عدد الرسائل : 6019 العمر : 124 الموقع : ساحات الطيران العربى الحربى نقاط : 10224 تاريخ التسجيل : 05/10/2007
موضوع: الاعتراف المجاني..!! الإثنين ديسمبر 10, 2007 4:19 pm
الاعتراف المجاني..!!
الغموض يلف فحوى ونتائج مؤتمر انابوليس المزمع عقده بمشاركة عربية واسعة، حيث جدول الاعمال لازال غير واضح. وقد استبق الكيان الصهيوني هذا الاجتماع باعلانه عن عدم خوضه القضايا الاساسية، كمسألة العودة والقدس وازالة المستوطنات، وكأن اللاءات الصهيونية التي اطلقها رئيس الوزراء الاسبق لهذا الكيان بنيامين نتنياهو تشكل القاعدة لحضور الكيان في انابوليس. ان الشكوك التي رافقت التعجيل بهذا المؤتمر دون التحضير المسبق له لا تنحصر في الاوساط العربية فحسب، بل في الاعلام الغربي ايضا وخاصة الامريكي الذي بدأ في الاعتراف بعدم جدوى هذا المهرجان الاعلامي الذي لا يراد منه الا الاعتراف المجاني بوجود الكيان الغاصب على أرض فلسطين. ولم تكن ايران معارضة لمثل هذه السيناريوهات الهزلية، كونها تعارض الحل السلمي في فلسطين، كما تروج الابواق الغربية وبعض الموالين لها في الساحة العربية، غير ان المعرفة الحقيقية بخصوصية الكيان الصهيوني واجندته في منطقة الشرق الاوسط ادت الى مثل هذا الموقف، لأن اعطاء الامتيازات المجانية لعدو جاثم على أرض الغير بالقوة يعتبر تشجيعا له بعدما اكدت الرهانات استحالة التعايش مع هذا العدو في اكثر من موقع. ولا ينسى احد عشرات المؤتمرات الاقليمية والدولية التي عقدت تحت مسميات رنانة ووعود الغرب والولايات المتحدة بحسمها حسب المعايير الدولية، واعطاء الفلسطينيين الحق في انشاء دولتهم المستقلة، منها مؤتمر واشنطن في عام ،۱۹۹۳ واتفاق اوسلو الذي قيل انه سوف يعيد للفلسطينيين كيانهم المستقل، ولكن اسرائيل لم تنفذ أياً من العهود، بل استغلت الامر لكسب اعتراف مجاني من الجانب الفلسطيني. واليوم لم يتغير شيء على الأرض، بل كل ما هنالك ان العدو يسعى بمؤازرة امريكية لتحقيق ما لم تحققه حروبه العبثية. ويكفي للجانب الامريكي ان يجمع العرب والاسرائيليين في صورة تذكارية ليقول بان الجانب العربي مستعد لقبول اسرائيل في أرضه، حتى وان لم يعترف الجانب الصهيوني بالحق العربي. ولا شك بان هذا المؤتمر لن يخفف من مأساة الفلسطينيين اليومية ولن يعيد الارض الى اصحابها، بل هناك تخوف من ان يكون الحدث بداية لشرخ جديد بين الفلسطينيين والمطالبة بحرب فلسطينية.فلسطينية كشرط لترضية اسرائيل واقناع امريكا، اضافة الى خلق جبهتين متصارعتين تحت مسميات المعتدلين والمتشددين لحروب جديدة فيما بينهم، حتى يبتعد الخطر عن الكيان الصهيوني.