدة، إلى ضرورة
تكامل السلاح، سواء المدفع، أو الصاروخ أو الطائرة، مع نظم إلكترونية
متطورة، لتوجيه السلاح، وإدارة النيران، بما يضمن تحقيق أعلي قدر من أعمال
القصف البحري. وبذلك أصبحت الأسلحة البحرية الحديثة جُزءاً من منظومة
التسليح، التي تشتمل على المستشعرات، ومراكز القيادة، ومعدات التوجيه،
ومعدات ووسائل الاتصال المختلفة.
كما أدى تطور بناء السفن على مر التاريخ، إلى تطور فنون القتال البحري؛
ذلك أنّ تطور نظم الأسلحة البحرية الحديثة، في أواخر القرن الماضي، أدى ـ
دون شك ـ إلى تطور عظيم، لفكر الصراع البحري على المستويين الإِستراتيجي
والتكتيكي.
.................................................. .................................................. ................
if (window.Event)
document.captureEvents(Event.MOUSEUP);
function nocontextmenu()
{
event.cancelBubble = true
event.returnValue = false;
return false;
}
function norightclick(e)
{
if (window.Event)
{
if (e.which == 2 || e.which == 3)
return false;
}
else
if (event.button == 2 || event.button == 1)
{
event.cancelBubble = true
event.returnValue = false;
return false;
}
}
document.oncontextmenu = nocontextmenu;
document.onmousedown = norightclick;