قرار استراتيجي لمبارك ببناء محطات نووية لتوليد الكهرباء
<hr style="color: rgb(255, 255, 255);" size="1">
في
خطوة استراتيجية هي الأولي في تاريخ مصر الحديث, أعلن الرئيس حسني مبارك
أمس قرار بدء برنامج لبناء عدد من المحطات النووية لتوليد الكهرباء.
وقال الرئيس: إنه بمقتضي هذا القرار تصبح الاستخدامات السلمية للطاقة
النووية, جزءا من الاستراتيجية القومية للطاقة, ومن مسيرتها نحو
المستقبل.
وأكد الرئيس أنه اتخذ القرار متحملا مسئوليته كرئيس للجمهورية, في ضوء
التحديات الوطنية والدولية التي تفرضها التطورات في أوضاع الطاقة مع
الارتفاع القياسي لأسعار البترول.
وأعلن الرئيس مبارك أنه سيتم البدء في تنفيذ الخطوات التنفيذية لإقامة أول
محطة نووية لتوليد الكهرباء بخبرات مصرية, وبالتعاون مع مختلف شركائنا
الدوليين, والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأكد أن الاستخدامات السلمية للطاقة النووية ليست حكرا علي أحد, وأننا
لا نبدأ من فراغ, حيث كان لنا برنامجنا النووي من خمسينيات القرن
الماضي, ونمتلك من الكوادر والتقنيات ما يؤهلنا إلي إحياء هذا
البرنامج.
وأضاف الرئيس أنه سيصدر خلال أيام قليلة قرارا جمهوريا بإعادة تشكيل
المجلس الأعلي للاستخدامات السلمية للطاقة النووية, كما دعا الحكومة إلي
التقدم بمشروع قانون ينظم العلاقة بين الجهات العاملة في مجال الاستخدامات
السلمية للطاقة النووية ليحدد بوضوح مسئوليات والتزامات هذه الجهات
وصلاحياتها.
وطالب الحكومة, كذلك, بدعم جهاز الرقابة النووية, وتطوير الكوادر
البشرية في هذا المجال, وإعادة هيكلة ما لدينا من الأجهزة والهيئات ذات
الصلة.
وأكد الرئيس ثقته بأننا شعبا وحكومة سوف ننهض بتبعات هذا القرار
ومسئولياته, مشددا علي أن الأمة ستواجه تحديات قضايا الطاقة والنمو,
بإيمان لا يتزعزع بالله, وبأنفسنا.
وكان الرئيس مبارك قد افتتح صباح أمس المرحلة الثانية من توسعات محطة
كهرباء شمال القاهرة, التي رفعت قدرة توليد الكهرباء بالمحطة إلي10,5
مليار كيلووات/ساعة بما يفوق الطاقة الإنتاجية للسد العالي.
واستعرض الرئيس ـ في خطاب وجهه إلي الأمة بهذه المناسبة ـ التحديات
الخطيرة التي تفرضها التطورات في أسواق الطاقة العالمية, حيث أكد أن أمن
الطاقة يعد ركنا أساسيا من أركان الأمن القومي.
وطالب الرئيس مبارك الحكومة بمضاعفة الجهد لزيادة الإنتاج, والاحتياطي
من البترول والغاز, وزيادة الاستثمارات في الطاقة المتجددة, بحيث تصل
إسهاماتها إلي20% من إجمالي الطاقة المستخدمة عام2020.
وهنأ الرئيس الحكومة علي إجراءاتها في تصحيح أسعار الطاقة للأغراض
الصناعية, داعيا في الوقت نفسه إلي ضرورة انتهاج سياسة متوازنة لترشيد
ورفع كفاءة استخدامات الطاقة, وإعادة النظر في هيكل أسعارها, بما يحمي
محدودي الدخل, والتفريق بين القادرين وغيرهم, موضحا أن ارتفاع الأسعار
العالمية للبترول سيصل بحجم دعم الموارد البترولية هذا العام إلي50
مليار جنيه, بما يتجاوز الإنفاق علي الاستثمارات, والتعليم,
والرعاية الصحية.
كما طالب الرئيس الحكومة بالعمل علي أن تصبح مصر مركزا محوريا لتداول
منتجات الطاقة بين منطقة الخليج, والشرق الأوسط, والبحر المتوسط,
وأوروبا, وإقامة مناطق لتجارة وتخزين منتجات الطاقة بالمواني المصرية
وسواحلها.