كتاب " نهاية العراق " يكشف خطة تقسيم
الدول العربية واسرارها منذ الثمانينيا"نهاية العراق " ام بداية تقسيم
المشرق العربي؟ السؤال مطروح بشقيه بعد قرار الكونغرس الداعي الى التقسيم,
وهو يتزامن مع خطة متسارعة لتكريد كركوك من خلال تهجير سكانها العرب
والتركمان الاصليين وتعويضهم مبالغ مالية ، هذه التساؤلات طرحها مؤخرا
كتاب صدر حديثا بعنوان" نهاية العراق " تتوقف عنده " وكالة الصحافة
العراقية " لشرح ابرز ما جاء به ، والكتاب تأليف بيتر دبليو غاليبيرث, صدر
اخيرا عن الدار العربية للعلوم ومؤلفه سياسي واداري ودبلوماسي اميركي,
وأحد أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الاميركي خلال عقدي
الثمانينيات والتسعينيات الماضيين غاليبيرث خدم في إدارة الرئيس السابق
بيل كلينتون كسفير لواشنطن في كرواتيا, بعد أن شهد بنفسه انهيار
يوغوسلافيايفضح الكتاب الخطة الاميركية لتمزيق العراق مع نشره وثيقة
اسرائيلية نشرتها مجلة «كيفونيم» باللغة العبرية في العام 1982, تكشف
بدورها الاستراتيجية الاسرائيلية لتقسيم المنطقة, بدءا بلبنان وسوريا
والعراق وانتهاء بالسودان والجزائر فضلا عن مصر ودول الخليج العربي. ماذا
في الكتاب والوثيقة؟, مؤلفه بحكم مواقعه سمحت له الظروف أن يطّلع من حيث
موقعه على الكثير من التقارير والاوراق والخطط والوثائق السرية, التي كانت
تقدم للكونغرس ولا تذاع ابدا على الرأي العام و يقول إنها تشبه إلى حد
كبير العراق من حيث التباين المذهبي والطائفي. ومنذ ان ترك غاليبيرث
الخدمة زار العراق عشرات المرات ككاتب معروف وصحفي مستقل وكمستشار لشبكة
«ايه.بي.سي. نيوز» الأميركية, وقام بتغطية حرب تحرير الكويت ثم رافق
الاحتلال الأميركي للعراق في العام 2003, وارتبط بعلاقات قوية مع البعض من
الساسة والقادة العراقيين الجدد الذين يظهرهم معه في صور عدة "داخل
الكتاب", ويسجّل العديد من آرائهم وافكارهم واقوالهم ويعّلق عليها وعلى
ساسة عراقيين آخرين مثل اياد علاوي وجلال الطالباني ومسعود البارزاني
وغيرهم. يبدأ غاليبيرث كتابه «نهاية العراق» بتصويراللحظة التاريخية التي
تمّ فيها إسقاط تمثال صدام حسين ويقول: «يحلو للمسؤولين في إدارة الرئيس
بوش أن يرددوا دوماً عبارتهم الشهيرة: «لكل مشكلة عندنا حل » ولكن الذي
فعلوه بالعراق يؤكد أنهم يخلقون المشاكل, ولا يجدون لها الحلول, والعراق
الآن بلا صدام, ومثله نظام حكم بول بوت في كمبوديا, من أسوأ الأنظمة
الدموية ابان النصف الثاني من القرن العشرين, فما الذي فعلته هذه الإدارة
الاميركية العبقرية؟». يقول غاليبيرث إنه «منذ أن أسقط المارينز
الأميركيون تمثال صدام حسين في ميدان الفردوس في بغداد, سارت الأمور مع
أميركا في العراق من سيئ إلى أسوأ, وانهارت طموحاتها المعلنة لإقامة نموذج
ديمقراطي يمكن تعميمه في الشرق الأوسط. وتبدو أميركا الآن وكأنها ستبقى في
حرب مفتوحة في العراق إلى ما لا نهاية وسط تصاعد ضغط الطوائف التي نفد
صبرها بالفعل وباتت الحرب الأهلية هي العنوان الوحيد لعراق ما بعد صدام.
وكان يمكن تفادي ما حدث لو كانت إدارة بوش قد وضعت سياسة حكيمة في تفادي
الفوضى التي عمت العراق بسبب ترك الأميركيين الحبل على الغارب منذ أول
أيام الاحتلال لنهب وتدمير المؤسسات في بغداد».