قوة الذهب اليهودي(فرق لكى تحكم)
الحق للقوة – قوة الذهب اليهودي
لندع جانباً كل العبارات المنمّقة،
ولنناقش المعنى العميق لكل فكرة، ولنوضح الحالة بالمقارنة والاستنتاج. وفي
نطاق هذه الطريقة سأعمد الى عرض طريقتنا، من وجهة نظرنا نحن، من جهة، ومن
وجهة نظر "الكوييم" من جهة ثانية.
ويجب أن نذكر أن أصحاب الغرائز المنحطة
هم أكثر عدداً من أولئك الذين يتمتعون بشعور نبيل، وبالتالي فإن أفضل
طريقة للحكم هي العنف والإرهاب وليس النقاش الأكاديمي. إن كل شخص يسعى
للوصول الى السلطة وكل شخص يريد أن يغدو ديكتاتوراً إذا كان يستطيع ذلك.
وقليل هم، في الواقع، أولئك الذين لا يكونون مستعدين للتضحية بالصالح
العام في سبيل الحصول على مكاسب شخصية.
ما الذي روّض الحيوانات الوحشية التي نسميها نحن "ناساً" وما الذي سيطر عليهم حتى اليوم.
في الفترات البدائية من الحياة
الاجتماعية خضعوا للقوة العاتية والعمياء، وبعد ذلك خضعوا للقانون الذي هو
القوة ذاتها في مظهر آخر. ومن هنا أستنتج، وفاقاً لقوانين الطبيعة، أن
الحق يكمن في القوة.
(1) ليست الحرية السياسية أمراً كائناً
حقاً بل هي فكرة مجردة، ويجب على المرء أن يعرف كيف يستعمل هذه الفكرة
المجردة حينما يغدو استعمالها ضرورياً لربط القوات الشعبية بحزبه برباط
فكري إذا كان يريد سحق الحزب الحاكم. وتغدو المهمة أسهل إذا كان الخصم
القابض على الحكم يستمد قوته من فكرة الحرية، أو ما يسمونه بحرية المبادئ
الليبرالية. ففي هذه الحالة خاصة يتأكد انتصار نظريتنا وهي أن مقاليد
الأمور التي تركها الحاكمون تقع فوراً، بموجب قوانين الطبيعة، في أيد
جديدة لأن قوة الشعب العمياء لا تستطيع أن تعيش، ولا يوماً واحداً، بدون
قائد، وهكذا تحل السلطة الجديدة محل السلطة القديمة التي أضعفتها
الليبرالية.
وفي أيامنا هذه حلت قوة الذهب محل
السلطات الليبرالية وقد مضى الوقت الذي كان فيه القانون حاكماً. إن فكرة
الحرية لا يمكن أن تتجسد لأنه لا يوجد من يعرف كيف يستعملها استعمالاً
معقولاً. اسمحوا للشعب أن يحكم نفسه بنفسه، مدة من الزمن، فإنه يفسد، وهنا
تبدأ المنافسة الحادة التي لا تلبث أن تنقلب الى حروب اجتماعية وينتهي
الأمر بأن تصبح الدول في جحيم مستعر وتغدو سلطتها هباءً. وسواء أضعفت
الدولة بسبب الاختلافات الشخصية، أو أن الحروب الأهلية أسلمتها للأعداء
الخارجيين، فإنه يمكن اعتبارها ضائعة من غير رجعة وتصبح في أيدينا. إن
استبداد رأس المال، الذي كله في أيدينا، يبدو لهم وكأنه حزام الأمان الذي
يضطرون أن يعتقلوا به حتى على الرغم من إرادتهم لكي لا يتلاشوا تماماً.
وأقول لكل من يرغب أن يدّعي، بسبب ميله
الليبرالي، إن هذه المعاملة غير أخلاقية: إذا كان للدولة عدوّان داخلي
وخارجي، وإذا كان يجوز للدولة أن تستعمل ضد العدو الخارجي كل أساليب
الحرب، وإذا كان يباح مثلاً، كتدبير وقائي، ألا تطلع الدولة عدوها على خطط
الهجوم الليلي أو الهجوم بقوات أكثر من قواته، فلماذا تعتبر الأساليب
ذاتها غير أخلاقية حينما تطبق على أشد الأعداء، الذين ينتهكون حرمة النظام
والرخاء الاجتماعي؟