المعركة البرمائية، هي استخدام الوسائل
البحرية والبرية مجتمعة، لمهاجمة هدف أو الدفاع عنه؛ ولهذا الأسلوب جذور
تاريخية قديمة جداً، حيث استخدمته القوات اليونانية عند مهاجمة جزيرة
صقلية عام 415 ق. م. ولكن استُخدم مصطلح "القتال البرمائي"Amphibious
Warfare، لأول مرة، في الحرب العالمية الأولي، عند تنفيذ العملية المشتركة
بين جيوش الحلفاء البرية، وقواتهم البحرية، في معركة جاليبولي Gallipoli،
عام 1915.
وقد استخدمت الحرب البرمائية على مدى واسع خلال الحرب
العالمية الثانية. فعند دخول اليابان الحرب عام 1941، استُخدمت القوات
الجوية والبرية والبحرية في عمليات مشتركة، للاستيلاء على الجزر ذات
الأهمية الإستراتيجية، مثل الفلبين وجاوا وسومطرا؛ وقد قوبلت عمليات
الإنزال اليابانية، مثل ما قوبلت قوات الحلفاء، عند النزول على سواحل شمال
أفريقيا، في نوفمبر 1942، بمقاومات ضعيفة. فلم تُظهر تلك المعارك الجوانب
الحقيقية للحرب البرمائية. ولكن اختلف الأمر عند قيام قوات الحلفاء
بعمليات الإنزال الضخمة لاستعادة أوروبا والجزر الإستراتيجية في المحيط
الهادي، حيث واجهت عمليات الإبرار البحري خطوط دفاع ساحلية قوية للغاية.
وقد استطاع الحلفاء التغلب على قوة هذه الدفاعات وتنظيمها، ببناء سفن خاصة
أُطلق عليها "سفن الإنزال" أو "الإبرار" Landing Ships، وهي سفن تتمتع
بقدرات مميزة على الإبحار في ظروف بحرية مختلفة؛ كما أنها قادرة على توصيل
المشاة والمدرعات إلى أقرب ما يكون للسواحل، في المياه الضحلة، وتوفر لهم
سبل ميسرة لمغادرة السفن، والوصول إلى السواحل.
بدأت العمليات البرمائية للحلفاء، بالقصف العنيف المستمر ضد الدّفاعات
المعادية. وتبعه إبرار القوات كاملة العتاد من سفن الإنزال، ومساندة
القوات المبرة في مراحل العمليات الأولي، بنيران مدافع السفن المرافقة
والمعاونة لعمليات الإنزال، حتى تبدأ المدفعيات المبرة تولي مسؤولية
التأمين والمعاونة.
وتمكنت قوات الحلفاء، مستخدمة هذا الأسلوب، من الاستيلاء على جزر المحيط
الهادي الحصينة، مثل: جزيرة تراوا عام 1943، وسيبان عام 1944، وايووجيما
وأوكيناوا عام 1945؛ وفي أوروبا استخدمت العمليات البرمائية، عند احتلال
الحلفاء لصقلية عام 1943، وإيطاليا عام 1944، ولكن أشهر وأكبر عمليات
الحرب البرمائية، عبر التاريخ، كانت غزو الحلفاء للساحل الفرنسي في منطقة
نورماندي، منطلقين من الساحل البريطاني في 6 يونية1944. وقد عكست هذه
المعركة الصورة الكاملة لمعركة برمائية، استُخدمت فيها القوات الجوية
والبرية والبحرية بتناغم وتعاون كبيرين؛ واستخدمت بعد ذلك أعمال الإبرار
البحري في الحرب الكورية عام1950، والعدوان الثلاثي على مصر عام 1956،
عندما قامت القوات الفرنسية بعملية إنزال بحري على سواحل بورسعيد. كما
استخدمت الحرب البرمائية عندما أعادت المملكة المتحدة سيطرتها، على جزر
فولكلاند عام 1982.
وتطورت سفن الإنزال، خلال تاريخها الحديث نسبيا، مقارنة بالأنواع الأقدم
من القطع البحرية، مثل البوارج والمدمرات. تطوراً كبيراً، ففي بادئ الأمر
كانت سفناً ضعيفة التسليح، تحمل أفراد المشاة، إلى أقرب نقطة من السواحل،
ثم أصبحت ـ بعد ذلك ـ تحمل قدراً مناسباً من التسليح يمنحها الحماية
الذاتية؛ وزودت بوسائل متطورة لتوصيل قوات المشاة والمدرعات إلى الساحل.
كما زودت سفن الإنزال الهجومية الحديثة بطائرات الهليكوبتر، لتكون هي
وسيلة الحمل الرئيسية للقوات من السفينة إلى البر.
.................................................. ..............................................
if (window.Event)
document.captureEvents(Event.MOUSEUP);
function nocontextmenu()
{
event.cancelBubble = true
event.returnValue = false;
return false;
}
function norightclick(e)
{
if (window.Event)
{
if (e.which == 2 || e.which == 3)
return false;
}
else
if (event.button == 2 || event.button == 1)
{
event.cancelBubble = true
event.returnValue = false;
return false;
}
}
document.oncontextmenu = nocontextmenu;
document.onmousedown = norightclick;